الأحد 11/مايو/2025

أسئلة وقف إطلاق النار في «إسرائيل»

أسئلة وقف إطلاق النار في «إسرائيل»

في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري «الإسرائيلي»المُصغّر (الكابينيت) ارتفعت بعض الأصوات التي تعبّر عن طيف من الآراء والمواقفالسياسية، تجاه مسألة الحرب على قطاع غزة والوصول لهدنة أو تهدئة جديدة مع الفصائلوالقوى الفلسطينية. فبدت الأمور في الاجتماع الأخير للمجلس الوزاري «الإسرائيلي»المُصغر وكأنها صراع بين رجالات السياسة وجنرالات العسكر والأمن. فالمجلس الوزاريالمصغر يَضُمُ في عضويته وزير الحرب وبعض قادة الأمن الذين يحضرون تلك الاجتماعاتفي أوقات الأزمات العاصفة ومنها أوقات الحرب.

الوصول لوقف إطلاق النار من عدمه، والتجديد لما يسمى«التهدئة» من عدمها مع الجانب الفلسطيني في قطاع غزة، هو الهَم الأبرز على أعمالالحكومة «الإسرائيلية»، في ظل تضارب المواقف بين قادة السياسة وجنرالات الأمنوالعسكر، الذين يعتقدون بأن ما حدث من نتائج على الأرض كان نصراً وإنجازاً خالصاًلحركة حماس ولعموم الفصائل الفلسطينية. كما يعتقدون بأن القلق مازال قائماً منإمكانية استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه عمق الدولة العبرية، فضلاً عن مواقف بعضالأحزاب «الاسرائيلية» المتطرفة الموجودة في الائتلاف الحكومي، والتي ترى منالضروري الاستمرار بالعملية العسكرية الواسعة ضد قطاع غزة، وذلك في سياق التجاذباتالداخلية «الإسرائيلية» وانطلاق حمى المزاودات.

في هذا السياق، وبتدقيق ملموس وحساس، يمكن أن نلحظ أنهناك من بين الأصوات «الإسرائيلية» التي امتلكت رأياً آخر في المنحى ذاته، ففيمعمعان المناقشات «الإسرائيلية» والآراء المنطلقة في «إسرائيل» من كل حدب وصوب،فان أصواتاً خافتة بدأت تنطلق بهدوء داخل «إسرائيل» منذ مدة ليست بالقصيرة، لكنتواتر أصواتها بدأ يعلو قليلاً وبخجل، حتى بات واضحاً في ايقاعاته على قطاعات منالناس داخل «إسرائيل» كما دلت على ذلك بعض المؤشرات، وهي أصوات تدعو لفتح الحوارمع حركة حماس عبر القناة المصرية والمفاوضات معها. ويقترح أصحاب تلك الأصواتالبديل إياه، والذي يصفونه بأنه الأكثر معقولية من خلال التفاوض المباشر أو غيرالمباشر مع حركة حماس، منطلقين في ذلك من تقديراتهم التي تقول بأن حركة حماس يمكنلها استئناف القتال ومعها حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطينوكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وغيرها من الفصائل الفدائية العاملة علىأرض قطاع غزة، ومن يقين تام بأن حركة حماس ما زالت تمتلك حضوراً قوياً في الضفةالغربية تستطيع من خلاله إحباط أي طريق سياسي وإعادة (قلب الطاولة)، وأن بإمكانهاتصعيد العمل المسلح، وتالياً في إمكانية تحديد كفة المسيرة السياسية.

كاتب فلسطيني-دمشق- اليرموك

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات