أوباما و«التبشير» العربي

صحيفة البيان الإماراتية
على مدى أيام عديدة بلياليها والقوات الإسرائيلية تقصف أهل قطاع غزة في الجو والبر والبحر التزم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما سكوتاً غير بليغ. وعندما خرج أخيراً من صمته لم يجد ما يقول سوى شجب المقاومة الفلسطينية وصواريخها البدائية.. ومن ثم استخلص أن الهجوم الإسرائيلي الكاسح كان رداً على المقاومة. وإذن فإن “إسرائيل” كانت في حالة «دفاع عن النفس».
أستذكر الآن وبعد أن عين أوباما وزيرة للخارجية تتبنى الأجندة الإسرائيلية بالكامل وكأنها الناطق الرسمي باسم الدولة اليهودية أولئك المعلقين العرب الذين كانوا يبشرون الأمة العربية والإسلامية بفوز المرشح الرئاسي «الديمقراطي» لأن اسمه الثلاثي الكامل يتوسطه اسم «حسين» متجاهلين تماماً مؤشرات مبكرة كانت توحي بأن ذلك الرجل كان في حقيقة الأمر المرشح «إيباك» ـ التنظيم المظلي للمنظمات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة، لكن الغريب حقاً أن هذا «التبشير» تواصل حتى بعد أن شرع أوباما في كشف أوراقه عقب دخوله البيت الأبيض رسمياً.
ظهر ذلك أوضح ما يكون في تعيين فريقه من المستشارين والوزراء ـ خاصة كبير موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي ووزيرة الخارجية ـ وذلك أنهم جميعاً ينتمون إلى فئة «المحافظين الجدد» التي تعتبر طليعة التنظيم المظلي الصهيوني.
كان من بين المؤشرات المبكرة التي كان من المفروض أن يتوقف عندها أولئك المعلقين العرب أن المرشح الرئاسي أوباما سافر خلال حمأة الحملة الانتخابية إلى الدولة الصهيونية ليعلن ولاءه لها ميدانياً، لبس الطاقية اليهودية الرمزية وزار نصب الهولوكوست قبل أن يعقد مؤتمراً صحافياً أعلن فيه التزامه بالدفاع عن “إسرائيل” إذا خرج من المعركة الانتخابية منتصراً، مع ذلك لا يزال معلقون يتجاوزون الاستبشار إلى التبشير، رغم أن الكتابة على الجدران أصبحت أوضح أكثر من أي وقت مضى. في مقاربته للقضايا العربية والإسلامية يعتمد أوباما ازدواجية القول والفعل، فالقول يصاغ بعبارات بلاغية تدخل في باب الود والتأييد لكن سرعان ما تأتي الأفعال مناقضة لها تماماً.
ومعنى ذلك أن العرب والمسلمين لا يستحقون من وجهة نظر واشنطن سوى بيانات في العلاقات العامة. للظهور في أول مقابلة تلفزيونية مطولة اختار أوباما قناة عربية. وقال الرئيس الجديد إنه يريد إقامة علاقات طيبة مع العالم العربي والإسلامي. لكن سرعان ما اتخذ قراراً يقضي بتوسيع نطاق الحرب الأميركية في أفغانستان.
وسرعان ما عين فريقاً خاصاً ليتفرغ لمسألة البرنامج النووي الإيراني وكيفية منعه من التحول إلى إنتاج أسلحة نووية سوف تشكل تهديداً لإسرائيل متجاهلاً تماماً الترسانة النووية الإسرائيلية كخطر ماثل على شعوب الأمة العربية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...