الثلاثاء 13/مايو/2025

لماذا يتظاهرون الآن في أم الفحم؟

لماذا يتظاهرون الآن في أم الفحم؟

البيان تلو البيان والتصريح تلو التصريح و”من الحبة بنعمل قبه” ، وكل ذلك لغاية في نفوس البعض يريدون أن يتاجروا بها ويريدون أن يركبوا على أمواج الوهم والخرافات. 
كلنا نعلم في ام الفحم أن مجهولين قاموا بما قاموا به من تشويه لبعض اللافتات التجارية ، وقد أعلنا نحن في الحركة الإسلامية بام الفحم معارضتنا الصريحة لذلك ، لم نتلعثم ولم نتردد ، وكل الطيف السياسي في هذه المدينة فعل ذلك ، وكلنا نعلم يقينا أن أجرأ الحركات وقوفا خلف مواقفها وبياناتها وأعمالها هي الحركة الإسلامية ، ما كانت يوما من الأيام لتعمل عملا وتتخفى بغيره أبدا ، وما كانت يوما من الأيام لتعلن شيئا وتقوم بغيره .
وهي صادقة مع الله أولا ثم مع النفس والأهل في كل ما يصدر عنها ومنها ، ولذلك فإنها يوم أن تقرر قرارا فإنها تطرحه بين يدي أبنائها وجمهورها وأهلها صراحة جهارا نهارا ، وإنها في ذات الوقت لا تدعي ملكيتها الفردية والخاصة على الدين والأخلاق ، إنما تقول أنها هي جزء من هذا النسيج الفحماوي صاحب الخلق والدين والذوق الرفيع ، وان نسيجنا الفحماوي عموما نسيج ذو حس ديني مرهف وخلق طيب عال يحترم فيه الكل الكل ، ويقدر فيه الصغير الكبير ويرعى فيه بعضنا حقوق بعض ، ففي مثل هذا المجتمع ينبت الخير والحب والألفة . 
لكننا في ذات الوقت ندرك جميعا أن هناك من يتربص ببلدنا الشر ، ومن يكيد لها المكائد ، ويرسم المخططات ، وهناك من يسهر الليالي لزرع الفتنة والشقاق والخلاف بين أبناء البلد الواحد – كما هو الحال في كل داخلنا الفلسطيني – وهناك من يقع في مثل هذه المخططات بعلم أو دونه ، ويعتقد انه بإمكانه أن يركب موجة هواء عابرة وفعلا مجهولا مشبوها أعلن الكل براءته منه ، حتى يدعو للتظاهر وشحن الأجواء الفحماوية النقية برياح رجعية ظلامية فيروح يرفع لافتات من مثل “أم الفحم ضد العنف والإكراه والتكفير” .
وفي واقع الأمر فان أحدا في أم الفحم لم يستعمل مصطلح التكفير لا سابقا ولا حاضرا ، ولن يستعمله مستقبلا ، وعلى ما يبدو أن هؤلاء الرجعيين الظلاميين من شبيحة الداخل أنصار شبيحة الطاغية السوري لم يتعلموا من دروس وأكاذيب الماضي يوم أن ادعوا كذبا عام 1989 أن الحركة الإسلامية إذا فازت في انتخابات البلدية فلسوف تسكب ماء النار على وجوه النساء والطالبات حتى ينفروا الناس منها –كما يحاولون اليوم مختلف الادعاءات الكاذبة – ، على ما يبدو أنهم لم يتعلموا درس الماضي بان الإشاعات ورمي الآخر بما ليس فيه ومحاولات نفي الآخر ليس لها محل من الإعراب في بلدنا ، وان أم الفحم بألف خير ، وأنها بعيدة كل البعد عن الرجعيين الذين يريدون أن يفرضوا علينا ظلامية أنظمتهم البائدة التي انتهت من الفضاء العالمي في سنوات التسعين من العام الماضي . 
إن أم الفحم تنعم بفضاء من التعددية السياسية والمجتمعية الراقية ، وإننا في الحركة الإسلامية – ليس سرا – نفضل العمل الوحدوي مع كل الطيف السياسي لان فيه من القوة ما فيه ، وفيه من الخير الذي يعم البلد كل البلد ما فيه ، هكذا هو دأبنا في البلدية ، وهكذا هو دأبنا في الحركة الإسلامية محليا وقطريا ، ولذلك فإننا ونحن لا نحجر على احد رأيه ولا نمنع أحدا موقفه فإننا في الوقت نفسه نستغرب على غيرنا محاولاته الاقصائية لغيره ، وكأن رأيه مقدس فيما نحن لا يجوز لنا أن نعبر عن رأينا.
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإننا ونحن نحترم رأي غيرنا أيما احترام ، ونقدره أيما تقدير ، فإننا نرفض أن يزج أي كان باسمنا بما ليس لنا به باع أو ذراع ، إذ وقتها يخرج الأمر من دائرة حرية الرأي والتعبير إلى دائرة التعدي والافتئات على الغير وهو أمر بما أننا لا نقبله لأنفسنا فإننا لا نقبل أبدا أن يمارسه غيرنا علينا ، وليسم هذا المفتئت علينا نفسه أكاديميا أو سياسيا أو ما شاء من الأسماء ، فانه في واقع الأمر لن يعدو كونه زارع فتنة مرفوضة وهجينة علينا وعلى مجتمعنا . 
قلنا وما نزال نقول أننا ونحن ضد تشويه اللافتات بملء الفم ، لا نتردد في ذلك ، فإننا في ذات الوقت نقول أننا أبناء مجتمع فحماوي حر ، وأصيل ، وراق ، وذي حس ديني مرهف ، وذوق أخلاقي عال ومثقف وواع ، وقلنا أننا نتمنى على كل التجار أن يراعوا بهذا المجتمع هذه الخصائص الحميدة ، فعاب علينا البعض هذا القول ، أوَيريد منا هذا البعض أن نقول أننا أبناء مجتمع فحماوي لا يملك هذه المواصفات حتى يرضى من قولنا ؟ حاشا وكلا أن نتساوق معه في هذا الطرح الغريب عن فحماويتنا النظيفة ، ثم نقول لهذا البعض على رسلك قف وانظر جيدا في المرآة والى الخلف أيضا فوجه أم الفحم العقلاني لا يستطيع أن يحرض عليه الصغار مهما اعتقدوا أنهم بتعاليهم على أهل بلدهم أنهم اكبر من الالتصاق بالأرض . 
عشنا في هذا البلد طيلة الوقت نحترم بعضنا بعضا مع اختلاف المشارب السياسية ، ونريد أن نبقى على هذه الشاكلة ، وان أم الفحم ترفض من يسعى لتلويث هواءها وأجواءها بخلافات مفتعلة وافتئات واتهام للآخرين بما ليس فيهم ، وإننا يحق لنا أن نتساءل كما يتساءل كل الفحماويين : أليس من المحتمل أن تكون الأيدي التي شوهت اللافتات هي ذات الأيدي التي تحاول ركوب الموج وشحن الأجواء . 
صوت الحق، 1/5/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات