بعد زيارة الملك سلمان التاريخية لموسكو.. هل تبتعد الرياض عن واشنطن؟
أحدثت زيارة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى روسيا مؤخرًا، ضجة كبيرة في الإعلام العربي والعالمي، وهي بالفعل تستحق ذلك الزخم، فهي الأولى من نوعها لملك سعودي.
فلطالما وقفت السعودية على الطرف النقيض لروسيا، أي إلى جانب الولايات المتحدة، خصوصًا في مرحلة الحرب الباردة، حيث أولت واشنطن منطقة الخليج أهمية كبرى في اعتباراتها الاستراتيجية، في وقت كانت تمثل فيه موسكو عاصمة الشيوعية في العالم، فيما تحولت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى منافس للرياض في السيطرة على أسواق النفط، ليستمر بذلك التنافر بينهما.
كما أن الزيارة تأتي في مرحلة تشهد فصولًا جديدة للخلاف بين الجانبين، أبرزها الملف الإيراني والأزمة السورية، وبعد أقل من عام على تولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، وإظهار الرياض اهتمامًا كبيرًا بتوثيق علاقتها بإدارته، الأمر الذي ظهر جليًا في الحفاوة التي حظي بها في الرياض، قبل أشهر، في أولى جولاته الخارجية.
وقد أرجعت عدة تقارير إقدام العاهل السعودي على الزيارة، بالرغم من جميع الاعتبارات السابقة، إلى حاجة الطرفين للتنسيق في ملف النفط، والسيطرة على نزيف أسعاره، فيما أضاف تقرير لوكالة “إن بي سي” الأمريكية، في 6 أكتوبر/تشرين ثاني الجاري، دافعًا آخر، وهو اهتمام الرياض بإنهاء الدور الإيراني في الملف السوري، وإشراكها في إدارة عملية إنهاء الأزمة.
بالتأكيد حلت تلك الملفات على أجندة الزيارة، إلا أن الدافع الأهم، بحسب تقرير نشره موقع إذاعة “صوت أمريكا” الحكومية، أمس الأول السبت، هو إرسال رسائل إلى الحليف التقليدي، واشنطن.
فقد عقد العديد من حلفاء واشنطن التقليديين الكثير من الآمال على رحيل باراك أوباما، الذي شهدت سنوات رئاسته الولايات المتحدة الثمانية تحولات جذرية في توجهات واشنطن، بدءًا بعقد الاتفاق النووي مع إيران، مرورًا بالانسحاب من العراق وأفغانستان، ونقل مركز الاهتمام الاستراتيجي من الشرق الأوسط إلى جنوب شرق آسيا، وليس انتهاءً بغض الطرف عن التدخل العسكري الروسي في سوريا.
إلا أنه سرعان ما تبين أن الأمر لم يكن مرتبطًا بأوباما وإدارته إلى ذلك الحد، بل إن الكثير من الحسابات تغيرت، ومنها تراجع أهمية النفط مع اكتشاف أمريكا مصادر أخرى له لديها، ما أدى إلى انخفاض أسعاره وتراجع أهمية الدول المصدرة له من الناحية الاستراتيجية، وتعاظم أهمية تحجيم الصين على الساحة الدولية، وغيرها من الحسابات التي انعكست سلبًا على أهمية الشرق الأوسط، وخصوصًا السعودية، لدى البيت الأبيض.
وبالتالي فإن الرياض معنية بكل ما من شأنه إعادة التحالف معها إلى أهميته المعهودة بالنسبة لأمريكا، وإن استخدمت في سبيل تحقيق ذلك وسائل متنوعه، كما أنها معنية، في الوقت نفسه، من خلق علاقات استراتيجية، تعوض بها الدور الأمريكي، في حال عجزت عن استرجاعه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف أهدافا بفلسطين المحتلة
بغداد – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقاومة الإسلامية في العراق، إنها هاجمت اليوم الأحد، "هدفاً حيوياً" في أم الرشراش "إيلات" في الأراضي...
كتائب القسام تنعى القيادي في حزب الله علي كركي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، القيادي بالمقاومة الإسلامية في...
816 شهيدًا بغارات إسرائيلية على لبنان بعد 6 أيام من العدوان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 816 شخصاً بينهم أطفال ونساء وأصيب 2507 آخرون منذ الاثنين وحتى مساء السبت في العدوان الإسرائيلي على لبنان، ما...
حماس: العدوان الصهيوني على اليمن وسوريا ولبنان استمرار للعربدة الصهيونية الإجرامية في المنطقة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أن القصف الصهيوني الإرهابي على اليمن الشقيق، واستهدافه منشآت مدنية في ميناء...
“لن تنالوا من عزيمة المقاومة”.. وقفة غضب في عمّان تضامنًا مع لبنان
عمان – البوصلة أقيمت مساء اليوم الأحد أمام مسجد الكالوتي بالقرب من السفارة الصهيونية في العاصمة عمّان وقفة شعبية غاضبة انتصارًا لدماء الشهداء في...
البرازيل.. مظاهرة تضامنية مع غزة ولبنان
سان باولو – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الأشخاص في مدينة ساو باولو البرازيلية، السبت، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان. ورفع...
4 شهداء وعشرات الجرحى بغارات إسرائيلية عدوانية على ميناء الحديدة اليمني
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وسائل إعلام يمنية، استشهاد 4 أشخاص وإصابة العشرات من جراء العدوان على الحديدة....