سُمَح بالنشر .. شاليط يضحك بالأسر

ما سمح به القائد العام لكتائب القسام أبو خالد الضيف بالنشر عبر وسائل الإعلام من أسرار شاليط، عبارة عن رسالة إعلامية قصيرة محسوبة بالثواني تحمل في طياتها دلالات أمنية وعسكرية وإعلامية هامة، وتمثل ضربة كبيرة لمنظومة العدو الصهيوني الاستخبارية والأمنية على مدار خمس سنوات من البحث المضني عن من يدلهم على مكان (شاليط).
ولا نستطيع في هذا المقام أن نتحدث عن ما سمح بنشره دون أن نوجه أجل التحايا وأعرقها لأرواح الجنود المجهولين رجالات كتائب القسام كما نوجه التحية الكبرى للشهداء من كتائب القسام وللشهداء من رجال المقاومة هؤلاء الرجال أصحاب العهد و الوفاء.. هؤلاء الرجاء الذين عرضت أمامهم إغراءات الدنيا والمال؛ لكن الجهاد في سبيل الله والتضحية والوفاء بالنسبة لهؤلاء الرجاء كانت أكبر وأغلى من كل الإغراءات.
ويرى كاتب السطور أن السمح بنشر مقطع فيديو قصير لشاليط نسف كافة الأكاذيب والأراجيف التي روجها الإعلام الصهيوني عن تعامل كتائب القسام مع الجندي شاليط، وأنه في مخبأ تحت الأرض، وأن من يتعاملون معه ملثمون، وغيرها من التحليلات الواهية؛ لكن الثواني المعدودة التي ظهرت مثلت رسالة للجميع في كيفية تعامل كتائب القسام مع الأسير شاليط طيلة فترة أسره.
كما تحدثت المصادر الأمنية عن أن ما تم نشره يمثل ضربة موجعة لجهاز الشاباك الصهيوني؛ خاصة بعدما تبين أن شاليط كان محتجرا في شقة عادية، وليس مخبّأً تحت الأرض أو في الأنفاق، كما أن تمكن كتائب القسام من احتجازه في منطقة جغرافية ضيقة مثل غزة فيها كثافة سكانية ومخاطر أمنية كبيرة ولا تغيب عنها طائرات الاستطلاع والتجسس الصهيونية يعد نجاحا كبيرا للمقاومة وكتائب القسام في إخفائه مدة خمس سنوات لم تتوقف فيها أجهزة مخابرات الاحتلال لو للحظة عن البحث عنه ومعها أجهزة مخابرات إقليمية ودولية.
وسألقي نظرة على المشهد الصهيوني وكيفية اهتمام وسائل الإعلام العبرية بالحدث؛ حيث قامت الكثير من وسائل إعلام العدو المرئية والمكتوبة والإلكترونية بنقله مباشرة وعمل برامج مباشرة للحديث عن فيديو شاليط في الأسر.
وقد تحدثت وسائل الإعلام الصهيونية أن الرسائل التي بثتها كتائب القسام كان لها دورا في شحن همم عناصر كتائب القسام ورفع معنوياتهم، في المقابل خيم الإحباط واليأس على الجنود الصهاينة، في ظل المنظومة الاستخبارية (الإسرائيلية) والتقارير الأمنية الصهيونية الكاذبة عن شاليط.
كما اعترفت القناة العبرية الثانية أن كتائب القسام تفوقت في منظومتها الأمنية على ما أطلقت عليه (إمبراطورية) الأمن الصهيونية.
فيما أكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن رسائل كتائب القسام لها ما بعدها في الحروب القادمة مع العدو الصهيوني، كما خصت بالذكر الجنود (الإسرائيليين) المفقودين في قطاع غزة في العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014م.
وقد قام الكثير من المحللين والمراقبين بتحليل رسائل القسام من حيث الأهداف والتوقيت، ولكنني في هذا المقال سأتحدث عن معاملة كتائب القسام للجندي الأسير، وهي مستقاة من تعاليم إسلامنا العظيم في التعامل مع أسرى الحرب، والإحسان إليهم، وما ظهر لم يوح لنا أن المعاملة كانت قاسية أو شديدة مع شاليط، ولم يكن كما كنا نسمعه بين الفينة والأخرى من معلومات عن محتجزي شاليط، فما ظهر بالصورة الشهيد البطل عبد الرحمن المباشر لم يكن ملثما، بل ما ظهر أنهم كانوا يمازحون شاليط، وحتى المكان يبدو لي أنه مكان صحي ومهيأ للسكن بأمن وكرامة تحفظ للأسير حقوقه.
أمام ما بثته القسام من تعاملها مع شاليط خلال سنوات الأسر، يتساءل كاتب السطور هل يتعامل العدو مع أسرانا البواسل مثل هذه المعاملة؟ ولو استعرضنا معاناة أسرانا في سجون الاحتلال الصهيوني لرصدنا مسيرة طويلة من الآلام والتعذيب والإذلال لأسرانا وأسيراتنا، والتاريخ يشهد على معاناة أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الصهيوني وتجاربهم المريرة مع الاحتلال، وكم من الأسرى خرج من أسره وجسده يعج بالآلام والأمراض، وكم من الأسرى استشهدوا بسبب وسائل وأساليب التعذيب المحرمة دوليا التي يستخدمها السجان الصهيوني مع أسرانا البواسل.
إننا اليوم في كل ساعة نسمع آلالام ومعاناة أسرانا البواسل داخل السجون، بل وترصد وسائل إعلامنا في كل لحظة جرائم الاحتلال بحق أسرانا البواسل، واستخدام الأسرى كحقل تجارب للأدوية ومنعهم من العلاج وحرمانهم من كافة الحقوق الإنسانية والآدمية، أما الكرامة الإنسانية فلا يتعامل العدو بأي نوع من أنواع الكرامة مع أسرانا البواسل، بل إن أعضاء الكنيست الصهيوني يطالبون دوما بإعدام الأسرى، حتى السجون كافة لا تصلح للبشر وغير مهيئة بيئيا وصحيا وحياتيا، ورغم ذلك يحيون أسرانا البواسل داخل السجون بعزة وكرامة، وتحد لجرائم الاحتلال اليومية بحقهم، بل إن الحركة الفلسطينية الأسيرة صاحبة التاريخ العريق في النضال استطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات لأسرانا البواسل بعد تضحيات جسام قدمها الأسرى من أجل الانتصار على السجن وظلمة السجان.
إن رسالة كتائب القسام في التعامل مع شاليط هي رسالة عالمية إسلامية الغاية والهدف في التعامل مع الأسير بكرامة، والحفاظ على حقوقه في الأسر، في المقابل هل يفهم العدو هذه الرسالة في التعامل مع الأسرى، ويمنح أسرنا البواسل حقوقهم في الأسر.. إلى الملتقى..
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...