ليبرمان يكشف وجه إسرائيل العنصري القبيح!!

صحيفة الشرق القطرية
أفيجيدور ليبرمان وزير خارجية “إسرائيل” الجديد مثل كل قادة “إسرائيل”، لا يختلف عنهم إلا في سمة واحدة هي أنه أكثر صراحة وقوة في التعبير عن الفكر الصهيوني، وعن عنصرية “إسرائيل”، وهو لا يهمه كثيراً تلك الأساليب الدبلوماسية التي يحاول أن يخفي بها الساسة نواياهم الحقيقية.
لا يختلف ليبرمان عن هرتزل أو وايزمان أو بن جوريون… إنهم ينتمون جميعاً إلى فكر عنصري لا إنساني، وهم جميعاً يرتكبون الجرائم التي تحقق أهدافهم، لكن ربما حاول ساسة “إسرائيل” أن يخفوا بعض الحقائق عن ذلك الفكر حتى لا يسببوا حرجاً للقوى الاستعمارية التي ساعدت على إنشاء “إسرائيل”.
وليبرمان يوجه اللكمات إلى وجوه الزعماء العرب الذين يرددون بشكل دائم: إن السلام هو الخيار الإستراتيجي الوحيد، وإنه يجب التمسك بالمبادرة العربية…
لكن يبدو أن هؤلاء القادة العرب يؤمنون بذلك المثل الذي يقول: إن ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب… ولذلك فإنه يواصل تسديد لكماته لهم… وهم يواصلون الحديث عن السلام. وكذلك يفعل أوباما الذي يردد أن أمريكا تدعم حل الدولتين، وهو يعرف تماماً أن “إسرائيل” قد دمرت إمكانيات تحقيق هذا الحل.
يقيم في مستوطنة!!
ولكي يؤكد ليبرمان على استحالة قيام دولة فلسطينية أو انسحاب “إسرائيل” من المستوطنات التي أقامتها في الضفة الغربية فإنه يصر على الإقامة مع عائلته في إحدى هذه المستوطنات، وهذه المستوطنة أو المغتصبة كما يطلق عليها الفلسطينيون أقامها مجموعة من اليهود دون الحصول على تصريح من الحكومة الإسرائيلية، لكي يؤكدوا أن اغتصاب الإسرائيليين لأراضي الفلسطينيين لا يخضع لأي قانون حتى لو كان القانون الإسرائيلي، ولا يحتاج إلى تصريح من أحد. وهذا نوع من استعراض القوة، وفرض الأمر الواقع.
من يريد السلام مع “إسرائيل” فإنه يجب أن يخضع لشروط ليبرمان.. فهل تعرفون ما هذه الشروط؟!.
ليبرمان يريد أن يتم تقسيم الضفة الغربية إلى أربعة كانتونات بحيث لا يوجد أي طريق للاتصال بينها، وعدم وجود حكومة مركزية فلسطينية، وهذه الكنتونات تخضع للسيادة الإسرائيلية.
ويتم تهجير كل الفلسطينيين الموجودين في “إسرائيل” إلى هذه الكنتونات التي تتحول إلى سجون، مع توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وإنشاء محاكم تفتيش للتأكد من الولاء ل”إسرائيل” لكل من يقيم فيها. وهذا يعني التخلص من العرب الذين يعيشون داخل “إسرائيل”. وقد صرح في أبريل عام 2002 بأن 90% من العرب الذين يقيمون في “إسرائيل” ويقدر عددهم ب 1.2 مليون شخص يجب أن يتم ترحيلهم وحصولهم على جنسيات دول عربية أخرى. فهم ليس لهم مكان داخل حدود “إسرائيل”، ويجب أن يختفوا!!، وهذه ترجمة مهذبة للمصطلح الذي استخدمه.
كما طالب في عام 2006 بقتل أعضاء الكنيست العرب الذين يقابلون شخصيات فلسطينية من سكان الضفة الغربية.
تدمير العرب
هناك خطة أخرى أعلنها ليبرمان في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، ونشرتها جريدة يديعوت أحرونوت عام 2002 وهي أن تقوم “إسرائيل” بتدمير المراكز التجارية العربية في الساعة الثامنة صباحاً، ثم تقوم عند الظهر بتدمير محطات البترول وفي الساعة الثانية تقوم بتدمير البنوك العربية.
أما بالنسبة لمصر فقد هدد بتدمير السد العالي بهدف إغراقها.
وهذا يعني أنه ليست مصر وحدها التي يريد ليبرمان تدميرها، ولكن كل الدول العربية، وهو يستهدف المراكز التجارية ومحطات الغاز والبترول والبنوك.
يا سادة، صاحب هذه التصريحات أصبح يتحكم في الحكومة الإسرائيلية الائتلافية، وهو يستطيع أن يسقط الحكومة في الوقت الذي يريده، ولذلك يجب أن يكف الذين ما زالوا يتمسكون بالسلام كخيار إستراتيجي وحيد عن أوهامهم، وأن يكفوا عن تضليل الشعوب العربية.
