مختطف لدى أجهزة أمن عباس يكشف عن تعرضه للشبح والتنكيل

وفيما يلي نص الحوار:

* أستاذ نواف.. بلغنا بأسفٍ اعتقالكم من قِبَل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.. ما سبب ذلك؟

** منذ لحظة الاستدعاء الفوري واعتقالي في سجن الجنيد وإطلاق سراحي ثم استدعائي لمقر المخابرات أمس الثلاثاء لاأزال أجهل سبب ما جرى معي، ولم يبلغني أحد من المخابرات أو حتى نقيب الصحفيين بالسبب والدواعي.

* كيف تصرفت معك الأجهزة الأمنية أثناء اعتقالك؟

** حضرت دورية أو أكثر من جهاز المخابرات العامة إلى منزلي وطرقوا الباب؛ حيث كنت مستيقظًا قبيل منتصف الليل بقليل، وسلموني كتاب استدعاء فوري.

توجهت إلى مقر المخابرات وفق الطلب، ومن هناك تم نقلي إلى مقر سجن الجنيد للاعتقال، وأجريت لي ما يسمى “الفحص الطبي”، وهو شكلي؛ إذ كان يعتمد على سؤال وجواب حول وضعي الصحي من ممرض أو طبيب تم إيقاظه من النوم، ومن ثم نقلت إلى قسم التحقيق، وكانت كلمة “تحقيق” مكتوبة بخط كبير على باب داخلي، تم أخذ الأمانات مني، وفورًا تم تقييد يدي للخلف وتعصيب عينيَّ.

لا أدري كم لبثت في الشبح، وجاءني ضابط وفك العصبة والرابط من يدي وطلب مني العودة إلى المنزل ثم العودة إلى مقر الجهاز غدًا صباحًا.

عدت اليوم التالي، ولم يسألني أحد حتى الثانية والربع، وطلبوا مني العودة مجددًا صباح الأربعاء، وحتى اللحظة لا أدري عن الاعتقال والاستدعاءات شيئًا.

* * كيف تفسر هذا السلوك من قبل الأجهزة الأمنية؟

** أرى أنه اعتداءٌ على حرية الإنسان وخرقٌ لحقوقه ومحاولةٌ لإيصال رسائل غير مقبولة بالضغط على الفضائية؛ حيث إن كافة المراسلين تعرضوا لحالات بين الاعتقال والتحقيق ومنع العمل والتضييق، وهو أيضًا ما يخالف حرية العمل الإعلامي المزعومة.

* كيف ترى الواقع الإعلامي من حيث حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الإعلامي في الضفة المحتلة؟

** هي حرية مفصلة على مقياس الواقع السياسي والأمني المعيش؛ إذ إنه لا يعقل أن يقال إن هناك حرية إعلامية ويجري اعتقال الصحفيين دون تهم والضغط عليهم وتوجيه رسائل ما دون الإفصاح عن الأسباب والدواعي.

* كصحفيين.. ما مطالبكم من الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة؟

** أن يتركوا الصحفيين وشأنهم في العمل الإعلامي، خاصة أننا فضائية تحمل اسم “القدس”، وتعمل من أجلها ومن أجل المقدسات والثوابت الوطنية، ولا تخجل من رسالتها الممانعة التي تدعو إلى عدم التخلي عن القدس وفضح ممارسات وجرائم المحتلين، وتقوي الذاكرة بحق العودة وتضع طاقاتها بين أكف أبناء الشعب وقواه، ولا تحجر الرأي والفكر على أي تنظيم أو فصيل.

* في حال تم اعتقالكم من جديد.. ما الرسالة التي تريدون توصليها إلى أية جهة كانت وأنتم داخل السجن؟

** أنا لا أتمنى ولا أحب الاعتقال.. الاعتقال والتضييق لا يثني أي إنسان عن إيصال رسالته والعمل من أجل الحقيقة، وعلى نقابة الصحفيين أن تنظر إلى الحقيقة بعين واحدة؛ فلو أن مواطنًا غزيًّا تزحلق بقشرة موز في غزة وهو يحمل صحيفة لنزل بيان استنكار يحمِّل الحكومة مسؤولية ذلك ويتهمها بالمسؤولية ويطالب بحرية الرأي، بينما هنا في الضفة يعتقل حتى اللحظة خمسة صحفيين واعتقلت أنا أبضًا ولم نسمع صوتها كنقابة، وقد وعدني عبد الناصر النجار أن ينزل بيان بالانتهاك، وأبلغني أنه تحدث مع الدكتور فياض رئيس “الحكومة” هنا.

* في النهاية.. شكرًا لكم أستاذ نوف العامر، ونتمنى من الله لكم السلامة.

** بارك الله فيكم.