الثغرات .. وسيلة الفلسطينيين لتحدي جدار الفصل العنصري

يحمل أحمد مقصا حديديا ويحدث ثغرة في الأسلاك الشائكة لجدار الفصل العنصري ويمر من خلاله إلى أراضي 48 للعمل وكسب قوت يومه غير آبه بالمخاطر التي تترتب على ذلك ومتحررا من قيود السماسرة والمهربين للعبور إلى الداخل.
اعتاد أحمد مؤخرا على انتقاء أماكن بعناية لقصها والدخول بحكم كثرة تنقله إلى الداخل (المحتل منذ عام 1948) تهريبا بعد حرمانه من الحصول على تصريح دخول من سلطات الاحتلال.
لم تعد حالة أحمد فردية في التعامل مع جدار الفصل العنصري، ولم يعد الأمر مقتصرا على منطقة جغرافية دون غيرها، وحتى المناطق التي كانت بعيدة عن هذه الممارسات أصبحت تندمج فيها فيما يبدو أن حالة تمرد من نوع مختلف على هذا الجدار.
اعتاد العمال على استخدام ثغرات محددة في جدار الفصل العنصري منذ إنشائه، عند عزون عتمة في قلقيلية وبتير في بيت لحم، أو تسلق الجدار عبر السلالم في مناطق محاذية للقدس، ولكن مع مرور السنين أصبح الأمر يأخذ منحى مختلفا فقد عممت تجارب قص الجدار، وفق أحاديث عديدة لعمال ومواطنين شاركوا بذلك بطرق مختلفة.
زيادة ومواقع جديدة:
ففي بلدة الطيبة غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية لم يعد للاحتلال سيطرة على أحداث قص الشيك بعد أن ظل هذا الشيك عصيا على الاختراق لسنوات طويلة، فبات إحداث الفتحات به أمرا اعتياديا ولم تفلح كل عمليات التهديد والاعتقالات التي شنتها قوات الاحتلال في القضاء على هذه الظاهرة.

null
مواطن من بلدة الطيبة من عائلة محاميد روى لمراسلنا كيف كان للجدار هالة طوال سنوات، وكان الجميع يخاف من الاقتراب منه لأنه مراقب بالكاميرات والأسلاك الإلكترونية لنكتشف بعد ذلك جرأة مواطنين من البلدة باتوا يحدثون فيه فتحات بعضها داخل منازل أو غيرها ويتكسبون من خلالها في إدخال عمال للداخل فتحول الجدار إلى أضحوكة.
ما جرى في الطيبة مؤخرا، اعتاد عليه أهالي بلدة زبوبة المجاورة الذين لعبوا مع قوات الاحتلال لعبة القط والفأر لسنوات طويلة وهم يهاجمون أسلاك جدار الفصل العنصري، ويحدثون بها ثغرات من أجل العبور للداخل، حتى أن بعضهم عمد مرات عديدة إلى ربط أسلاك الجدار بجرار زراعي كبير، وسحبها واعتقل نتيجة لذلك.
اعتاد مواطنون آخرون على استخدام السلالم الطويلة في بلدات محاذية للقدس وبيت لحم، بحيث يصعد للسلم ويكون سلم بالجهة المقابلة وفق تنسيق معين ويتم التسلل، وهذه أيضا تستخدم بكثرة في الدخول للقدس أيام الجمع من أجل الصلاة في المسجد الأقصى.

null
وبتتبع حالات كثيرة لاختراق الجدار يتضح أنها باتت مصدرا للتكسب لكثيرين ممن يتجرؤون لإحداث الفتحات ويدخلون من خلالها العمال مقابل مبالغ مادية، حيث تشكلت شبكات واضحة تعمل في إطار هذه المنظومة.
فهل يكون الفعل التراكمي لمواجهة جدار الفصل العنصري بهذه الطرق، أحد أدوات اجتثاثه في مراحل لاحقة في ظل صراع البقاء الذي لا يعدم فيه المواطن الفلسطيني الوسيلة التي تجعله قادرا على التعايش مع الوقائع التي يفرضها الاحتلال؟
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: العدوان على إيران خطير ويؤكد مركزية المعركة مع الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إن العدوان الإسرائيلي الواسع الذي استهدف إيران فجر اليوم يمثل "تصعيدًا خطيرًا" من...

إدانات عربية ودولية للهجوم الإسرائيلي ضد إيران وتحذيرات من انفجار إقليمي
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالتصعيد العسكري الإسرائيلي ضد إيران، وسط تحذيرات من تداعيات هذه الضربة...

الأونروا: أطفال غزة يستيقظون خلال العمليات بسبب نقص التخدير
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن نقص مواد التخدير في المستشفيات في قطاع غزة...

الاحتلال يغلق المسجد الأقصى حتى إشعار آخر
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، المسجد الأقصى حتى إشعار آخر، فور إعلان الجبهة الداخلية...

حماس ترحب بالقرار الأممي الداعي لوقف الحرب على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رحبت حركة المقاومة الإسلامية حماس، والرئاسة الفلسطينية، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، وبأغلبية...

11 عملاً مقاوماً في الضفة الغربية المحتلة خلال 24 ساعة
الضفة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث وثق مركز معلومات فلسطين "معطى" 11...

حرب إسرائيل على إيران .. اغتيالات وعدوان واسع وطهران تستعد للرد
المركز الفلسطيني للإعلام بدأت إسرائيل فجر اليوم الجمعة، حربًا على إيران، بشن عشرات الغارات الجوية على العاصمة طهران ومدن أخرى، في تصعيد عدواني دموي...