ويجب أن لا يتعامل أحد مع ليبرمان على أنه يشكل ظاهرة فردية، أو أنه شخص متطرف كما تدعي بعض وسائل الإعلام العربية، فهو المعبر الحقيقي عن الأيديولوجية الصهيونية العنصرية، وقد وصل إلى منصبه عن طريق الانتخابات أي أن الشعب الإسرائيلي قد اختاره لينفذ برنامجه.
تطهير عرقي!!
ليبرمان يوضح أن “إسرائيل” تقوم على عملية تطهير عرقي، وأن هذه العملية تشكل سياسة ثابتة في “إسرائيل” منذ أن قامت العصابات الصهيونية بمساعدة الاستعمار الإنجليزي بتدمير أكثر من 470 قرية عربية، وطرد الفلسطينيين منها ليحتل مكانهم اليهود الذين جاءوا من أوروبا.
وليبرمان يوضح أن “إسرائيل” سوف تستمر في استخدام سياسة التطهير العرقي للتخلص من الفلسطينيين الذين أصروا على البقاء في أرضهم سواء في داخل “إسرائيل” أو في الضفة الغربية. وهذا يعني أنه لم يعد أمام الفلسطينيين حل سوى المقاومة، فهي الطريق الوحيد للدفاع عن حقهم في الحياة.
كما أن “إسرائيل” يمكن أن تستخدم سياسة التطهير العرقي ضد كل العرب، ويجب أن لا يستهين أحد بتصريحات ليبرمان، فالصراع بين “إسرائيل” والعرب هو صراع وجود. كما أن السلام مع “إسرائيل” هو مجرد وهم فلا يمكن إقامة دول فلسطينية في ظل التفكير العنصري الإسرائيلي.
وليبرمان يعبر عن عداء إسرائيلي ضد العرب والفلسطينيين والمسلمين وهذا العداء ينتج عن فكر عنصري، وسوف يؤدي إلى تزايد عملية التطهير العرقي، والتفرقة العنصرية.
يقول أحمد الطيبي: إن الفلسطينيين داخل “إسرائيل” يتعرضون لعملية تمييز عنصري في كل المجالات.
وسوف تتصاعد عملية التفرقة العنصرية في “إسرائيل” خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى تزايد عملية إنشاء المستوطنات، وتهويد القدس.
وهناك جريمة أخرى يهدد ليبرمان بارتكابها ضد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتعرضون للمزيد من التعذيب الوحشي. فقد هدد ليبرمان بإغراق هؤلاء الأسرى في البحر الميت.
المقاومة هي الحل
أنا أكتب ذلك لكي تدرك الأمة أن دعوات السلام مع “إسرائيل” هي عملية تضليل وخداع وإضعاف لقدرات الأمة على البحث عن حلول صحيحة، وعن وسائل لإدارة صراعها المستقبلي الطويل مع “إسرائيل”.
وبدلاً من التمسك بتلك المقولة المملة حول خيار السلام الإستراتيجي، لابد أن ندعم المقاومة مادياً ومعنوياً فهي التي تعبر عن عدالة الحق في مواجهة غرور القوة.
كما أننا لابد أن نعمل لتشكيل تحالف عالمي ضد العنصرية الإسرائيلية، وبدعوة كل الأحرار في العالم لمقاطعة “إسرائيل” كما حدث بالنسبة لنظام جنوب إفريقيا العنصري.
الإعلاميون العرب يمكن أن يقوموا بدور مهم لصالح أمتهم بكشف الجرائم العنصرية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي، وبكشف الأفكار العنصرية التي تقوم عليها إسرائيل.
لذلك فإنني أدعو كل الإعلاميين العرب إلى حملة إعلامية لكشف عنصرية “إسرائيل”، والدعوة إلى بناء تحالف عالمي ضد العنصرية الإسرائيلية ومقاومة جرائم التطهير العرقي التي ترتكبها “إسرائيل”، فالعنصرية هي أخطر الجرائم ضد الإنسانية والحضارة.
والعالم كله يمكن أن يتعاطف معنا الآن خاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، ووضوح الجريمة التي ارتكبتها “إسرائيل”.
إن لدينا فرصة تاريخية كإعلاميين عرب أن نثبت صدق إخلاصنا لأمتنا، ولقضيتها الأساسية وهي قضية فلسطين، فالصراع ضد “إسرائيل”، والعمل لتحرير فلسطين يشكل مستقبلنا كأمة.
إننا لا يمكن أن ننتظر حتى ينفذ ليبرمان تهديداته بتدمير السد العالي أو تهجير الفلسطينيين أو تدمير الدول العربية… إننا يجب أن ندافع عن حق أمتنا في الحياة، وأن نحمي البشرية من التفكير العنصري الإسرائيلي. وعندما نقوم بهذا العمل فإن أمتنا سوف تحترم دورنا وتقدر وظيفتنا كإعلاميين وتحمي حريتنا.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...