في رمضان.. ثلاثية إسرائيلية تخنق أسواق القدس
لم يحرك حلول شهر رمضان المبارك، عجلة الحركة التجارية في القدس المحتلة، التي تئن تحت وطأة ثلاثية الحصار والضرائب والمخالفات “الإسرائيلية”؛ وما ترتب عليها من تدهور اقتصادي عام.
ويشتكي التجار المقدسيون، الذين استطلع “المركز الفلسطيني للإعلام” آراءهم؛ من الضرائب الباهظة المفروضة عليهم من سلطات الاحتلال، فضلاً عن تأثيرات الإغلاق المتكرر لمحالهم التجارية بفعل قرارات الاحتلال التعسفية تحت ذريعة الحجج الأمنية.
قيود الاحتلال
ويقول التاجر أحمد دنديس، ويقع محله عند مدخل باب العمود: إن مدينة القدس، كانت تعيش بسلام لحين وضع جدار الفصل العنصري عام 2000، ما منع إخواننا من الضفة من الوصول إلى المدينة للتسوق في أسواقها، وانحصر ذلك على أبناء المدينة والأحياء المجاورة لها.
وأدى فرض الاحتلال قيودًا على وصول فلسطينيي 48، وفق دنديس، للمزيد من تدهور الأوضاع الاقتصادية في المدينة، مشيرًا إلى أن معظم التجار يشتكون من تراجع نشاطهم، وهم مدينون بسبب قلة المتسوّقين.
ويشير التاجر دنديس في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن قوات الاحتلال استغلت العمليات الفدائية التي وقعت قرب باب العامود، في فرض المزيد من القيود والإجراءات الأمنية التي انعكست سلبا على الحركة التجارية، خاصة أنه رافق ذلك إغلاقات متكررة وإجراءات صعبة قلصت وصول المتسوقين للمنطقة.
null
حملة ضريبية شرسة
ويؤكد أن الحملة الضريبية الشرسة التي تشنها سلطات الاحتلال على تجار البلدة القديمة، رافقت الإجراءات السابقة لتزيد من تفاقم الأمور، موضحا أن الضرائب الاحتلالية وخاصة ضريبة “الأرنونا” (ضريبة يفرضها الاحتلال على الأملاك حيث تتقاضي سلطات الاحتلال قرابة 80 دولار، على كل متر مربع من أي عقار يملكه مقدسي في المدينة من محل تجاري أو منزل)، وكذلك المخالفات أنهكت التجار، وأن جميعهم مدينون لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة بعشرات آلاف الشواكل؛ ما أدى إلى تراجع وضع التجار لعشرات السنين للوراء.
null
وأعرب عن أسفه لعدم تبني أية جهة مشاكل وقضايا التجار وأهالي القدس، الذين دخلت أعداد كبيرة منهم في دائرة الفقر؛ ما يتطلب وقفة جادة إلى جانب أهالي البلدة القديمة بعيدا عن الشعارات الرنانة.
ووفق الإحصاءات الرسمية؛ فإن 75% من سكان القدس الفلسطينيين، يعيشون تحت خط الفقر، فيما تصل البطالة في صفوف الشبان إلى أكثر من 30% في المدينة.
حصار ومخالفات
بدوره يقول تاجر اللحوم والدجاج، خضر النتشة، ويقع محله في سوق المصرارة: إن الأوضاع الاقتصادية سيئة للغاية بسبب الحصار المفروض على المدينة المقدسة وارتفاع أسعار اللحوم والدجاج والغلاء بشكل عام.
كما أشار في حديثه لمراسلنا، إلى ارتفاع وتيرة المخالفات التي تفرضها شرطة الاحتلال، بحق السائقين الذين يركنون سياراتهم في سوق المصرارة، مبينا أنه نتيجة لذلك قرر المتسوقون التوجه إلى بلدة العيزرية؛ كون أسعارها أكثر انخفاضا من القدس.
