جرح التطبيع

لم تجد المواعظ ولا سياسات الترغيب والترهيب، ومناشدة الضمائر والوجدان، والتذكير بجرائم العدو المستمرة، وعدوانه الآثم على القدس والأقصى، وعلى الشعب الشقيق، واستمر المطبعون، ونعني بعض التجار في مقارفة الإثم، وأكل المال السحت الحرام، ولم تجد فتاوى علماء المسلمين، ولجان مقاومة التطبيع، أذنا صاغية، ولم تقنع تحذيرات اتحاد المزارعين، من خطورة واستمرار هذا النفر في شراء الزيتون الأردني وتصديره إلى العدو، وخطورة هذا النهج، كونه يشكل انقلاباً على ثوابت الوطن، وأخلاق الأمة وموروثاتها، وتنكراً لحقوقها، وطعنة نجلاء في ظهر الأشقاء، المنغرسين في أرض وطنهم،الصامدين.. المقاومين بصدورهم العارية، رعاع المستوطنين،لحماية الأقصى، والحفاظ عليه شامخاً، طاهراً، وشوكة في حلق العدو الصهيوني.
إننا ونحن نتساءل.. ما العمل، بعد أن عاد هذا النفر، وفي بداية هذا الموسم، لعقد الصفقات مع المزارعين، لشراء محصولهم، وتصديره للعدو الصهيوني، ما يعني فشل كل الوسائل والأساليب السابقة؟؟ وفي هذا الصدد لا بد من التأشير على حقيقتين: الأولى: استمرار هذا النهج الخطير في الوقت الذي يعلن العدو، رفع وتيرة الاستيطان والتهويد واستباحة الأقصى، وخاصة بعد أن أعلن أن المسجد مقام على أرض إسرائيلية، وأن ساحاته ليست جزءاً منه؛ ما يعني العمل فوراً على تهويدها، من خلال إقامة الكنس والحدائق التوراتية.
الثانية: يصر هذا النفر من التجار على وضع رؤوسهم في الرمال حتى لا يرون ولا يسمعون ما يجري حولهم، ونذكرهم بقرار دول الاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا، برفض استيراد منتوجات المستوطنات، لأنها مقامة على أرض عربية محتلة.
هذا الاختراق الخطير يفترض أن يدفع الجميع للبحث عن أساليب وإجراءات فاعلة في ضوء فشل ما أشرنا إليه، وهذا يدعونا إلى أن نذكر جمعية حماية المستهلك بدورها، وندعوها إلى التنسيق مع لجان مقاومة التطبيع والصهيونية، وتوعية المواطنين بأهمية المقاطعة، وبخطورة استمرار تصدير الزيتون الأردني إلى العدو الصهيوني، واستمرار استيراد الخضراوات والفواكه “المانجا، الجزر، البطاطا، الأفوكادو …إلخ” وأخيراً البيض والدجاج.
ومن ناحية ندعو وزارة الزراعة إلى التدخل فوراً، ومنع تصدير الزيتون الأردني إلى العدو، وخاصة في هذا الموسم، لتراجع إنتاج المحصول هذا العام، ما يؤدي إلى ارتفاع فاحش في أسعار الزيت والزيتون، وهذا يسهم في زيادة معاناة المواطنين، الذين يعانون من جحيم الأسعار.
باختصار… “إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” ما يفرض على وزارة الزراعة والجهات المسؤولة ومؤسسات المجتمع المدني، التدخل لوقف هذا الاختراق المريع، والجرح البليغ، لأن مردود التطبيع والتجارة مع العدو يصب في تقوية المجهود العسكري العدواني، ليصب رصاصاً في صدور أهلنا الصامدين..
[email protected]
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...

القسام تبث مقطع فيديو لانطلاق سلسلة عمليات أبواب الجحيم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام مساء اليوم الأربعاء مشاهد مصورة ضمن سلسلة عمليات "أبواب الجحيم" شرق مدينة رفح....

الاحتلال يعترف بإصابة 4 من جنوده بانفجار عبوة ناسفة برفح
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت مصادر إسرائيلية، إن 4 جنود إسرائيليين أصيبوا اليوم الأربعاء، بانفجار عبوة ناسفة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت...

حماس تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مسلسل الإرهاب الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس، بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال "الإرهابية"، التي تمعن في ارتكاب...

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 32 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...