الصوت اليهودي في القرار الأمريكي

صحيفة الخليج الإماراتية

عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية يُثار السؤال عن تأثير اللوبي الصهيوني في مجرياتها، إلى الدرجة التي تجعل من أصوات اليهود الأمريكان مُرجحة في تقرير من يكون الرئيس القادم، مما يُفسر التسابق الجمهوري والديمقراطي على كسب ود اللوبي المذكور.

هذا اللوبي لا يمارس تأثيره في الناخبين وحدهم، وإنما أيضاً في أعضاء الكونجرس وفي طاقم الإدارة ووزارة الخارجية.

يشكل مجموع المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية التي تتلقاها “إسرائيل” سنوياً مبلغ ثلاثة مليارات دولار أمريكي، وهناك من يعتقد أن الرقم الفعلي أكبر من ذلك.

من المؤسسات التي تُشكل قوام اللوبي الصهيوني لجنة العلاقات الأمريكية “الإسرائيلية” التي يرمز لها بالاختصار: “إيباك”، وهي تعد من أقوى المنظمات التي تسعى لتأمين الدعم الأمريكي لتل أبيب، حيث يجتمع أفرادها بصورة منتظمة مع أعضاء من الكونجرس، وتحرص على تحليل نتائج التصويت فيه.

وتتميز هذه اللجنة بكونها تعلن صراحة أن جهدها موجه لتأمين الدعم الأمريكي ل”إسرائيل”، لكن هناك هيئات أخرى تعد بمثابات لوبيات للدفاع عن مصالح اليهود الأمريكان، وهي مصالح تتوافق مع مصالح الدولة العبرية، وبينها “اتحاد الجمعيات اليهودية” الذي لا يخفي قادته ونشطاؤه أنه يعمل بمثابرة على تأمين مصالح اليهود في الولايات المتحدة، وإذا اقتضى الأمر تقديم الدعم ل”إسرائيل” ذاتها.

تعمل جماعات الضغط اليهودية وفق الآلية التالية: “يمكنهم أن يساعدوك إذا سهلت مهمتهم، لكنهم يمكن أن يسببوا لك الأذى إذا كان ما تنادي به أو تعمل في سبيله لا يروق لهم”، في إشارة إلى مدى تغلغل أفراد هذا اللوبي في الأجهزة المختصة وفي الحياة الاقتصادية والسياسية وحتى الأكاديمية. وبوسعنا هنا تذكر حجم الإيذاء الذي تعرض له المفكر الراحل ادوارد سعيد رداً على نشاطه المناصر للقضية الفلسطينية.

وهناك المجموعة المدعوة ب”المسيحيين الإنجيليين” الذين يشكلون كتلة تصويتية هائلة، بحيث إنه يصنف واحد أو أكثر من بين كل ثلاثة أمريكيين على أنه مسيحي إنجيلي. وينظر هؤلاء إلى دعم “إسرائيل” بوصفه واجباً دينياً، إلى الدرجة التي ينسب فيها إلى أحد قساوسة هذه المجموعة قوله (إن “إسرائيل” هي الأمة الوحيدة التي يؤمر المسيحيون بالصلاة من أجلها في الإنجيل).

ويزداد الحديث عن المسيحيين الصهاينة عند دراسة الشبكة المعقدة للعلاقات العضوية بين أمريكا و”إسرائيل”.