القيود والإغلاق
ورغم الجمود، يأمل التاجر توفيق الحلواني في البلدة القديمة أن يشهد شهر رمضان المبارك حركة تجارية نشطة، مبينًا أن إغلاق سلطات الاحتلال المدينة أمام المصلين من أبناء الضفة الغربية وسحب تصاريحهم وتحديد أعمار المصلين، يساهم في انخفاض الحركة الشرائية.
null
وقبيل حلول شهر رمضان، أعلنت سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” سلسلة قيود أمام الفلسطينيين، داخل القدس المحتلة، وفي المسجد الأقصى خلال الشهر الفضيل، شملت تحديد عمر المسموح لهم بالوصول للمسجد والمدينة المحتلة طوال الشهر الفضيل وخلال عيد الفطر.
وبموجب هذه الإجراءات، لن يسمح لمن هم دون 30 عاما بالحصول على تصاريح للوصول إلى الأقصى، في حين يشترط لمن هم بين 30 و40 عاما من الرجال الحصول على تصاريح خاصة للوصول إلى الأقصى أيام الجمَع وفي ليلة القدر فقط، وسيسمح لمن هم فوق 40 عاما وللنساء بالدخول دون تصريح.
واشتكى الحلواني من دفع مبالغ عالية لسلطات الاحتلال بحجة الضرائب التي تتعدد من ضريبة الدخل وضريبة الـ 17% وضريبة “الأرنونا” والتأمين الوطني، مطالبا بضرورة دعم صمود التجار المقدسيين أمام حجم معاناتهم الكبيرة.
null
بدوره وصف التاجر عصام الزغير، صاحب محل فوانيس رمضان في شارع الواد بالبلدة القديمة، الحركة التجارية بالسيئة، مشيرًا إلى أن مسيرة الأعلام الصهيونية التي جرت قبل أيام دفعت التجار إلى إغلاق محالهم، وهو أمر يتكرر بين الحين والآخر.
سياسة الإفقار
ويؤكد عضو الهيئة الإدارية للغرفة التجارية في القدس، مصطفى أبو زهرة، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن التجار يعانون أوضاعًا اقتصادية صعبة في ظل ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات احتلالية ترهق التاجر المقدسي، وكان آخرها مسيرة الأعلام الصهيونية قبل عدة أيام التي جرت في شوارع القدس في مشهد استفزازي للدلالة على أن القدس موحدة تابعة للاحتلال الصهيوني، وفق زعمهم.
ومع سوء الأوضاع، يناشد أبو زهرة، التجار وخاصة بائعي اللحوم بشتى أنواعها تخفيض الأسعار وعدم رفعها، ومراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة للمقدسيين.
null
null
null
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الأونروا: الحصار الإسرائيلي يحرم شمال غزة من المساعدات الإنسانية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن السلطات...
جيش الاحتلال يعترف بإصابة 23 جندياً خلال الـ24 ساعة الماضية
وكالات – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إصابة 123 جنديًا على جبهتي لبنان وغزة منذ مساء السبت الماضي، 23 جندياً منهم أصيبوا...
القسام يوقع قوة هندسة صهيونية شمال غزة بكمين محكم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الاثنين، تنفيذ كمين محكم في قوة هندسية صهيونية. وقالت الكتائب في...
جيش الاحتلال يُعدم 7 نازحين بعد إخراجهم من مدرسة في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، 7 نازحين فلسطينيين وأصاب عشرات آخرين باستهدافهم بقذيفة مدفعية بعد...
مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وإغلاق ومنع للأذان في الإبراهيمي
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، في الوقت الذي أغلق فيه الاحتلال الإسرائيلي المسجد...
منذ بدء الحرب.. الاحتلال دمر ربع مليون وحدة سكنية في قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الأشغال العامة في قطاع غزة، بأن أكثر من ربع مليون وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، وباتت غير...
بالفيديو .. تفاصيل المعركة الأخيرة للقائد يحيى السنوار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أظهر مقطع فيديو تفاصيل المعركة الأخيرة مع رئيس حركة حماس يحيى السنوار، واشتباكه مع جنود الاحلال وإصابة أحدهم بجروح....