اليسار الفلسطيني… إلى الخلف دُر

بعد عودة الأمن و الأمان إلى قطاع غزة و غياب مناظر الفلتان عن شوارعها و مدنها لاحظ الجميع انتشار فوضى إعلامية و تحليلية صادرة عن فصائل تطلق على نفسها فصائل منظمة التحرير . و أضحت تلك الفصائل تتغنى في ما كان يشوب قطاع غزة قبل عملية التطهير و ليس كذلك فحسب و لكنها باتت تطالب بعودة الوضع لما كان عليه قبل 14.يونيو .2007 .
و العجب العجاب ما سمعناه منهم في جلسة المجلس المركزي الأخيرة و المصطلحات الغريبة التي استعملها قادة اليسار كالصوملة و الطلبنة. و نسي هؤلاء أنهم أول من أسس القتال الداخلي الفلسطيني في مخيمات اللجوء و أنهم رواد الانقلابات و الانشقاقات .
نعم هذه الفصائل يفرقها الكثير و رأيناها أكثر من مرة تحمل السلاح في وجه بعضها البعض و تقتل و تشرد أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان و لكنها و على ما يبدو تجتمع على رفض النظام و الأمن و الأمان. تجتمع على رفض خيار الشعب الفلسطيني و قرار أبناء غزة باقتلاع الفلتان و لوردات الحرب من أرض القطاع الحبيب .
فيا من تطلقون على أنفسكم اليسار الفلسطيني قولوا لنا ماذا تريدون ؟ هل تريدون عودة القتل و الخطف ؟ أم أنكم فقط سوف تكتفون بإعادة المخدرات إلى الشوارع عندما تعيدون الوضع لما كان عليه !!
و ماذا عن التنسيق الأمني و حماية العملاء هل سوف تقومون بتوفير حماية خاصة لهم بعد إعادة الوضع لما كان عليه !!
إن مطالبة فصائل اليسار الفلسطيني بإعادة الوضع لما كان عليه قبل 14.يونيو.2007 لا تنبع – و كما عودونا- عن رؤية سياسية إنما مبنية فقط على مطالبة الإتحاد الأوروبي لهم بذلك . هذا الإتحاد الذي يعيشون على مساعداته و خدماته لهم .
نعم لقد احترف الرفاق في الضفة و غزة مهنة إنشاء ” دكاكين” حقوق الإنسان و أصبح كل رفيقين يشتركان في فتح خمس جمعيات الهدف الوحيد منها هو الحصول على عائد مالي من مؤسسة أوروبية أو أمريكية تحت غطاء حقوق المرأة أو الإنسان .
و الكل يعلم أن هذا الدعم ليس هبة من الغرب لليسار الفلسطيني و لكنه دعم مشروط يوجب على مستقبله التخلي عن قيم الشعب الفلسطيني و ثوابته و الترويج لأفكار غريبة عن تقاليد شعبنا وثقافته .
و لعل من أخطر ما يروج له اليسار الفلسطيني في هذه الأيام هو حل الدولة الواحدة و تشبيه القضية الفلسطينية بجنوب أفريقيا في عهد العنصرية العرقية . و ما يترتب على هذا الحل من تنازلات لا يتسع هذا المقال للخوض فيها .
لا أحد ينكر أن اليسار الفلسطيني له تاريخ نضالي طويل على الساحة الفلسطينية و لكن يبدو أن هذا اليسار اختار منذ فترة طويلة الالتفاف إلى الخلف و الاختباء تحت عباءة منظمة التحرير التي مازال البعض يطلق عليها – ظلماً و عدواناً- الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني.
العديد من فصائل اليسار الفلسطيني لم يبقى لها في الشارع الفلسطيني سوى يافطة ممزقة أو شعار كُتب على الجدران منذ زمن بعيد . و مع زيادة أعداد الألقاب القيادية في مربع اليسار انخفضت و بشكل حاد أعداد المؤيدين و المناصرين و أوشك المؤمنون بفكرة اليسار أن ينقرضوا و أصبح شعارهم ” نحن نقاتل عن إدمان و ليس عن إيمان” . و الجدير بالذكر هنا أن أغلب تيارات اليسار الجديدة على الساحة هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص لا يتعدى عددهم العشرة – اقرأ الثلاثة أمين عام و نائبه الأول و الثاني- و أحسن مثال على ذلك من يطلقون على أنفسهم “فدا” .
لا ننكر على اليسار الفلسطيني و ” الجبهات” بتعدد مسمياتها و شعاراتها . تاريخهم النضالي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي و لكنكم يا رفاق تخليتم عن هذا الخط النضالي انجررتم خلف فتح و ياسر عرفات – برضى منكم أو رغماً عن أنفكم – و أوشك بعدكم الجماهيري أن يتلاشى إن لم نقل ينقرض. و مازلتم الآن تعيشون في عقدة النقص لقد سمحت لكم حماس بالحديث و التعبير عن آرائكم و لكنكم كشفتم للجميع أنكم ليس أهلاً لهذه الحرية لسان حالكم يتباكي على عصر الاضطهاد السياسي. .
و بقي أن نقول أن اليسار الفلسطيني أصبح ينظر إلى قضية فلسطين من خلال مرآة – يمسك بها الإتحاد الأوروبي- بعد أن أدار عينيه عن هموم شعبه و واقعه. فلا بد لليسار الفلسطيني – أو ما تبقى منه- أن يدور إلى الخلف إذا أراد أن يعود للساحة من جديد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...