إقبال كبير على صيد طيور السمان وتربيتها في قطاع غزة

دعا أكاديمي فلسطيني مختص في البيئة وعلم الحيوان، إلى قيام المؤسسات المعنية والإعلامية بتوعية المواطنين الفلسطينيين بضرورة الحفاظ على الحياة البرية ولاسيما الطيور وتثقيف الصيادين بنشاطات الصيد التي تكفل استدامة وصون أنواع الطيور المهاجرة والمقيمة على ساحل قطاع غزة ومنها طائر السمان.

والسمان في أصله طير مهاجر، لكنّ الإنسان أخذ يستأنسه ويربيه ودخل بالتالي مجال الإنتاج التجاري، وهو معروف منذ القدم وعبر قارات عدة، علاوة على أنه الذي أشار إليه القرآن الكريم بالسلوى، حسب ما يرى مفسرون.

– طائر بمزايا اقتصادية عديدة

ويعود الإقبال على تربية السمان إلى مزاياه المتعددة، فهو قادر على التكيف مع أنماط تربية عدة ومع ظروف بيئية شتى، إذ بوسعه العيش في بطاريات أو أقفاص أو حتى على الأرض أو داخل البيوت.

وطائر السمان علاوة على ذلك ليس مكلفاً في تربيته، ولا يشغل مساحة واسعة، فبوسع المتر المربع الواحد أن يستوعب مائة من طيور السمان.

ويتميز هذا الطائر بأنه سريع النضوج مما يقلل المدة الاستثمارية، بينما ينتج البيض بغزارة، بواقع ثلاثمائة بيضة سنوياً لأنثاه. ولا تتوقف مزايا السمان عند هذا الحد، إذ أنه مقاوم للأمراض ولا يتأثر بفصول السنة، بينما يكون لمخلفاته جدوى في الاستخدام كأسمدة.

– طائر السمان في قطاع غزة

وكشف الدكتور عبد الفتاح عبد ربه، الأستاذ المساعد في تخصص البيئة وعلم الحيوان في قسم الأحياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية بغزة، في دراسة أعدها حول صيد السمان في قطاع غزة وآثاره البيئية، عن مجموعة من الأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار للحد من المخاطر التي تواجه طائر السمان والطيور الأخرى في قطاع غزة.

ومن الجوانب التي أكدها الباحث، ضرورة الاهتمام بالقوانين والتشريعات البيئية التي تعنى بالحياة البرية وصيدها محذراً من استخدام الصيادين لمختلف وسائل الصيد بما فيها المواد المخدرة الأمر الذي يهدد حياة الطيور المقيمة والمهاجرة.

– طيور وادي غزة

وأشار الدكتور عبد ربه إلى ضرورة وجود تصاريح لتحديد ماهية وعدد الصيادين الذين يمكنهم القيام بمهنة الصيد وتوعية الصيادين بالضوابط المتعارف عليها في كثير من مناطق العالم فيما يخص طول الشباك وارتفاعها ونوع الخيوط والفواصل بينها وبعدها عن الشاطئ.

وشدد الدكتور عبد ربه على أهمية وادي غزة كمحمية طبيعية ذات نظام بيئي رطب، مما يؤثر على وظيفتها البيئية وتنوعها الحيوي متناولاً الأهمية البيئية للطيور ودورها في السلاسل والشبكات الغذائية والتوازن البيئي، والاستقرار للنظم البيئية المختلفة.

– صيد السمان في القطاع ومشروعاته

وأوضح عبد ربه أنّ طائر السمان من أهم الطيور المهاجرة التي ينتظرها المواطنون في قطاع غزة موضحاً أنّ السمان يُصطاد بكثرة في فصل الخريف في قطاع غزة، وهو ينتمي لعائلة التدريجيات ويتم صيد المئات منه يومياً في قطاع غزة مشيراً إلى أنه يتم صيد السمان غالباً في ساعات الصباح الباكر حيث تبدأ أسرابه المتناثرة والمجهدة في الوصول من رحلتها الطويلة وإبحارها الليلي فوق مياه البحر الأبيض المتوسط على ساحل القطاع، لتجد الشباك المشرعة على طول الساحل في انتظارها.

وقال الأكاديمي الفلسطيني أنّ طيور السمان التي يُكتب لها النجاة من شباك الصيد تفضل العيش في الأراضي العشبية وأراضي المحاصيل قليلة النمو في قطاع غزة لافتاً الانتباه إلى أنّ مشروعات تربية السمان وبيعه في الأسواق أصبحت من المشروعات الصغيرة التي تلقى رواجاً في القطاع.

جدير بالذكر أنّ فلسطين تشكل أحد المسارات الرئيسة للطيور المهاجرة من أوروبا إلى إفريقيا خلال شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) فضلاً عن عودتها مرة أخرى في نهاية الربع الأول من العام. ويمثل الساحل الفلسطيني مساراً للعديد من الطيور المهاجرة مما يفسر نصب الشباك من نهاية الصيف وبداية الخريف انتظاراً لوصول أعداد وفيرة من الطيور المهاجرة القادمة من عرض البحر الأبيض المتوسط إلى اليابسة.