المركز الفلسطيني للإعلام

منذُ عرفتُ الانترنت مع نهاية القرن الماضي وجدت “المركز الفلسطيني للإعلام” أحد زواياه الرئيسة، فهو أول قبلة إلكترونية فلسطينية حملت هم القضية، خطها واضح مع المقاومة قلبا وقالبا، يحمل هم شعبنا؛ آماله طموحه أينما وجد، يرصد موقف المقاومة، يتابع أدق التفاصيل، واتسم المركز برصانة التعبير، جدية الأداء، حيوية المواصلة، وقدرته على المتابعة الحثيثة الدقيقة، فاحتل الصدارة قبل أن تتكاثر فقاقيع المواقع وتزدحم، وحافظ على اسمه وحضوره وقوته ومصداقيته.
تابعت في “المركز الفلسطيني للإعلام” كتابات عمالقة عظام كالدكتور عبد العزيز الرنتيسي، إبراهيم المقادمة، جمال منصور وغيرهم من القادة وكبار الكتاب والمحللين والباحثين الفلسطينيين، وواكبت إدارة المركز التغير والتطور الإعلامي ووسائله المستجدة، فمن أوائل من رعى منتديات التفاعل، ودشَّن في 2001 شبكة فلسطين للحوار والتي تحولت لمنبر من لا منبر له، وصوت الطامحين للمجد والتمكين، ورأي الشاب الفلسطيني ومصدر المعلومات الأول، وتفاعل معها في حينه كل المتعاطفين والفاعلين مع قضيتنا، واعتبرت منجم طاقات للإعلام الشبابي، تخرج منها الكثير من الأسماء والمبدعين بتخصصات مختلفة من شعر ونثر ورسم وتصوير ومحررين وصحفيين ومنتاج، وكان تجمعا متنوعا كثيفا متفاعلا حاضرا ميدانيا مخلصا قل نظيره، كما أنها فجرت قدرات واحتوت وشجعت الكثير من الكتاب والرموز الذين نراهم اليوم.
ولم يتأخر المركز في إنشاء حسابات السوشيل ميديا، ونمت صفحاته بمستوى ثقله القديم وخبرته الواسعة ومصداقيته الراسخة، لهذا وضعت حسابته على قائمة الاستهداف الصهيوني، فأغلق له اليوتيوب الكثير من الحسابات، واليوم فيسبوك يرتكب جريمة إلكترونية بإغلاق صفحة “المركز الفلسطيني للاعلام“، بعدما تجاوزت الخمسة مليون متابع ومشترك ومتفاعل، وهو رقم كبير في عالم السوشيل، هذا الاستهداف وإن كان خاصا لعمل المركز وحضوره، إلا أنه أيضا استهداف للمحتوى الفلسطيني المقاوم، ومحاولة لإسكات صوت الوطن بشكلٍ عام.
منذ انطلاق المركز، وسيرفراته وحواضنه تتعرض للمهاجمة والقرصنة والإغلاق، وتفنن مهندسوه في حماية هذه السيرفرات سنوات وسنوات، وأوجدوا آليات إبداعية، ردوا مكر وكيد الاحتلال الإسرائيلي، فقد كان مصدرا رئيسيا في انتفاضة الأقصى وحصار جنين والاعتداء على غزة، وعمليات الثأر المقدس، وارتقاء الشهداءِ العظام، وما زال يلعب دوراً كبيراً في نشر الوعي والقضية ومواقف المقاومة وأنشطتها وأخبار الوطن والشتات بلغاتٍ عدة، ويجمع النخب والكوادر الثقافية والإعلامية في بوتقة موحدة.
لهذا إغلاق صفحة الفيسبوك المليونية جعلني أتوقف لحظات، وأعود بالذاكرة لتفاصيل وتفاصيل، فلا أنسى أن “المركز الفلسطيني للإعلام” من أوائل المواقع التي تواصلت معها وكتبت فيها ونشرت في صفحته الرئيسية مقالاتي.
إغلاق هذه الصفحة تقول أن “المركز الفلسطيني للإعلام” أقوى من كاتم الصوت ومقص الرقيب وحرب الإغلاقات، سيستمر برسالته، وحضوره، وعلينا ألا نستسلم أمام بجاحة فيس بوك المنحاز بشكل خطير مع الاحتلال الإسرائيلي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...

أنصار الله: الملاحة في المطارات الإسرائيلية غير آمنة
صنعاء- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية "أنصار الله"، أن الملاحة الجوية في المطارات الإسرائيلية باتت غير آمنة، مشيرة إلى أن...

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...