الجمعة 09/مايو/2025

الرئيس لا يريد مقاومة تفني الشعب!!

الرئيس لا يريد مقاومة تفني الشعب!!

صحيفة الدستور الأردنية

إذا كانت المقاومة ستفني الشعب فلا نريدها، هذا ما قاله الرئيس الفلسطيني، (دعك من حكاية انتهاء ولايته في التاسع من كانون الأول)، والذي يخوض شعبه في قطاع غزة معركة بطولية ضد عدوان همجي. تخيلوا كيف يقع مثل هذا التصريح على من يواجهون حمم الطائرات والدبابات في قطاع غزة، ومن بعدها على جماهير الأمة التي تنزل إلى الشوارع كل يوم تضامناً مع الفلسطينيين وحقهم في مقاومة الاحتلال؟

في سياق التعليق على كلام السيد الرئيس نتذكر أمرين، الأول أن المقاومة لا تفني الشعوب، وإنما تحييها، وليس ثمة شعب أفنته المقاومة، اللهم إلا إذا أراد تشبيه الفلسطينيين بالهنود الحمر، مع العلم أن ثلثي الشعب الفلسطيني لا يزالون في الخارج، وليسوا معرضين للإفناء تبعاً لذلك.

الأمر الآخر هو أن موقفه من المقاومة لا صلة له بإمكانية أن تتسبب في إفناء الشعب أو تدميره، فهو ضدها في أي حال كما صرّح مراراً وتكراراً، ولا ندري إن كان غيّر رأيه وصار مع مقاومة منزوعة القدرة على الإفناء، ويمكنها الحفاظ على أعداد من الناس تكفي لقيام سلطة وانتخاب زعامة.

بينما كنت أستمتع بتصريحات السيد الرئيس كنت أقرأ مقالة في صحيفة هآرتس الإسرائيلية (8 ـ 1) لكاتب اسمه يئير تسبان بعنوان “هل يتذكر باراك الجزائر”، يشير فيها إلى لقاء بينه وبين وزير الحرب الصهيوني باراك في بيت هذا الأخير نهاية العام 2000، حيث شاهد على الطاولة كتاب المؤرخ البريطاني اليستر هورن “حرب وحشية للسلام .. حرب الجزائر 1954 – “1962، فبادر إلى القول إنه كتاب مهم على كل سياسي إسرائيلي أن يقرأه، وهو ما وافق عليه باراك، معتبراً أنه “مع الاختلاف بين النزاعين، إلا أن النزاع الجزائري هو الأشبه بنزاعنا مع الفلسطينيين”.

يستعرض الكاتب سيرة النزاع المذكور، وصمود الجزائريين رغم الضربات البشعة التي تعرضوا لها، الأمر الذي لم يتوقعه الفرنسيون الذين اضطروا إلى التراجع شيئاً فشيئاً وصولاً على خروجهم من الجزائر.

يقول الكاتب، نقلاً عن الكتاب بالطبع: في نهاية 1960 بلغ عدد القتلى الجزائريين مئات الآلاف (من 300 إلى 500 ألف بحسب أقوال فرنسية، ونحو مليون بحسب الرواية الجزائرية): بينما كان ميزان خسائر حركة التحرير الجزائرية فظيعاً: فمن بين خمسة وأربعين ألف مقاتل، قتل ستة وعشرون ألفاً، ووقع أحد عشر ألفاً في الأسر. وسقط 23196 ضحية من فرنسا في حرب الجزائر.

في مطلع سنة 1961 بدأت مفاوضات سرية بين مفوض ديغول ومفوض حركة تحرير الجزائر، تخلى ديغول خلالها عن شرط وقف إطلاق النار، وكان مستعداً أيضاً لمواجهة الجيش، وأن يفرض عليه وقف إطلاق النار من طرف واحد، وأن يحرر الآلاف من مقاتلي حركة تحرير الجزائر، وكل ذلك مقابل استعداد الجزائريين للتفاوض. في آذار 1962 وقع اتفاق السلام الذي ضمن استقلال الجزائر.

في سنوات انتفاضة الأقصى التي رفضها الرئيس علانية، كان ميزان الخسائر أقل من واحد إلى خمسة في المجمل، مقابل واحد إلى سبعين في الحرب الفيتنامية على سبيل المثال. أما معركة هذه الأيام في قطاع غزة فلا يقاس عليها وحدها، والسبب أنها معركة لفرض الاستسلام، ولذلك شبهها صاحب المقال المشار إليه (تلك هي فكرة المقال أصلاً)، بهجوم الطيران الفرنسي على قرية على الحدود التونسية الجزائرية في كانون الأول 1952، والتي أراد الفرنسيون من خلالها ضرب إرادة المقاومة الجزائرية، حيث ذهب ضحية الهجوم عشرات القتلى ومئات الجرحى، من بينهم نساء وأطفال.

من هنا نقول إن معركة قطاع غزة هي معركة رمزية، لأن هدفها هو فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني، ولذا فإن الصمود فيها ينبغي أن يكون شعار الجميع، بصرف النظر عن التضحيات.

المقاومة لن تفني الشعب الفلسطيني، مع أن المحتلين لا يرشقون من يقاومهم بالورود، والفلسطينيون يرفضون مثل هذا الحنان، في ذات الوقت الذي يسأل فيه هؤلاء وأولئك عن بديلهم المطروح؟ أليس هو الاستسلام لإرادة المحتل، والقبول بالفتات الذي يعرضه، وأقله التعامل مع الواقع الذي يصنعه، كما هو حال القبول بالسلطة البائسة القائمة؟

سيقول بعضهم إننا نتحدث ونحن مرتاحون، ونرد بأن ذلك هو خيار الذين يدفعون الدم، بينما يتمتع الآخرون بمزايا الاحتلال والمعونات الدولية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...