مشاهدات طبيب جزائري من غرف العمليات بغزة وصدمة من هول المحرقة
منذ أن سمع مناشدات وزارة الصحة في غزة للأطباء العرب القدوم لتقديم المساعدة في ظل تزايد أعداد الشهداء والجرحى جراء أعمال التطهير العرقي الصهيوني في قطاع غزة، أصر على أن يكون من المبادرين لنجدة غزة .. هكذا كان حال الطبيب الجزائري فارس الخليلي.
وما أن حانت الفرصة أمام رغبته حتى شق طريقه من مدينته وهران الجزائرية مغادراً مستشفاه في سعيدة غرب الجزائر على عجل برفقة زميله الطبيب عايد خورمي، وسافرا إلى القاهرة ومن هناك اتجه إلى معبر رفح البري مع غزة برفقة العشرات من الأطباء العرب.
كان مصدوماً من هول ما شاهده من آثار العدوان الصهيوني الغاشم وطبيعة الإصابات القاتلة والتي تؤدي إلى بتر الأطراف وحرقها بشكل بشع ويدل على همجية المحتل الغاصب.
قال الطبيب الجزائري لعدد من الصحفيين ضمنهم مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: ظننت أننا سنقدم خبرات تنقص أطباء غزة في التعامل مع هذا النوع الخطير من جروح الحروب، فإذا بخبراتنا “صفر” أمام الجروح التي رأيناها في أجساد الفلسطينيين من القذائف والصواريخ والمتفجرات الصهيونية.
طوال عشرة أيام أنهاها صباح الثلاثاء (20/1) عائداً إلى الجزائر عمل الطبيب فراس على مدار الساعة إلى جانب العشرات من زملائه الفلسطينيين في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، أكبر مستشفيات قطاع غزة والذي حمل العبء الأكبر في التعامل مع الشهداء والجرحى.
فقد استقبل المستشفى طوال أيام العدوان الصهيوني الغاشم الذي استمر (23) يوماً حوالي (2500) جريحاً، يشكلون نصف جرحى التطهير العرقي الصهيوني على القطاع، وهو رقم فوق طاقة المستشفى التي تضم (580) سرير، وست غرف عمليات، بطاقم من الأطباء يصل تعداده إلى (480) طبيباً فلسطينياً.
مشاهد مؤلمة
وقال الطبيب الجزائري: “كان المصاب ينقل وأطرافه السفلية مقطعة دون نقطة دم واحدة.. وبعضهم كنا نرى فتحة صغيرة في بطنه ونظنها إصابة بسيطة فإذا بأمعائه ورئتيه ممزقة”.
ويتابع هناك “إصابات في منتهى الغرابة ” لقد شاهدت نوعا خطيرا من النزيف غير المنقطع حتى الموت، دون أن يستجيب لعلاج يقدمه للجريح الواحد من 6-9 أطباء على كفاء عالية من التخصص الطبي.
ويضيف “كنا على يقين أن لدينا خبرة في النزاعات المسلحة “خصوصاً طبيب مثلي عاصر وتعامل مع ضحايا التفجيرات في الجزائر طوال سنوات؛ فإذا بنا نجد الجرح في غزة مرعب، لم يمر على الأطباء الذين عالجوا في مناطق الحروب كأفغانستان والشيشان ولبنان والعراق مثلها من قبل لا من ناحية الإصابات أو الحروق”.
صواريخ بهدف الإعاقة
ويقول: “كانت قوات الاحتلال ترمي الصواريخ والقذائف المضادة للأفراد ليس بهدف القتل فقط بل بهدف الإعاقة، كانت شظايا الصاروخ تتناثر أفقياً فتقطع الأرجل جراء تخثر الأوعية الدموية من شدة الحرارة فكان إنقاذ هؤلاء الجرحى لعالم الإعاقة، ماذا ستفعل لمن قطعت رجلاه؟”.
وأشار الخليلي إلى أنه توقع أن يؤسس والأطباء العرب مستشفى ضخم في غزة لتخفيف الضغط عن مستشفيات القطاع “فإذا بنا جزء من الطاقم الطبي في مستشفى الشفاء كان 6-9 أطباء يعالجون الجريح في غرفة العمليات ثم يفارق الحياة فجأة دون أي عارض يشرح سبب الوفاة”.
ويشير الطبيب الجزائري إلى إجرائهم عمليات جراحية لعشرات الجرحى في ردهات المستشفى “المستشفى بها ست غرف عمليات فقط ” وهذا عدد قليل جداً قياساً بعدد سكان المدينة في الوقت الطبيعي ، فكيف بوقت الحرب”.
ويضيف “يستحيل على أي مستشفى في العالم أن يواجه عدد مماثل من الجرحى” خاصة أن كل جريح مصاب بعدة إصابات تحتاج إلى عدة عمليات في وقت واحد لإنقاذ حياة الجريح من الموت بإحدى الإصابات، مثنياً على الجهد الاستثنائي والمميز الذي بذلته وزارة الصحة وطواقمها في إدارة هذه الأزمة رغم التهديدات والملاحقات.
ويلفت الخليلي الانتباه إلى أنه كان يتوقع وجود عدد كبير من الجرحى أثناء قدومه إلى غزة ، لكن لم يكن يتوقع أن الجرحى كلهم بالتفجير وليس بالرصاص “الرصاص معروف كيف التعامل معه “لم نرى جريحاً واحداً بطلق ناري “إما جريح من صاروخ أو قذيفة تصور جيش يشن حرب على مدنيين طوال (23) يوماً لا يطلق عيار ناري واحد!”.
ولم يخف الطبيب الجزائري تقديره لهذا الشعب الفلسطيني الأبي الذي يصمد ويقاتل بلحمه الحي العدوان ويثبت رغم فداحة الجرح النازف مشدداً على أن الشعب يقدم كل هذه التضحيات والثبات والصمود لا بد أن ينتصر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...