ماذا يجري داخل «فتح»؟

بدأت اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح في مدينة رام الله في مناخات من التوتر السياسي والتنظيمي، حيث بدت العناوين الإشكالية بارزة وصارخة في مسار الاجتماعات الفتحاوية الماراثونية للمجلس الثوري وهو الهيئة القيادية الوسيطة بين اللجنة المركزية والمؤتمر العام، والتي سبقها بيوم واحد عقد لقاءات موسعة للأطر القيادية وللمجلس الاستشاري لحركة فتح الذي يَضُم «عتاولة» الحركة ووجوهها التاريخية.
العناوين الأساسية الإشكالية في هذا الشأن تأتي في سياق محاولات تقديم الإجابة على عدد من الأسئلة المتعلقة بالمرحلة المقبلة، ومن بين تلك الأسئلة: السؤال الذي لم ولن يَستَطِيع أحد طرحه بشكلٍ مُباشر وإن كان بارزاً وصارخاً، والمُتعلق بالبديل الرئاسي حال غياب الرئيس محمود عباس ــ لأي سببٍ كان ـــ في ظل الحديث الدائر خلف الكواليس عن محاولات بعض الأطراف العربية لفرض بديل مُحدد وبالاسم.
كذلك السؤال المتعلق بأوضاع حركة فتح الداخلية، والحديث المتواتر عن ضغوط ومطالب قدمت من بعض الأطراف العربية لإعادة المفصولين من الحركة إلى عضويتها، خاصة منهم أعضاء المجلس الثوري ممن جرى تجميد عضويتهم منذ فترة طويلة، ومنهم الأعضاء الأربعة الذي رسّم فصلهم بقرار منشور وعلني من قائد حركة فتح الرئيس محمود عباس بسبب علاقات اثنين منهم بمحمد دحلان، وبسبب تَجَنُّح اثنين آخرين منهم، وقد وقع قرار الفصل رسمياً قبل يوم واحد من انعقاد المجلس الثوري للحركة في رام الله، والمفصولون هم: توفيق أبو خوصة، نجاة أبو بكر، عدلي صادق، ونعيمة الشيخ.
كما في السؤال المتعلق بإمكانية عقد حركة فتح لمؤتمرها العام السابع، وانتخاب هيئات قيادية جديدة للحركة، حيث بات استحقاق المؤتمر مؤجلاً أكثر من مرة، فيما تَلِحُّ الظروف القائمة على ضرورة عقده من أجل وضع تصورات جديدة لإنقاذ الوضع الفتحاوي الداخلي وتجاوز المطبات القادمة أمام العمل الفلسطيني.
لقد بدا واضحاً أن أبو مازن ــ وإن كان يستمع وينصت لنصائح أو مطالب الرباعية العربية بشأن إعادة محمد دحلان لحركة فتح، وبشأن أوضاع الحركة الداخلية ــ إلا أنه بدا في الوقت نفسه متصلباً داخل أروقة اللقاءات الفتحاوية كما تُشير المعطيات المتوفرة لكاتب هذه السطور. فقرار فصل القياديين الأربعة من المجلس الثوري كان الرسالة الجوابية العملية من محمود عباس إلى «المتدخلين بالشؤون الفتحاوية»، بما في ذلك إلى الرباعية العربية وفق مصدر فتحاوي كبير. كما أن الحالة الفتحاوية العامة تجد من الصعوبة عليها قبول الإملاءات بشأن أوضاعها الداخلية، من أي طرفٍ كان خارج الأطر والمؤسسات الفتحاوية. ويرجح الآن بأن مسألة إعادة محمد دحلان لعضوية حركة فتح قد تم تجاوزها على الأقل في المرحلة الحالية.
بالاستخلاصات الأخيرة، إن حركة فتح، على المحك، وأمام منعطف جديد، فأوضاعها الداخلية بحاجة إلى هزة أو خضة، من أجل إعادة إحياء مؤسساتها، وانتخاب قيادات وأطر جديدة لها بما في ذلك الموقع الأول في الحركة والسلطة، وترتيب أوضاعها أمام مرحلة صعبة تنتظر العمل الفلسطيني.
المصدر: الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

15 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....