الأسير محمد العرقان.. مرض ومؤبد يفتكان بروح لا تستسلم

في حارة الشيخ الملاصقة للبلدة القديمة في الخليل، والتي كانت تسمى بـ(حارة القيادة)، كونها احتضنت العديد من خلايا المقاومة منذ عام 1936م، ولد وتربى المناضل محمد نبيل العرقان (58عاما)، في بيت متواضع شمال عين قشقلة.
في هذه الحارة تجذرت الثورة، إذ زرع بذرتها الأولى المناضل والمجاهد عبد الحليم الجولاني، الملقب (بالشلف)، أحد أبرز قادة ثورة عام 1936م في جبل الخليل، وتبعه في السبعينات المناضل أبو منصور اسعيد، الذي هدم بيته في داخل قلب حارة الشيخ، ومن ثم استشهد، وامتدادا لهذا التراث النضالي انطلق المناضل “العرقان”، ليلتحق بالثورة الفلسطينية، ويدمي الاحتلال الصهيوني بمجموعة من العمليات.
“مدى الحياة”
في الرابع والعشرين من شهر شباط عام 1995م، اقتحمت عشرات الجيبات العسكرية منزل المناضل “العريان”، بحثا عن سلاح المقاومة، قبل أن يكبلوه ويقتادوه إلى رحلة شاقة من العذاب والتحقيق في زنازين الاحتلال، ليحكم عليه فيما بعد بالسجن المؤبد مدى الحياة.
وللتاريخ، وعندما صدر الحكم عليه، قال له آنذاك رئيس محكمة “بيت إيل” العسكرية: أنت قاتل.. وأرقت دماء الكثير من اليهود، لذلك لن ترى الشمس مدى الحياة”، فرد عليه الأسير العرقان بكل جرأة: “ستغيب شمس دولتكم، وسأتمتع أنا وأبناء شعبي بالحرية والاستقلال إن شاء الله”.
عذابات الأسر
أدرك الاحتلال أن الأسير “العرقان” مناضل غير نادم على عملياته ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأن حكم المؤبد لم يردعه، فقرر التضييق عليه من خلال حرمان زوجته وأطفاله من زيارته، تقول زوجته أم فيصل، لمراسلنا: “تصوروا أن يمر 17 عاما، ولم يسمح لابني فراس بزيارة والده، فالاحتلال يريد أن يركعنا من خلال حرماننا من زيارة زوجي”.
وتضيف: “لقد تفنن الاحتلال في تعذيب أسرتنا، وذلك بمنعنا من الزيارة، حيث منعت منها لسنوات، قبل أن يصدر لي تصريح عن طريق الصليب الأحمر، (تصريح يسمح بالزيارة كل ستة أشهر، ويطلق عليها زيارة أمنية)”، ولكن فرحتها لم تستمر طويلا، حيث تم إلغاء التصريح بعد عدة أشهر.
رحلة المرض
يعاني الأسير محمد نبيل العرقان، من عدة أمراض خطيرة، تقول زوجته في هذا السياق: “أصيب أبو فيصل داخل الأسر، بمرض الكبد الوبائي، كما أنه أصيب قبل اعتقاله برصاصات أثناء مقاومته للاحتلال، كما ويعاني من آلام مستمرة في رأسه، وعلى الرغم من كل ما سلف، فإن مصلحة سجون الاحتلال تمارس الإهمال الطبي بحقه وبشكل متعمد”.
وتضيف زوجة الأسير العرقان: “إن الورم الذي اكتشف في الكبد، ويسمى (همغوما)، يسبب له ألما شديدا وأوجاعا مستمرة، إضافة إلى صداع ملازم لا يفارقه، ناهيك عن تبول الدم”.
بدوره، ناشد فيصل (25 عاما)، مؤسسات حقوق الإنسان والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الدولية والمستوى السياسي، التدخل لإنقاذ حياة والده، الذي دخل عامه الرابع والعشرين في الاعتقال المؤبد.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...

تحذير من انهيار القطاع الصحي بغزة مع تعمق النقص الحاد بالتجهيزات الطبية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف...