السلطة تفشل في فرض القانون.. الفلتان يحصد عشر أرواح بنابلس

تشهد مدينة نابلس، منذ عدّة أشهر، اشتباكات داخلية بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومدنيين، أسفرت عن مقتل عشرة مواطنين خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو الأمر الذي ردّه كثير من المراقبين إلى “أجندات شخصية” للمتسبّبين بتلك الأحداث، في حين تؤكد المؤسسة الأمنية والرسمية الفلسطينية على أن الأمر يرتبط بشكل رئيس بـ”ملاحقة مطلوبين خارجين عن القانون”.
انقضاض على القانون
وقال رئيس “تجمع الشخصيات المستقلة” في الضفة الغربية، خليل عساف، “إن مسلسل سقوط الضحايا مستمر دون أي توقف”، مضيفا أن الأحداث التي تشهدها نابلس هي “أمر متوقع من أشخاص خارجين عن القانون، تابعين لبعض المستويات السياسية والأجهزة الأمنية”.
وأشار عساف خلال حديث مع “قدس برس”، إلى ما وصفها بـ”حالة انقضاض على القانون ومحاولة تزييف للقضاء الفلسطيني، ما يدفع الناس إلى عدم احترام القانون، وبالتالي نشوب حالة من الفلتان الأمني”.
وشدّد على ضرورة “وجود إرادة لفرض القانون بشكل كامل وحقيقي؛ للتصدي لحالة الفلتان التي تعيشها مدينة نابلس بسبب أشخاص معروفين وتابعين لفصيل معيّن، والذين عدّوا استهدافهم خطوة غادرة من قيادات أمّنت لهم الحماية والحرية في فترة من الفترات لفعل ما يشاؤون، ووفروا لهم في سبيل ذلك المال والسلاح”، على حد قوله.
وأرجع عساف سبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في نابلس، إلى “إصرار أطراف على التمسك بالسلطة لمآرب وأجندات شخصية، الأمر الذي ساهم بعدم اعتقال المطلوبين للقانون، بل وتهيئة ظروف مثالية لهم طوال هذه الفترة، وبالتالي تصاعد الأمور إلى ما وصلت إليه من أوضاع يستفيد منها الاحتلال ويستثمرها لصالحه”.
ولفت إلى امتناع السلطة عن اتخاذ أي إجراءات بحق من أسماهم “الخارجين عن القانون”، خلال الفترة الماضية، بالرغم من وجود شكاوى بحقهم لم تتابعها – حسب قوله – الأمر الذي دفع هؤلاء إلى التمادي وارتكاب المزيد من المخالفات.
وأكد رئيس “تجمع الشخصيات المستقلة” ضرورة خلق “شراكة مجتمعية” من كل أطياف الشعب الفلسطيني وفصائله، في سبيل الخروج من الأوضاع الراهنة، مشدّدًا على أهمية تعاون المؤسسة الأمنية الفلسطينية وتعاملها مع الأمور “بشكل حكيم”، وكشف نتائج التحقيق في الأحداث السابقة، ومن بينها جريمة مقتل المواطن أحمد حلاوة “بكل صراحة ونزاهة، ودون غضّ الطرف عن المتسبّبين بها”.
الفصائل تهدد
بدوره، ذكر منسق الفصائل الفلسطينية في نابلس، ماهر حرب، أن هناك حوارًا مستمرًّا بين الفصائل وحركة “فتح” والسلطة الفلسطينية، يتم خلاله وضع تساؤلات عن خلفيات الأحداث، وبحث سُبل معالجتها بشكل جذري.
ودعا ممثل “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، خلال حديث مع “قدس برس”، إلى وقف ما وصفه بـ”شلال الدم” في نابلس، مشيرًا إلى أن الفصائل ستخرج إلى الشارع في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه؛ “لأن الجماهير لن تسمح باستمرار نزيف الدم”، على حد تعبيره.
وأضاف حرب “الحالة الأمنية في نابلس، لن تنتهي إلا بتدخل شخصي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة رامي الحمد الله”، لافتا إلى ضرورة أن تضع الأجهزة الأمنية الحقائق أمام عباس “بكل وضوح بعيدا عن أي تضليل أو تضخيم”.
