وفاة رجل إصلاح بارز من غزة تعذّر علاجه بسبب الحصار وآلاف شاركوا في تشييعه

توفي رجل إصلاح بارز من قطاع غزة، اليوم السبت (4/10)، إثر مرض عضال ألم به وحرمانه من السفر لتلقي العلاج بسبب الحصار الصهيوني الجائر المفروض على القطاع.

وقالت مصادر طبية إن رجل الإصلاح وعميد عائلة الديري الحاج أبو موسى الديري توفي اليوم السبت إثر مرض عضال ألم به وذلك إثر تدهور حالته الصحية ومنعه من السفر للعلاج بالخارج، معتبرةً إياه أحد شهداء الحصار على غزة.

وفي وقت لاحق شارك آلاف المواطنين مساء اليوم، في تشييع جثمان رجل الإصلاح في قطاع غزة عقب الصلاة على جثمانه في المسجد العمري الكبير وسط مدينة غزة، بحضور شخصيات رسمية وقادة من الفصائل ووجهاء، حيث ووري الثرى في مقبرة “الشهداء” شرق المدينة.

وعدد القيادي في حركة “حماس” محمود الزهار خلال كلمة تأبينية له مناقب الفقيد ووقفوه وعائلته إلى جانب الحق أينما كان وعمله الدؤوب في الإصلاح بين الناس.

وبين الزهار أن بيت أبو موسى كان مأوى وملاذ للمقاومين منذ الانتفاضة الأولى، وأن الشيخ أحمد ياسين قبل استشهاده بوقت قصير كانت يستعد للذهاب إلى بيته، حينما أدرك أن طائرات الاحتلال ترصده وقد أعد له ملجأً مناسباً.

من جهته؛ تطرق الشيخ محمد شمعة أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين للدور الذي لعبه أبو موسى وعائلته في نشر الدعوة الإسلامية في منطقة حي الصبرة منذ أن التحق بالجماعة مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ودوره في إيواء المطلوبين للاحتلال وإسناده للمقاومة إلى جانب عمله في الإصلاح بين الناس.

من جانبه؛ أكد الشيخ رضوان النخالة عضو رابطة علماء فلسطين، على العلاقة القوية التي كانت تربط الرابطة بالشيخ أبو موسى من خلال لجنة الإصلاح، وعمله الدائم مع اللجنة للإصلاح بين الناس.

بدوره؛ أشار المهندس صقر أبو هين رئيس جمعية المجمع الإسلامي إلى الدور الذي لعبه الفقيد أبو موسى في عمل المجمع الإسلامي ومسيرته، مؤكداً أنهم كانوا يلجئون له في أحلك وأصعب الظروف، وقال :” إنه نال أرفع الشهادات من جامعة الحياة والدعوة”.

ويعتبر أبو موسى البالغ من العمر (57 عاماً) أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين وحركة “حماس” في حي الصبرة بمدينة غزة، ورئيس لجنة إصلاح حي الصبرة، ويتمتع بسمعة طيبة بين المواطنين في القطاع، حيث لعب دوراً في الإصلاح بين الناس والعائلات منذ أن تم تأسيس أول لجنة إصلاح في القطاع مع بداية الانتفاضة الأولى في الثمانينيات من القرن الماضي، والتي كانت برئاسة الشيخ الشهيد أحمد ياسين.

واعتقل الديري أربع مرات في سجون الاحتلال كان أولها عام 1988م، حيث أمضى ستة أشهر في الاعتقال الإداري، وكان من أوائل من افتتح سجن النقب الصحراوي.

ونعت جماعة الإخوان المسلمين وحركة “حماس” ولجان الإصلاح في قطاع غزة “شهيد الحصار” المختار “أبو موسى الديري، معتبرين وفاته بأنها “خسارة كبيرة للجان الإصلاح في القطاع”.