عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

المالكي في بغداد وعباس في فلسطين

المالكي في بغداد وعباس في فلسطين

صحيفة الشرق القطرية

تشهد الساحة الفلسطينية كارثة سياسية لا سابق لها في التاريخ الفلسطيني، صحيح كانت هناك أزمات وأزمات أحاطت بهذا الشعب الجبار عبر السنين ولكنه لم يشهد مثل هذا العصر المخيف. كانت المؤامرات الدنيئة على هذا الشعب تحاك من الخارج أما اليوم فإنها تحاك ضده من بعض أبنائه في الداخل بالاستقواء بقوى الاحتلال وجبروت الإدارة الأمريكية.

الخطاب السياسي عند عباس بلغ أدنى مستوى من الانحطاط الأخلاقي والأدب السياسي، لم نقرأ عبر تاريخ حركات التحرر الوطني في أي بقعة من العالم مثل ما نقرأ ونسمع ونشاهد ما يتفوه به بعض قيادات فتح في رام الله. السيد محمود عباس يصف كل الذين تصدوا ويتصدون لقوى الاحتلال وأعوانهم “بأنهم قتلة، سفلة مجرمون، كذابون.. الخ”.

يا للهول!! تتطابق كلمات محمود عباس الذي يكنونه برئيس السلطة الفلسطينية مع كلمات الرئيس بوش عن حركة حماس، فقد وصفهم بأبشع الأوصاف كأوصاف عباس لهم. ولعله من المناسب أن نذكر أهلنا في فلسطين المحتلة وخاصة شرفاء فتح بأن الرئيس بوش ألقى في عام 2002 خطاباً دعا فيه إلى التخلص من الشهيد ياسر عرفات، وهو اليوم يشرع لاجتثاث حركة حماس وإبعادها عن الساحة الفلسطينية. إننا ننبه كل الشرفاء في فلسطين والعالم العربي بأن كارثة فلسطين الحقيقية بدأت خيوطها تحاك في ظل قيادة محمود عباس وعصابته وأن الشعب الفلسطيني والعالم العربي على العموم سيعانون عواقب تلك الكارثة التي يمكن تلافيها قبل فوات الأوان، ونذكر بما نعانيه جميعنا في العراق اليوم.

يعمل السيد عباس على استعداء العالم كله ضد أهلنا في غزة تارة باسم القاعدة وتارة بامتلاك سلاح جديد وتارة بدخول متطوعين لقتال “إسرائيل”، لقد أمر بإغلاق المعابر المؤدية من وإلى غزة دفعاً بهلاك ما يزيد على مليون ونصف مليون من الشعب الفلسطيني من جراء الحصار الظالم، ويصدر تعليمات بعدم السماح لآلاف الموطنين بالدخول إلى وطنهم ومنازلهم إلا عبر بوابات العدو الصهيوني، ويجعلهم يموتون جوعاً ومرضاً وإهانة على الحدود المصرية الفلسطينية، تقول الأنباء إن 29 مواطناً فلسطينياً قضوا نحبهم على تلك الحدود لأن السيد عباس وزمرته لم تسمح بعبورهم إلى داخل الوطن. ونؤكد أنه لو حدث مثل هذا الحدث في أي جزء من العالم لاستقال الحزب الحاكم وشكلت لجان لمحاسبة المتسببين وقدموا للمحاكمة، لكن عباس وحزبه لا يكترثون بما يفعلون.

(2)

نشاهد على شاشات التلفزة غربان عباس وهم يرددون الاتهامات لحركة حماس بأنها تطارد أعضاء حركة فتح في غزة، ويقلدهم بعض المنتفعين، لكننا لا نسمع عن الجرائم التي ترتكبها قطعان الأمن الوقائي في الضفة الغربية ضد أعضاء في حماس. لقد سجلت حماس 380 حالة اختطاف لعناصرها ومناصريها في الضفة، وما يزيد على 127 حالة اعتداء على ممتلكات خاصة لعناصر من الحركة إلى جانب أمور أخرى وأهمها إطلاق النار على ما يزيد على 30 فرداً في الضفة الغربية من كوادر حماس معظمهم قضى نحبه.

المحير لنا أن قيادات الفصائل الأخرى لا تتحدث عن جرائم الأمن الوقائي في الضفة الغربية ضد كوادر حماس وأنصارهم وما تتعرض له ممتلكاتهم ومؤسساتهم وكأنهم ليسوا جزءاً من الشعب الفلسطيني.

(3)

القارئ الكريم، ألا تلاحظ معي التماثل والتشابه بين ما يجري في فلسطين وما يجري في العراق؟ الرئيس بوش يؤيد ويناصر المالكي وحكومته لإبادة كل من يعارض المشروع الأمريكي الإسرائيلي في العراق، وطالب كل القادة العرب بمساندة المالكي وحكومته العميلة وإلا فإن الويل سيلحق بهم. وهو الشيء ذاته بالنسبة لتأييد عباس وانقلابه على الشرعية التي اعتمدت في فلسطين المحتلة بعد الانتخابات الأخيرة.

إن الرئيس بوش استخدم كل ثقله لنصرة محمود عباس وغربانه السود بما في ذلك الرشاوى السياسية والمالية ومده بكل صنوف القوة بما في ذلك القوة العسكرية ودغدغة مشاعر الناس في فلسطين بإطلاق مجموعة من الأسرى بعد أن تعهدوا بعدم العمل ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما يدريك لعل معظمهم قد وقع على وثيقة ينضم بموجبها إلى القوى الأمنية في الضفة لمواجهة الحركة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي كما فعلوا مع تجنيد البعض في الأمن الوقائي في غزة والضفة قبل انهيارها في غزة.

قوات عباس في الضفة منعت صلاة الجمعة في مسجد عزبة جراد واحتلته تحت إشراف قوات صهيونية. وفي العراق اقتحمت قوات المالكي وبمساعدة وإشراف القوات الأمريكية مسجد أم القرى في بغداد ومنعت الصلاة فيه ودمرت كل محتوياته واعتقلت كل من كان به.

أليس ذلك تشابهاً وتماثلاً في القوة والأداء؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...