هكذا تحقق حلم التركية رقية بالدراسة في غزة
“أنا أحب غزة كثيرًا، وأتمنى لو أعيش حياتي كلها فيها”، بهذه الكلمات وبلغة عربية فصحى متكسرة، اختصرت الطالبة التركية رقية حسين ديمير (26 عاماً) حكاية اختيارها غزة دون دول العالم المتقدمة، لإكمال دراستها العليا.
الطالبة رقية كسرت قاعدة “تعليم الخارج أفضل” في أعين عشرات الطالبات الفلسطينيات من زميلاتها في الدراسة اللاتي يتمنين إكمال دراستهن في الخارج وخاصة في تركيا لما يسمعنه عن أساليب متقدمة في الدراسة.
حلم الطفولة
منذ طفولتها حلمت “رقية” المنتمية لأسرة متدينة تعيش في ولاية “ديار بكر”، بزيارة فلسطين وغزة، كما تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، مؤكدة أن حلمها تحقق بقدومها للمدينة التي لاعبت أحلامها وملأتها حبا بعدما كانت تشاهد ما يجرى فيها من حروب ومعاناة وصبر عبر الأخبار والتلفاز.
وعلى طريق تحقيق الحلم تمكنت “رقية” من الحصول على إذن استثنائي من السفارة التركية في مصر، للوصول إلى غزة بهدف الدراسة؛ لتكون المرة الأولى التي يتقدم فيها طالب تركيّ للدراسة بغزة، في رسالة حب استثنائية لمدينة لم تتعافَ من آثار ثلاث حروب وحصار ممتد لأكثر من 10 سنوات.
فرحٌ شديد غمر “رقية” بعد حصولها على الإذن وتمكنها من دخول غزة، وازداد الفرح أكثر بعد تمكنها من إجراءات التسجيل بنجاح في الجامعة الإسلامية لاستكمال درجة الماجستير في الصحة النفسية المجتمعية.
وتشيد الطالبة التركية، بما لاقته من حفاوة استقبال وترحيب من إدارة الجامعة الإسلامية، لما قدمته له من تسهيلات لاستكمال إجراءات التسجيل والقبول.
خشية الأهل
“رقية” كانت قد شقت بداية دراستها الجامعية في الجامعة الإسلامية العالمية بدولة ماليزيا، ولكنها اختارت أن تكمل الماجستير في غزة بعد تمسكها بالفكرة من خلال بعض الأصدقاء، لتؤكد أنّ هذا الأمر لم يكن بالشيء السهل على أهلها.
وتضيف والابتسامة لم تغادر مُحياها: “كان أهلي مترددين ويخافون عليّ من آتي إلى غزة، ويعتقدون أن غزة فقط حروب، ولكن بعد إلحاحي عليهم والدعاء إلى الله تمكنت من إقناعهم بذلك، وكانت فرحتي شديدة جداً بموافقتهم”.
ومن المواقف التي تصفها رقية بالطريفة، أنّ والدتها دائمة الاتصال بها للاطمئنان عليها، في ظل الحروب التي ألمت بغزة، وتضيف: “كنت أقول لأمي، إذا كان مكتوبًا لي أن أموت بغزة أو في اسطنبول، فإن الموت حتميٌّ علينا جميعًا، ونحن مسلمون، وإذا أنا متُّ في غزة فهذا شرف لي أن أموت في سبيل الله”.
اللغة العربية
تتكلم “رقية” لغتها التركية بالإضافة إلى إجادتها اللغة الإنجليزية بطلاقة، ولغات أخرى لم تحددها تتجاوز الخمس لغات، إلا أنها تجد قليلاً من الصعوبة في التحدث باللغة العربية العامية الدارجة في غزة، ولكنها تحاول تصويب كل شيء بالتحدث باللغة العربية الفصحى.
وتقول: “في أول محاضرة لي بالجامعة الإسلامية كان المحاضر يجيد الانجليزية، لذلك ومن أجلي كان يشرح الدرس بالعربي والإنجليزي، وهذا ساعدني في تحسين لغتي العربية، وكذلك فهم الدروس بشكل جيد”.
الحياة في غزة
وما يسعد “رقية” اليوم هو التطابق الكبير بين ما حلمت به، والواقع الذي وجدته في غزة؛ من حب الناس ومودتهم، ما هوّن عليها الغربة عن الوطن، ودفعها للقول إنّ “طبيعة العيش في غزة أفضل منها في تركيا وبلادٍ أخرى؛ فهنا الناس تعرف وتحب بعضها أكثر”.
وتتمتع “رقية” منذ مجيئها إلى غزة بعلاقات طيبة ووطيدة مع العديد من عوائلصديقاتها وزميلاتها في الدراسة، “هم يحبون أن نأكل ونشرب معهم، وقد شعرت أنالطعام في غزة شهي جداً، وأشياء كثيرة متوفرة غزة موجودة في تركيا”.
ومن واقع تجربتها؛ تعبر الطالبة التركية، عن استيائها من الصورة النمطية السائدة في الكثير من أرجاء العالم بأن غزة فقط فيها حروب ودمار، لتقول بكل عفوية: “غزة أرض حب وسلام، والناس فيها يحبون الأجانب، ويحبون أن يعيشوا بينهم”.
وتتمنى التركية الفلسطينية -كما تحب أن تطلق على نفسها- أن تعيش في غزة، تقول: “الحياة هنا تشبه اسطنبول، بل وجدتها أسهل وأقل تكلفة”، ولا تشعر “رقية” بأي قلق أو خوف نتيجة عيشها في غزة لتختم قولها “غزة جميلة، وبلد أمين”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
البرغوثي: قرارات “الكابينيت” ضمٌّ للضفة وهي الأخطر منذ النكبة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حذر مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، من خطورة قرارات "الكابينيت" الإسرائيلي التي...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل جندي في معارك جنوب غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل جندي في لواء الناحال في معركة جنوب قطاع غزة. وقال جيش الاحتلال في بيان، الجمعة،...
استشهاد مقاوم من طوباس متأثرا بإصابته قبل أيام
طوباس- المركز الفلسطيني للإعلاماستشهد المقاوم الشاب معاوية موفق عبدالله دراغمة من طوباس -الليلة الماضية- متأثرا بجراحه التي لأصيب بها إثر انفجار...
الاحتلال يصدق على شرعنة 5 مستوطنات في الضفة ويفرض عقوبات على السلطة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن وزير مالية الاحتلال "سموتريش" في ساعة متأخرة من مساء الخميس، عن مصادقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر...
الأمم المتحدة: 557 ألف امرأة في غزة يواجهن انعداما حادا بالأمن الغذائي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن ما لا يقل عن 557 ألف امرأة في غزة يواجهن انعداما حادا للأمن الغذائي، وأن الوضع مقلق...
لليوم الـ 265.. القسام تواصل قنص جنود الاحتلال وتفجير آلياته
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 265 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
3 شهداء من كوادر الدفاع المدني بقصف إسرائيلي على غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الدفاع المدني الفلسطيني عن استشهاد ثلاثة من كوادره بقصف اسرائيلي خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في غزة. وقالت...