وتساءل الناشط الفلسطيني عن سبب تأخر الإعلان عن نتائج لجان التحقيق التي شُكلت في الأحداث السابقة، وعن سبب عدم خروج التوصيات التي أقرتها اللجنة البرلمانية إلى النور”.
تغيرات إقليمية
أما المحلل السياسي الفلسطيني، غسان العنبتاوي، فعدّ أن ارتباط تصاعد الأحداث بتغيرات إقليمية ومحلية يضع علامة استفهام، ويطرح سؤالا عن جهات لا تريد الاستقرار للمدينة، عبر اختلاق إشكاليات وفتن يدفع ثمنها المواطن.
وقال العنبتاوي خلال حديث مع “قدس برس”، إن جهودا كانت تبذل خلال الفترة الماضية لحل تداعيات أحداث الفلتان الأخيرة، إلا أن انفجار الأمور من جديد أمس الأربعاء انعكس سلبا على ذلك.
وشدد على أن الأولوية الوطنية تفرض حاليا ضرورة إعادة الهدوء والاستقرار للمدينة، وفرض القانون بعدالة من الأجهزة الأمنية، ورفع الغطاء الفصائلي عن “الخارجين عن القانون”، لأن أعمالهم “لوثت المفهوم الوطني”، حسب تعبيره.
ورأى العنبتاوي أن عدم حل الإشكاليات السابقة والمماطلة في محاسبة المسؤولين عنها ساهم في تكرارها، وفرض المزيد من التحدي، مضيفا أن المطلوب الآن هو حلها جذريا بقرار سياسي، لإعادة الاستقرار إلى المدينة، والذي فقدته بفعل الأحداث الأمنية الأخيرة.
يذكر أن مدينة نابلس، ومخيم “بلاطة” القريب منها، شهدا مواجهات واشتباكات داخلية بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومسلحين، قالت قوات الأمن إنهم “مطلوبون للعدالة”، ما أدّى إلى مقتل عدد من المواطنين وعناصر الأمن.
وما زاد الأمور توترًا خلال الأشهر الماضية الإعلان عن مقتل أحمد عز حلاوة (رجل أمن فلسطيني قتله العشرات من أبناء الأجهزة الأمنية ضربًا في سجن الجنيد بنابلس بعد اعتقاله بساعات)، الذي وُصف رسميًّا بأنه “الرأس المدبر” لأحداث المدينة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إصابة جنود إسرائيليين بصاروخ مضاد للدروع في حي الشجاعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم السبت، بإصابة عدد من جنود جيش الاحتلال في قطاع غزة نيران المقاومة الفلسطينية. وقال...

جامعة كولومبيا تعلّق دراسة 65 طالبا احجوا ضد الإبادة في غزة
واشنطن - المركز الفسطيني للإعلام علقت جامعة كولومبيا دراسة 65 طالبا من "مؤيدي فلسطين" لمشاركتهم في احتجاج داخل المكتبة الرئيسية للجامعة يوم الأربعاء...

باكستان تطلق عملية “البنيان المرصوص” ضد الهند
إسلام أباد - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت باكستان فجر اليوم السبت، عملية عسكرية مضادة للهجمات العدوانية الهندية على أراضيها ومنشآتها العسكرية تحت...

لجنة أممية تحذر من خطر المجاعة والمرض على الفئات الهشة بغزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام قالت لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري إن نفاد الغذاء في قطاع غزة، إلى جانب الدمار الواسع...

إصابتان برصاص الاحتلال وهجمات للمستوطنين في الضفة
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، فجر السبت، في الضفة الغربية المحتلة، إثر اقتحام...

“الجهاد الإسلامي” تنعى القائد بسرايا القدس الشهيد نور البيطاوي
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد نور عبد الكريم البيطاوي، القائد في "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس،...

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...