الثلاثاء 13/مايو/2025

من القلب والروح في رثاء الداعية المجاهد مازن الضميري

بقلم زوجته ابتسام الصرص، ام عمر

 
اللهم لك الحمد .. ملء السموات وملء
الأرض..وملء ما شئت من شيئ بعد..

أهل الثناء والمجد..أحق ما قال العبد..وكلنا لك عبد..اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت..ولا ينفع ذا الجد منك الجد..لله ما أعطى..ولله ما أخذ..يدمع القلب وينفطر الفؤاد..ولا نقول إلا ما يرضي الرب..وإنا على فراقك أيها الحبيب لمحزونون..مكلومون

..ولكننا كما تعاهدنا وتواصينا…

لقضاء ربناراضون مُسَلِّمون..على البلاء صابرون محتسبون.. في رضوانه وجنانه راغبون..يعيننا على هذا :

سكينة عجيبة صبها رب العباد علينا صباًّ…وبشائر من ثناء الصالحين عليك بما علمنا وما لم نعلم عنك.. وصلاة الصائمين المحتسبين ممن لم تعرف عليك وشفاعتهم فيك…ورؤى طيبة رؤيت لك تبشر بطيب مقامك عند الله وعظيم إكرامه لك ولم يمض على دفنك سوى ليلة واحدة..

بُشراك يا أغلى الغوالي..رضا والديك عليك ..بحسن رعايتك لهما.. وعظيم برك بهما..منذ عرفتك وحتى وفاتك..

بُشراك يا روح الروح..عطفك وحنانك وإكرامك لأخواتك وزوجك ..

بُشراك يا أبا البنات…وقد ربيت فأكرمت 

وعلمت وحنوت ودللت…

بُشراك حبك للعلماء العاملين..ومرافقتك للصالحين..ولزومك درب المجاهدين..

بُشراك اهتمامك بقضايا المسلمين..وحزنك لمصابهم ..ومواساتك لهم بدعائك ومالك..

بُشراك بُشراك..بحسن خلقك..وصبرك وحلمك ..وصفاء سريرتك..ومسامحتك لمن أساء إليك..

بُشراك بُشراك…صبرك الجميل…

لاكثر من سبعة عشر عاما .. صبرٌ تعجز عنه الجبال الرواسي … على مرض شرس ..أسأل الله الكريم أن    تكون نلت به مقام الشهداء..ورفقة الأنبياء..ورتبة الصابرين الذين يوفون أجرهم يوم القيامة بغير حساب..

بُشراك أيها الحبيب ..كراهتك للظهور..واجتهادك وحرصك على إخفاء  صالح عملك ..حتى عن أقرب الناس اليك….

بُشراك شغفك بقضاء الحوائج..وتفريج الكربات..وإدخال السرور على من عرفت

..ومن لن تعرف من اهل البلاء ..

عشت بيننا كروحٍ رفيقة رقيقة…

أكرمت وآثرت..حنوت وعلّمت..واسيت وشجعت .. وعلى كل باب من ابواب الخير بتوفيق الله: حثث وأعنت ..ومضيت وأمضيت …حتى اذا اشتاق اليك ربك..وحان الاجل..علمنا انك لم تكن يوما من الايام روحا واحدة ..بل أرواحا 

تفرقت في اجساد أحبابك..فصار غياب
صورتك من بينهم نزعاً لأرواحهم..
لا نزعاً لروحك.. 

يا رفيق” الدرب الصعب”..أثنيت عليك بما علمت.أحسبك .والله حسيبك ..    أقول بعد رحلة معك دامت أكثر من خمسة وعشرين عاما..:

ثقتي ورجائي في الله..أن لا يخزيك الله

أبدا..وأنه إنما اختارك لتكون عنده..في دار كرامته…

وأنه أبدلك دارًا خيرا من دارك ….

وأهلاً خيراً من أهلك .. وزوجا خيرا من زوجك ..وأسبغ عليك نعيمه ورضوانه..

اللهم اغفر لزوجي وحبيبي مازن..

اللهم اغفر له وارحمه..وعافه وعنه..وأكرم نزله ووسع مدخله..واغسله بالثلج والماء والبرد..ونقه من الذنوب والخطايا…

اللهم جازه بالحسنات إحسانا..   وبالسيئات عفوا وغفرانا..

اللهم أسعده بجوار النبيين .. ومتعه بالحور العين..وأخدمه الغلمان المخلدين

اللهم ثبتنا على طريق الحق الذي سلك.. اللهم لا تحرمنا أجره ..ولا تفتنا بعده..

واجمعنا به في الفردوس الأعلى..

في دار لا صخب فيها ولا نصب..لا هم ولا غم ولا قهر ولا ظلم ولا مرض..

أغلى الغوالي يا ابو عمر ..يا روح الروح

..لكننا مؤمنون مسلمون..ولا نقول الا ما يرضي ربنا :

إنا لله وإنا إليه راجعون..اللهم آجرنا جميعا في مصيبتنا بفقد حبيبنا مازن…

لله ما أعطى ولله ما أخذ…             الحمد لله..الحمد لله..الحمد لله

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات