التصعيد الأخطر.. هل هي نذر حرب شاملة على غزة؟

جولة تصعيد بين قوات الاحتلال الصهيونية وفصائل المقاومة الفلسطينية التي ردت على استهداف الاحتلال لاثنين من المواطنين شمال قطاع غزة، هي الأكبر والأخطر من نوعها منذ انتهاء عدوان 2014.
تصعيد امتد لتطال إبادة الطائرات الحربية الصهيونية لأُسرة فلسطينية بأكلمها من عائلة “خماش” حيث قتلت الطائرات الطفلة بيان وأمها إيناس وجنينها ذو التسعة أشهر، وأصابت زوجها بجروح بين المتوسطة والخطيرة.
“المركز الفلسطيني للإعلام” حمل سؤال إمكانية أن يمتد هذا التصعيد الأخطر إلى حرب شاملة كما عام 2014، حيث عبر محللون وخبراء بالشأن الصهيوني عن توقعاتهم لمآلات التصعيد، وردود المقاومة الفلسطينية.
أخطاء التقدير
المحلل السياسي والخبير بالشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، عدّ أن المقاومة في حالة دفاع عن النفس، وقال: “المحتلون قتلوا أبناءنا، مرة واثنتين وثلاثة، كان من الصعب أن ندير الخد الأيسر بعد عدة صفعات على الخد الأيمن، هذا هو خطابنا الإعلامي الموجه داخليا وخارجيا”.
وأشار أبو عامر، أنّ الاحتلال فهم خطأ امتصاص المقاومة لتكرار العدوانات عليها، “على اعتبار أنها لا تريد حربا، ولو بأي ثمن، فجاء ردها موزوناً محسوباً”، مبيناً أنّ “ظهور المقاومة متساهلة مع دماء أبنائها، يعمل على تآكل شرعيتها، وهو ما لا يفهمه الاحتلال”.
هل هي بداية حرب، أجاب الخبير بالشأن الصهيوني، “آن الأوان لأن نتوقف عن ترديد مقولات مضللة بأن العدو لا يريد حرباً، فهذا احتلال قائم على القتل، وإن كان بوتائر متباينة، وليس بالضرورة عدواناً واسعاً.
وأشار أبو عامر، أنّ رسالة المقاومة وصلت، ومشاهد هروب المستوطنين، ستبقى راسخة بذاكرة الاحتلال، “لكنه لن يكون بالضرورة دافعا له ليستجيب لمطالب المقاومة برفع حصار غزة، وقد لا يعني أن هذه الجولة ستدفع نحو التهدئة، لأنها ستظهر الاحتلال يستجيب تحت الضغط، فهل هو معني بالظهور هكذا: داخليا وخارجيا؟!”.
عجز “إسرائيل”
المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، عدّ ما تقوم به المقاومة الفلسطينية حالة دفاع عن النفس وهو واجبها في رد العدوان عن شعبنا، مبيناً أنّ من دلالات، ذلك شجاعة المقاومة وجرأتها بالرد على العدوان، وتثبيت المعادلات بواقعٍ عملي.
ويشير أبو زبيدة في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ “إسرائيل” تبدو عاجزة عن التعامل مع القوّة الصاروخية، وفشلت منظومة القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة حيث لم تتمكن منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية من مواجهتها، “مما يؤكد عجزها عن التصدي الكامل للصواريخ والقذائف الفلسطينية”.
وحول إمكانية امتداد التصعيد إلى حرب واسعة، أوضح المحلل العسكري، أنّ التهديد على الجبهة الداخلية “الإسرائيلية”، سيكون أخطر بكثير، في أية مواجهة قادمة، والسبب الأساسي لذلك ليس زيادة كميات الصواريخ وقذائف الهاون، التي يمكن أن تسقط على “إسرائيل” بل الفعالية القاتِلة لهذه النيران، والخسائر والأضرار التي ستلحق بالجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لـ”إسرائيل” قد تزيد مئات الأضعاف عن الجولات السابقة.
وأكّد بقوله: “إن تمادى العدو وتطورت الأحداث، وأراد جيش الاحتلال قطع الطريق أمام المقاومة لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه مدن العدو ووقف أدوات المقاومة الشعبية، ولم يستجب لشروط المقاومة، فإن ذلك يتطلب منه القتال في مناطق سكنية مزدحمة، وهو ما قد تسعى له المقاومة فينتج عن ذلك تركيز قدرات المقاومة العسكرية على تهديد الجبهة الداخلية العسكرية، واستنزاف قوات الاحتلال في أزقة وشوارع القطاع، حيث تستطيع تحقيق عدداً من الأهداف الاستراتيجية”.
المواجهة مفتوحة
“رد مقاومة غزة يؤكد مرة أخرى أن المواجهة العسكرية المفتوحة ليست مثار خوف أو قلق، وفي الوقت نفسه لا تريدها المقاومة ولن تسعى إليها” هذا ما ذهب إليه المحلل السياسي إبراهيم المدهون.
وقال لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “في حال كفَّ الاحتلال عن عدوانه اليوم ستكف المقاومة من جهتها، وأتمنى ألا نذهب لمواجهة لا أحد يريدها، والحل بهدنة ترفع الحصار، فما نريده استقرار نعيش فيه بأمن وسلام وحرية وكرامة”.
وأشار أنّنا أمام فرصة للتهدئة في حال الاحتلال رفع الحصار وترك غزة تمارس حياتها طبيعية، مبيناً أنّ ما حدث الليلة بروفة لما سيفعله جيش الاحتلال في أي مواجهة قادمة، فلا يملك إلا التدمير والهدم والتخريب والإرهاب.
سيناريوهات مختلفة
المحلل السياسي وسام أبو شمالة، طرح عدة سيناريوهات للوضع القائم، فالأول، كان –حسب رأيه- “إما جولة تصعيد أكثر قوة من سابقاتها وقد تكون الأخطر منذ عدوان ٢٠١٤ وقد تستمر لعدة أيام، ومن ثم عودة أكثر جدية لأطروحات التهدئة عبر الوسطاء ولا سيما المبعوث الأممي ملادينوف والمخابرات المصرية”.
أما السيناريو الثاني، “تطور المواجهة الميدانية مع سقوط مزيد من القتلى في جانب العدو، أو زيادة مدى الصواريخ لتتجاوز ما يسمى بغلاف غزة وتضرب مدن وسط فلسطين المحتلة، أو قيام العدو باغتيال شخصيات بارزة في المقاومة، وبالتالي احتمالية الدخول في مواجهة شاملة تكون أكبر”.
وأشار في حديثه لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه “على الأغلب فإن المقاومة والعدو لا يريدان الانجرار نحو المواجهة الشاملة، وعلى الأغلب فإن الوسطاء سينجحوا خلال أيام في تخفيض مستوى النيران حتى إبرام تهدئة مؤقتة تبدأ بعدها محاولات تحقيق تهدئة على المدى المتوسط مقابل تخفيف الحصار عن غزة”.
لكّنه أكّد “ستبقى الحالة الأمنية هشة ما دام الحصار لم يرفع كلياً عن غزة”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تهنّئ البابا ليو الرابع عشر لانتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية
المركز الفلسطيني للإعلام تقدّمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأصدق التهاني والتبريكات إلى البابا ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رئيسًا للكنيسة...

الحصاد المر لـ 580 يومًا من الإبادة الجماعية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية...

رامي عبده: خطة المساعدات الأميركية الإسرائيلية أداة قهر تمهد لاقتلاع السكان من أرضهم
المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية‑الإسرائيلية التي تقضي بإسناد توزيع مساعدات محدودة...

قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...