السبت 02/نوفمبر/2024

العدوان على غزة .. قواعد اشتباك جديدة

حبيب أبو محفوظ

لم يأتِ العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة بجديد لجهة الاحتلال الصهيوني، الذي استخدم ويستخدم ترسانته العسكرية لدك المباني، والمنشآت السكنية، والحكومية، بلا أهداف عسكرية معلنة، بل ويتعمد استهداف المدنيين، وقبل هذا وذاك العودة لسياسة اغتيال قادة المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي يعني دائماً الدخول في مرحلةٍ جديدةٍ من الحرب، والمواجهة المفتوحة، والشاملة مع العدو، والتي سرعان ما تنتهي بتدخلٍ مصري كطرفٍ وسيط في معادلة الصراع!.

غير أن قواعد الاشتباك اليوم تغيرت بصورةٍ جذرية وإستراتيجية على الأقل بالنسبة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إذ أن على العدو الصهيوني أن يدفع غالياً ثمن مغامراته في القطاع، وينتظر طويلاً لمعرفة ما تخفيه المقاومة الفلسطينية في جعبتها من مفاجآت التي بكل تأكيد تفوق تقديرات الاحتلال وتوقعاته، وبالتالي إذا كان السؤال موجهاً لغزة، فالجواب مرسلاً فوق سماء تل أبيب.

لا يمكننا قراءة العدوان على قطاع غزة دون الولوج في عمق التفكير الصهيوني القائم على خلط الأوراق السياسية والعسكرية والانتخابية، وأنا هنا أتحدث عن المأزوم سياسياً وانتخابياً بنيامين نتنياهو، فالأخير يهدف بكل ما أوتي من قوة لإنقاذ نفسه من المأزق السياسي الذي وقع به، نتيجة خلافاته المتصاعدة مع غانتس حول صيغة تشكيل الحكومة الجديدة، والدخول في معركة القضاء ومحاكمات الفساد والسجن الذي ينتظره بعدما تأكد خروجه من الحياة السياسية، وبالتالي أراد بحسب وجهة نظره رد الاعتبار لنفسه بعد حادثة هروبه من حفله الانتخابي بمدينة “أسدود” على وقع إطلاق الصواريخ، ما شكل إهانة قاسية له أمام جمهوره الانتخابي، وبالتالي جاء القرار باغتيال بهاء أبو العطا.

الحياة داخل الكيان الصهيوي شبه معطلة؛ لا مدارس، أو عمل في المصانع، والطرقات شبه خالية، مع ملاحظة أن الجهاد الإسلامي هو من يتحكم بشكل المعركة وتوقيتها بالدرجة الأولى، بمعنى لو أن كتائب القسام قررت الدخول في الحرب بكل ما تملكه من أدوات عسكرية، وبصورةٍ مؤثرةٍ وفعليه فإن شكل المعركة سيختلف، وربما تدخل المنطقة في حرب قاسية طويلة الأمد لما يمتلكه الجناح العسكري لحماس من قوة صاروخية، وقدرات عسكرية قادرة على التأثير.

يفهم الاحتلال جيداً أن غزة لم تعد الخاصرة الرخوة لتحسين الواقع الانتخابي لأي من المرشحين الصهاينة، كما كان الأمر سابقاً، والعدوان الأخيرة على قطاع غزة، وإن جاء بهذه الصورة، ولهذه الغاية، إلا أنه يشكل الورقة الأخيرة أمام نتنياهو في معركته السياسية والانتخابية قبل الدخول في المجهول، والمؤشرات على الأرض تقول إنه وغانتيس بانتظار هزيمةٍ جديدة مع القطاع، وإن كانت المعركة بحدودها الدنيا، وقوتها العسكرية المنخفضة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات