عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

الجولة القادمة في غزة!

الجولة القادمة في غزة!

الأصابع على الزناد، لم تنته الحرب في غزة، رغم كثرةالمشككين والساخرين، والمُخذِّلين، في بلاد العرب، في الجهة الأخرى من الصورة، مازا لوا يقرأون الحدث، ويستخلصون العبر، وفي قراءة معاكسة لما يكتبون، ثمةاستخلاصات على المقاومة أن تأخذها بعين الاعتبار، استعداداً للجولة القادمة، التييبدو أنها وشيكة، في ظل معطيات كثيرة تؤكد أن هناك إصراراً إسرائيلياً وعربياً علىحرمان المقاومة من تحويل نصرها العسكري إلى ثمار على الأرض!

وهنا، تحديداً فيما يتعلق بإشكالية النصر، ثمة رؤيةلموشيه أرنز، سنقرأها قراءة معاكسة، أي سنرى الجهة الأخرى من الصورة، كي تكون فيخدمة الجولة الأخرى من الحرب، فيما تبدأ بالقاهرة جولة أخرى من التفاوض غيرالمباشر بين وفدين: فلسطيني وإسرائيلي، لتطبيق تفاهمات التهدئة، التي لا نتوقع أنتسفر عن ذي نتائج ذات مغزى!

«أرينز» هذا ليتواني الأصل، عمل وزيراً لخارجية “إسرائيل”وسفيراً لدى الولايات المتحدة وعضواً في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، كتبأمس في «هآرتس» مقالاً استخلص في أربعة دروس من العدوان الأخير على غزة، وهي دروسيتعين على المقاومة أن تعمل كيلا يكون لها فاعلية، فهي تؤشر إلى نقاط ضعف في جبهةالعدو، وهو على خلاف غيره من «عباقرة العرب» يعتقد أن ثمة جولة جديدة من الحرب،وأن «حماس لم تُهزم ولا تنوي أن تنزع سلاحها. ولا شك في أنها ستعيد ملء مخازنقذائفها الصاروخية كي تطلقها في اللحظة التي تراها مناسبة» هكذا يقول بالنص الحرفي،واستكمالاً لاعترافات أرينز، تبدو في الدرس الأول حقيقة أخرى: «لا يمكن ردعإرهابيين: لا الإرهابي الفرد ولا القاعدة ولا داعش ولا جبهة النصرة ولا حزب اللهولا حماس، فأفق تخطيطها يمتد على مدى مئات السنين، ولا يمكن تغيير اعتقادها ولنتردعها ضربة واحدة عن عمليات إرهابية أخرى لأنها على يقين من النصر النهائي».الدرس الثاني، اعتراف آخر بفاعلية الصواريخ التي سخر منها البعض وما زالوا، «يجبأن نتذكر أن الصواريخ الموجهة إلى أهداف إسرائيلية أخطر (من الأنفاق) فالأنفاق خطرمحلي في حين يمكن أن يشوش هجوم طويل بالصواريخ سير الحياة كلها في الدولة حتى لونجحت القبة الحديدية – وذلك بكلفة باهظة جداً – في أن تعترض أكثرها» كما يقول، أماالدرس الثالث، فيتعلق «بجبهتي الإرهاب» على حد تعبيره طبعاً، «على إسرائيل التيتواجه تهديد حماس في الجنوب وخطر حزب الله في الشمال أن تطمح إلى منع معركة فيالجبهتين في الوقت نفسه، وأن تعالج كل تهديد على حدة» وهذا يعني أن على المقاومةفي الجبهتين أن تسعى بكل الطرق لأن تشعل الجبهتين في وقت واحد، لأن هذا ما سينهكالعدو ويؤلمه، ويدفعه لتقديم «تنازل» ذي مغزى وصولاً إلى ترجمة واقعية لأي انتصارعسكري، والدرس الأخير يفضي إلى الرابع: «حروب إسرائيل يجب أن تكون قصيرة، فنحن غيرمهيئين لحروب طويلة. وكلما طالت الحرب وزاد عدد الخسائر من الطرفين زاد في العالمنفاد الصبر لرؤية حرب يبدو أنها لا تفضي إلى أي مكان، ولهذا يجب أن يُفعل ما يجبأن يُفعل سريعاً» ما يعني أن على المقاومة أن تجرَّ العدو إلى مواجهة طويلة، وأنتستعد لخيار كهذا، كي تؤتي المقاومة أكلها، وتقطف ثمار المواجهة على الأرض!

دروس أرينز الأربعة، يجب أن تُقرأ جيداً، فهي تعطيمفاتيح لتحقيق نصر ذي مغزى على عدو عنيد، لا يعترف إلا بالقوة فقط، فضلاً عن أنهاتؤشر على نقاط ضعف “إسرائيل”، التي يجب استثمارها جيداً في الجولةالقادمة من الحرب.

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات