وفد برلماني أوروبي يلتقي مشعل بدمشق وحماس تعتبر الزيارة خطوةً بالاتجاه الصحيح
أكد العديد من النواب البرلمانيين الأوربيين أن “حماس” حركةٌ ديمقراطيةٌ منتخبَةٌ من الشعب الفلسطيني، مطالبين الدول الأوروبية بضرورة فتح حوارٍ سريعٍ معها لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقاءٍ بين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في مكتبه بدمشق، اليوم السبت (14-3)، ووفدٍ برلمانيٍّ أوروبيٍّ يضم عددًا من البرلمانيين البريطانيين، إضافةً إلى برلمانيةٍ اسكتلنديةٍ وآخر أيرلندي؛ تم خلاله مناقشة مواقف الحركة حول العديد من القضايا المطروحة.
من جانبها، أكّدت السياسية بريطانية والوزيرة السابقة وعضو حزب العمل البريطاني “كلير شورت” أن الهدف من الزيارة هو جذب المزيد من النواب الأوروبيين نحو الحديث مع “حماس”؛ لكونها حركةً ديمقراطيةً، مشددةً على ضرورة الاستماع لصوت الحركة.
وقالت كلير “شورت” في مؤتمرٍ صحفيٍّ بعد اللقاء: “نحن وفدٌ من عدة دولٍ وأحزابٍ أوروبيةٍ، والهدفُ من الزيارة هو إيجاد صيغة لإيجاد عملية سلامٍ عادلةٍ بالنسبة للشعب الفلسطيني”، موضحةً أن الزيارة لا تمثِّل الحكومة البريطانية، غير أنها أشارت إلى إمكانية فتح حوار مستقبلي مع حركة حماس على غرار الاتصالات الأخيرة بين الحكومة البريطانية وحزب الله اللبناني.
وتابعت: “نحن نؤمن بأن غرض الوفد المتمثّل جذب المزيد من النواب الأوروبيين نحو حديثٍ مع “حماس” من شأنه أن يغيِّر مواقف الحكومات الأوروبية”.
أما السياسي الأيرلندي “كريس أندروز” فقد اعتبر أن الحديث مع “حماس” سيكون وسيستمر، مشيرًا إلى أن تسريع هذا الحديث من شأنه أن يخفِّف معاناة الشعب الفلسطيني، وأن التأخر فيه سيُفاقمها، قائلاً: “جئت من جمهورية أيرلندا التي كان فيها طرفان متصارعان، ومن التجربة اكتشفا أنهما إذا أرادا تحقيق السلام فلا بد من التحاور مع الجميع، وهذا هو سبب المجيء إلى هنا”، معتبرًا أنّ تعيين الإدارة الأمريكية المبعوث الخاص الجديد للشرق الأوسط “جورج ميتشل” إشارةٌ مشجّعةٌ إلى قرب الحديث مع “حماس”، والتوصل إلى حلٍّ للمشكلة الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، كشفت النائبة في البرلمان البريطاني عن “الحزب الليبرالي الديمقراطي” “جيني تونغ” عن بعض النقاط التي تناولها اللقاء، مشيرةً إلى وجود ازديادٍ ملحوظٍ في دعم الشعب الفلسطيني، خاصةً في مجلسي العموم واللوردات البريطانيين.
وعن المواضع التي طُرحت في اللقاء، قالت “تونغ”: “تناولنا قضية شروط اللجنة الرباعية، وكيف نستطيع توضيح ونشر أفكار “حماس” في الغرب، وخاصةً عند النواب البريطانيين في مجلسي العموم واللوردات”، مشيرةً إلى أن حزبين كبيرين من الأحزاب البريطانية -وهما حزب العمال وحزب “الديمقراطيين الأحرار”- شكَّلا لجنتين جديدتين ضمن لجانهما باسم “أصدقاء فلسطين”؛ الأمر الذي يعتبر تطورًا مهمًّا في بريطانيا.
من جانبها، أوضحت السياسية البريطانية والمتحدّثة باسم “الحزب الليبرالي الديمقراطي” “ليندسي بارتيسيا”، أنه كانت هناك حوارات واضحةً تم مناقشتها بوضوحٍ وصراحةٍ.
كما ثمّنت “بارتيسيا” الإجابات الواضحة من قِبل “حماس” على الأسئلة التي وصفتها بالصعبة، والتي طرحها الوفد على قيادة الحركة أثناء اللقاء؛ حيث قالت: “وضعنا الكثير من الأسئلة الصعبة أمام “حماس” في لقائنا الذي استغرق ساعتين ونصف الساعة، وتم الإجابة على كل الأسئلة، وهذا أمرٌ مشجعٌ”.
وحول الإعلان عن هذا اللقاء خلافًا لما كان سابقًا، قالت: “نشعر أنه من المهم الإعلان عن مثل هذه اللقاءات؛ فهناك لقاءات تتم بشكلٍ غير معلنٍ، وهناك العديد من الأحزاب تقول إنها ترفض الحوار مع “حماس” ولكن في الخفاء تُجري اتصالات بها، ونحن نرى من الأهمية بمكان الإعلان عن هذه اللقاءات، خاصةً أن “حماس” حركةٌ ديمقراطيةٌ”.
من جهتها، أكّدت النائبة في البرلمان الاسكتلندي “بولين ماكليل” أن أعضاء الوفد جاؤوا بغرض الاستماع لوجهة نظر “حماس” في القضايا المختلفة؛ حتى يتمكَّنوا من الدفاع عن هذه القضايا في بلدانهم، مشيرةً إلى دعمٍ شعبيٍّ كبيرٍ جدًّا لفلسطين من قِبل الاسكتلنديين أكثر من أي وقتٍ مضى.
وقالت ماكليل: “لم نَأْتِ لنوافق حركة “حماس” في كل ما تطرحه، بل أتينا لنسمع وجهة نظر “حماس” في قضايا مختلفة، وحتى يكون عندنا فَهْمٌ أفضل، وبالتالي نتمكَّن من الدفاع عن هذه المواقف في بلداننا”، مشيرةً إلى أنّ “المزاج العام قد تغيَّر فعلاً”.
وفي المقابل، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على لسان أسامة حمدان ممثّل الحركة في لبنان خلال المؤتمر الصحفي مع الوفد الأوروبي أن هذه الزيارة خطوةٌ في الاتجاه الصحيح، لكنها لا تزال خطوةً أولى لا بد أن يعقبها خطواتٌ عديدةٌ تتمثّل في تصويب كل الأخطاء التي ارتُكبَت بحق الشعب والقضية الفلسطينية لا بحق “حماس” فقط.
وأشار إلى أنّ الوفد استمع لموقفٍ واضحٍ من رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى الحكومات والدول التي يمثلها النواب، معربًا عن أمله “أن يكون لها صدى وتأثير إيجابي”.
وأكد حمدان أن “حماس” ترى أنّ الشرعية الحقيقية هي التي تنشأ من الشعب الفلسطيني، وأن أية محاولة لاختلاق شرعيةٍ تستند إلى الأجنبي، فضلاً عن العدو، هي ليست شرعية، بل هي إما استقواءٌ وإمّا ارتهانٌ.
وقال حمدان: “إنّ “حماس” سعت إلى “علاقات قائمة على أساس مصالحنا الوطنية ومشروعنا الوطني، وهو إنهاء الاحتلال وتحرير الأرض وعودة اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة، وفي هذه السياق نقرأ زيارة الوفد لنا”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...