ملاك السلام وشياطين الحرب!
خلع البابا فرنسيس على «الرئيس الفلسطيني» محمود عباس،لقب «ملاك للسلام»، ومنحه قلادة ترمز إلى «ملاك السلام»، قائلاً «إن من المناسب(إهدائك هذه القلادة) لأنك ملاك للسلام». الفاتيكان كان اعترف رسمياً قبل أيامبالدولة الفلسطينية، ومن المنتظر أن يوقع الطرفان معاهدة بهذا الخصوص!
لا اعتراض على هذه «البركة» التي يمنحها البابا للرئيس،بلا رئاسة، ولا أرض، ولا سلطة، ولا اعتراض على اعترافه بدولة غير موجودة إلا علىالورق، فالدولة الفلسطينية قائمة في نفوس أصحابها، ولم تزل تقيم في وجدانهم، ولمتمت في أي لحظة كانت، وإحياؤهم ذكرى نكبتهم ونكستهم، تعبير لا تخطئه العين والقلب،أن فلسطين لم تمت، ولن تموت، بل سأجازف بالقول، أن من بدأ بالموت التدرجي والتآكل،تلك الفكرة الصهيونية التي قامت على أساسها مملكة إسرائيل الثالثة، ومن يحفر جيداًفي التغيرات التي بدأت تضرب هذه المملكة في عمق بنيتها، يدرك أنها تعاني من أعراضالشيخوخة المبكرة منذ سنوات خلت، وتزداد الأعراض ظهوراً، واستفحالاً كل عام، وأنمخزون القوة الهائلة التي تخزنها كل يوم، لن يزيد في عمرها، فهي كمن يحارب جيشاًمن النمل العنيد المنتشر في جميع أرجاء الجسد، بسلاح رشاش فتاك!
عباس رئيس بلا رئاسة فعلية، فقد سمعته غير مرة يقول، أنهبحاجة لإذن الاحتلال المباشر للانتقال من مكان لآخر، يعني لا رئيس ولا دولة ولا مايحزنون، (للعلم انتهت ولايته دستورياً كرئيس في 9 يناير/ شباط 2009 ) رغم أن عدد من «اعترف» بهذه الدولة الوهمية، يقال إنهيفوق عدد من يعترفون بمملكة إسرائيل، ومع هذا، جعل خياره الوحيد في استخلاص «حقه»وحق شعبه: التفاوض فقط، ولا شيء غيره، وأنا أعلم يقينا أنه يعلم أن هذا الطريقالذي سلكه لن يفضي إلى ما يريد، خاصة بعد ما يزيد عن عقدين من سنين طحن الماء، فماالذي يجعل هذا «الشيخ» الطاعن في الخبرة والسنين، مصراً على الإيمان بما لم يعديؤمن به أحد؟
عباس، ملاكسلام، وسط غابة من شياطين الحرب، فهو يعيش على أسنة حراب الاحتلال، الذي لم يكديبقي قطعة أرض فلسطينية صالحة للحياة الحقيقية، فماذا تفيده هذه «الملائكية» وعدوهوعدونا يزداد كل يوم توحشاً ويمينية وتطرفاً وجنوناً وشيطنة؟ يقول إنه لا خيارأمامه غير هذا، ونحن نقول، وهو يعرف قبلنا، أن ثمة خيارات كثيرة، ولكنه لا يريد،أو هو خائف من «تردي» الحال أكثر، فهل ثمة تردٍّ أكثر مما تردى إليه الحال؟
أذكر، من أقوال«ملاك السلام» المأثورة لرجال مخابراته: وأقول للمخابرات أي واحد بشوف أي واحدحامل صاروخ يضربه يقتله يطخه منيح هيك آه منيح يا فخامة الرئيس، رغم أن تلكالصواريخ «الخردة» كما وصفتها، هي ما أبقت عليك «رئيساً» حتى الآن، ولولاها لماكان ثمة «سلطة» أصلاً، فتلك الصواريخ هي من تعطيك «أهمية» عندهم، ولو لم تكن تلكالصواريخ، لما كنت!
يا ملاك السلام، إن لم تشأ أن تواجه شياطين الحربالملعونين، فهذا شأنك، ولكن أترك من يريد أن يستنقذ لك حقك وحق شعبك يعمل، وكفأيدي «شياطينك» عنهم!
والك تحياتي!
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
المرتزقة في جيش الاحتلال.. والدعم الغربيّ المباشر للعدوان على غزة
المركز الفلسطيني للإعلام كشفت العديد من التقارير الصحفية المنشورة خلال الأشهر الماضية، مشاركة الآلاف من المرتزقة من جنسيات مختلفة في صفوف جيش...
عدد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال منذ بداية العام يرتفع إلى 58 شهيدًا
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام ارتفع عدد الشهداء المحتجزين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى 58 شهيدًا منذ بداية العام، 10 منهم ارتقوا خلال شهر...
الإفراج عن 64 أسيرًا من غزة بينهم شهيدٌ وجريحٌ
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس عن 64 أسيرًا من قطاع غزة، بينهم شهيد وجريح. وقالت العلاقات العامة...
صحة غزة: حصيلة العدوان ترتفع إلى 34596 شهيدًا
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة في غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء بالقطاع إلى 34596، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء...
دعماً لفلسطين.. انتفاضة الطلاب تنتقل إلى الجامعات بريطانية
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام التحق عدد من الجامعات البريطانية بنظيرتها الأمريكية، وانضمت للحراك الطلابي العالمي الداعم لفلسطين، والمندّد بالحرب...
حماس تشيد بقرار كولومبيا وتدعو العالم لخطوات مماثلة بقطع العلاقات مع الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة حماس، بموقف الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الذي أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل". وقالت حماس في...
الآلاف يتظاهرون في نيويورك احتجاجاً على قمع اعتصام طلابي في جامعة كولومبيا
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام جابت تظاهرة حاشدة شوارع مدينة نيويورك الأمريكية، مساء الأربعاء، شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص، واتجهت المظاهرة صوب...