الإثنين 12/مايو/2025

لجان الطوارئ بالضفة.. تنمّر واستياء يهدد السلم الأهلي

لجان الطوارئ بالضفة.. تنمّر واستياء يهدد السلم الأهلي

على وقع اشتباكات مسلحة وضارية استخدمت فيها أسلحة رشاشة بات أهالي رام الله وكفر عقب ومخيم قلنديا ليل الثلاثاء (31-3-2020) بسبب السلوك غير المهني للجان الطوارئ التي شكلتها الحكومة استنادا إلى أسس حزبية ودون معايير.

وأمام انتقادات متزايدة في كثير من البلدات والمدن أغلقت لجنة الطوارئ المشكلة من تنظيم فتح في مخيم قلنديا طريق قلنديا المؤدية لحاجز قلنديا والقدس من أجل منع الحركة على الطريق تطبيقا لقرار منع الحركة، ما منع أهالي كفر عقب من المرور من الشارع المذكور.

وكثرت احتجاجات أهالي كفر عقب على ما عدّوه سلوكًا غير مسؤول، حيث إنّ غالبيتهم يحملون هوية القدس ويتنقلون إليها يوميا، وزادت مشادات من أطراف مرتبطة بالتنظيم تطورت لاشتباكات مسلحة أربكت المنطقة لليلة كاملة وأطلق فيها الرصاص بشكل غير مسبوق حتى إن المواطنين عدوها أشبه بجبهة حرب، وكل ذلك رغم محاربة فيروس كورونا.

فلتان باسم لجان الطوارئ
ما جرى في كفر عقب ومخيم قلنديا أعاد الانتقاد لآلية تشكيل لجان الطوارئ التي شكلت من حركة فتح وحدها في جميع المواقع واستثنت منها جميع الفصائل بما فيها فصائل منظمة التحرير، إضافة إلى قطاعات مهنية عديدة.

وعقب على ذلك رئيس الاتحاد العام الفلسطيني للشباب محرم البرغوثي أن الحكومة أخطأت بجعل لجان الطوارئ تتبع فصيلها السياسي وأقصت الآخرين في الوقت الذي يجب أن يكون فيه العمل واللجان في هذه المرحلة شعبية ووطنية من الجميع.

ويرصد مواطنون ممارسات تنمّر مختلفة من لجان الطوارئ التي تغلق مداخل البلدات السواتر الحجرية والترابية وتمنع حركة المواطنين بطريقة أشبه ما تكون أيام إغلاقات الانتفاضة الأولى على حد وصف العديد من المواطنين ما أثار استياءهم.

وتجاوز الأمر ذلك، إلى حد الاستخدام المفرط للعنف، ففي مدينة نابلس أقدم شبان من حركة فتح يمثلون لجنة الطوارئ في البلدة القديمة في المدينة على إطلاق النار على شاب وإصابته إصابة حرجة فقط لأنهم أرادوا منعه من المرور بالطريق وفرض منع الحركة بالقوة، وهو ما أثار استياءً كبيرا جدا.

ويؤكد مدير مركز القدس للمساعدة القانونية عصام العاروري “المحاولات الكاريكاتورية المصطنعة لاستعادة بعض مظاهر تجارب اللجان الشعبية في الانتفاضة الكبرى تخفق في محاكاة الجوهر، وأصبح بعضها عبئا. لا أفهم مظاهر إغلاق مداخل القرى بالصخور والطمم، فقد كان يهدف لإعاقة دوريات الاحتلال وإمطارها بما تيسر، وكذا كان هدف إشعال الإطارات. فما الهدف اليوم؟ وما نتيجته؟ أم أن الهدف تصيّد الفايروس؟!”.

وأكد أنَّ “اللجان يجب أن تساهم في حل مشاكل المواطنين بطرق مبتكرة وتستنهض احتياجات التكافل، لا أن تكون قيدا وسلطة فوق سلطة ولا تقدم شيئا. من يعتقد أنه بذلك يجدد شعبيته عليه أن يدرك أنه يسحب من بقايا رصيده”.

وعدّ الناشط خليل شيحة “أن ما يجرى هو استعراض من البعض وبحث عن دور تقليدي مفقود بدل البحث عن التجدد والإبداع، ولدينا الخشية أن تسهم هذه العنتريات في أخذ البلد إلى المربع الحقيقي للوباء”.

ويرى مواطنون أن اللجان دخلت في الأدوار الاستعراضية، وابتعدت عن الأدوار المرتبطة بأولويات الناس ومساعدة الفئات المحتاجة، وتوفير متطلبات من تعطلت أعمالهم، وتعزيز القطاع الصحي ودعمه.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات