الخميس 02/مايو/2024

خفايا قرار الاحتلال إغلاق مكتب قناة الجزيرة

خفايا قرار الاحتلال إغلاق مكتب قناة الجزيرة

ما زال قرار الحكومة الصهيونية القاضي بإيقاف عمل قناة الجزيرة القطرية في الأراضي المحتلة مدار حديث شرائح واسعة من النخب والمثقفين والمختصين في المجتمع الفلسطيني.

وخلال حديث خاص لهم مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، شدد العديد من الكتاب والمحللين على أن قرار الحكومة الصهيونية هو انجرار لموقف بعد المحاور العربية أولا، ثم عقابا للقناة إثر أحداث الأقصى الأخيرة التي تميزت القناة خلالها، وضريبة لمواقفها المشرفة.

تغطية أحداث الأقصى

الكاتب والمحاضر في مجال الإعلام الدكتور كمال علاونة يرى أن الخطوة الصهيونية بإغلاق قناة الجزيرة الفضائية، إجراء متوقع بسبب التغطية الحية للكثير من الأحداث الساخنة في فلسطين، وخاصة أحداث إغلاق المسجد الأقصى المبارك خلال تموز الفائت.

وعدّ علاونة توجيه حكومة الاحتلال تهمة التحريض لقناة الجزيرة، مثيرة للسخرية، وتابع: “قناة الجزيرة تنقل الرأي والرأي الأخر، وهي القناة العربية الوحيدة التي تجري مقابلات وحوارات مع قادة صهاينة والناطق بلسان جيش الاحتلال الصهيوني حول شتى المواضيع السياسية والأمنية فكيف تتهم بعد ذلك بالتحريض”.

حصار قطر

وأكمل علاونة: “إغلاق قناة الجزيرة الفضائية يأتي ضمن سياسة الحصار الإقليمية المفروضة على قطر، بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية إعلاميا فيما يسمى بالإرهاب، حسب المصطلح الصهيوني والأمريكي”.

وختم: “هذه الإجراءات هي محاولات صهيونية عبثية لمنع وصول الخبر بصورة واسعة للعالم، وخاصة أن هذه القناة تبث بلغات شتى منها الإنجليزية، وبالتالي هذا لا يروق للإدارة الصهيونية في تل أبيب”.

بدوره وصف الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين قرار إغلاق الجزيرة بردة الفعل الانفعالية، وتابع: “قرار الإغلاق هو ردة انفعالية بعد التغطية الإعلامية للجزيرة لأحداث المسجد الأقصى، وهي ليست خطوة مدروسة، ولا في صالح الكيان الصهيوني”.

وأشار عز الدين إلى أن هنالك تيار داخل حكومة الاحتلال يعدّ أن دولة الاحتلال “ديمقراطية سكر زيادة”، وأنه يجب التوقف عن التساهل مع أعداء الدولة الصهيونية، وهؤلاء هم من يقفون خلف القرار، وهم يقلدون الأنظمة العربية التي أغلقت مكاتب الجزيرة.

المحور العربي

الكاتب والإعلامي نواف العامر يرى أن الاحتلال الصهيوني يفرض رقابة مشددة على الإعلام المجند لصالح رؤيته وروايته، وعليه فان التعامل مع قناة مثل قناة الجزيرة ملأت شهرتها الآفاق لا يعني سوى مزيد من التخبط والرعب تجاه وسائل الإعلام التي تشكل سلاحا لم تعتده قوات الاحتلال في مواجهاتها الدموية مع الفلسطيني على وجه الخصوص.

وتابع: “شكلت قناة الجزيرة أهم وسيلة في فضح ممارسات وانتهاكات الاحتلال وسلوكه الدموي إضافة لرفع الغطاء الإنساني الذي تتلفع به سلطات الاحتلال وبخاصة في سلسلة جرائم الحرب في قطاع غزة على مدار ثلاثة حروب”.

ويرى العامر أن الجزيرة شكلت دورا مهما في معركة القدس الأخيرة، وسلطت الأضواء على أدوات الجريمة في باحات القدس وحاراتها بجرأة مراسليها، والسياسة التحريرية التي انتهجتها.

وفي ظني؛ أكمل العامر، أن الهدف الصهيوني يلتقي مع أهداف محورية عربية سنية تلتقي في رؤيتها بحق الجزيرة الشاهد الشهيد على مسلسل وتفاصيل متوقعة، وربما ساحتها الرئيسة في قطاع غزة، وغير بعيد عنها تهويد القدس، وابتلاع الأرض، وتشريد مئات الآلاف من أحياء المدينة لخارجها.

وختم: “الاحتلال لا يحتاج لذرائع، لكن المطلوب من وسائل الإعلام الحرة والإعلاميين التكاتف وتقديم يد المساعدة ولو في حدها الأدنى مع الجزيرة رافعة الإعلام العربي الحر في زمان الغيبة والغيبوبة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات