السبت 03/مايو/2025

الخانقاة الصلاحية بالقدس.. قلعة علوم التصوف والسياسة

الخانقاة الصلاحية بالقدس.. قلعة علوم التصوف والسياسة

يعدّ السلطان صلاح الدين الأيوبي أول من بادر من الحكام إلى تأسيس الخوانق والزوايا في مدينة القدس، بل على مستوى فلسطين، وذلك حينما أوقف في عام 583 هـ -1187 م الخانقاة الصلاحية، والتي لا تزال عامرة حتى يومنا هذا في حارة النصارى في البلدة القديمة. فيما أضحت اليوم دار سكن وجزء منها مسجد عامر، وجزء مدرسة تابعة للأوقاف الإسلامية.

ويقول الدكتور ناجح بكيرات، مدير التعليم الشرعي في القدس حول تاريخ ونشأة الخانقاة الصلاحية: “معروف أن الخانقاة من الزوايا الصوفية الهامة جدًّا؛ بحيث كانت الخانقاة تطلق على المدرسة الدينية وتطور اسمها من زاوية إلى اسم مدرسة في الفترة المملوكية، لذلك حين الحديث عنها نتحدث عن مجمع يضم مسجدا وغرفا ومركزا للقيادة وخلوة أرضية كبيرة”.

دار البطرك

وكان يطلق على مكان الخانقاة الصلاحية “دار البطرك” وقد أهديت للقائد صلاح الدين ثم طورت وبني عليها حتى أصبحت بهذا الشكل، وأضيف عليها خلوة صلاح الدين.

وأكد بكيرات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على أهمية موقع الخانقاة؛ حيث تقع في وسط البلدة القديمة في حارة النصارى في الجهة الشمالية الغربية لكنيسة القيامة، وتطل على سطح القيامة بشكل مباشر جدًّا.

وأشار إلى أن الخانقاة استخدمت في زمن صلاح الدين كمقر قيادة له، واستخدمت أيضًا لتدريس العلوم الشرعية، وخاصة علوم القرآن الكريم، وخصصت زاوية للصوفية والرباط وكل الفقراء الذين كان يأوون ويتعلمون في هذه الزاوية، موضحًا أن الزاوية لعبت دورًا تعليميًّا ودينيًّا، وأضيف لوقف الخانقاة مسكن فرن وحوانيت وبركة التي عرفت ببركة السلطان أو البطرك، وبالتالي بقيت الخانقاة تتغذى من أوقافها العديدة. 

أدوار هامة

هناك مدن وقرى أوقفت على الخانقاة -يضيف بكيرات- ومن ضمن القرى كانت مدينة صفد، وأراضي البقعة التي تصل من باب الخليل إلى صور باهر والمكبر، ناهيك عن عشر قرى في القدس، منها بيت صفافا، وصورباهر، وعين كارم، وكلها أوقفت على الخانقاة.

ورأى الدكتور بكيرات أن الخانقاة لعبت دورًا دينيًّا وتعليميًّا وحافظت على وجودها إلى أن تم إضافة بعض المباني الحديثة، وهي تستخدم اليوم كمدرسة تابعة للأوقاف الإسلامية، تُدعى مدرسة الخانقاة الأساسية الشرعية، وهي من الصف الأول إلى الصف السادس، فيها 120 طالبًا وطالبة، تدرس المنهاج الأكاديمي والشرعي، وهي تابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، فيها أكثر من 13 موظفًا، وكل الإصلاحات والنفقات التي جرت فيها تمت بتبرع من الأوقاف، مضيفًا أن هناك 6 عائلات تسكن في الخانقاة، وبالتالي فهي معلم عربي وإسلامي هام في المدينة.

مكونات الخانقاة

ويقول الدكتور يوسف النتشة، الباحث في تاريخ القدس، إن الخانقاة تتكون معماريًّا من مدخل كبير له عقد ثلاثي بني بأسلوب الأبلق (تناوب ألوان الحجارة) يؤدي إلى عدة وحدات معمارية وإلى صحن مكشوف يوصل بدوره عبر درج صاعد إلى مجموعة من القاعات والغرف وإلى خلوة أرضية كبيرة، قيل إن صلاح الدين رحمه الله قد اعتكف بها، ومنذ زمن غير محدد توقف النشاط الصوفي في هذه الخانقاة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...