الأربعاء 07/مايو/2025

غزة: استهتار إسرائيلي بالسياسة المصرية

غزة: استهتار إسرائيلي بالسياسة المصرية

صحيفة العرب القطرية

في كلمته أمام مؤتمر القمة في الكويت وفي خطأ لغوي خلط الرئيس المصري حسني مبارك ما بين «المقاومة» و«المقاولة»، وإذا كانت تلك الهفوة غير مقصودة فإنها وصفت بشكل معبِّر الدور المصري في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، فمصر لم تكن شريكة في العدوان على القطاع، بل كانت واحدة من أدوات ذلك العدوان. ومع كل الأسف فإن القاهرة ارتضت لنفسها مكاناً دونياً في علاقاتها ب”إسرائيل”، وأصبحت كمن يدور في فلكها ويحقق لها مطالبها ورغباتها.

فتشبث القاهرة بإغلاق معبر رفح خلال المحرقة بذريعة عدم الوقوع بالفخ الإسرائيلي أو بحجة الالتزام باتفاقية المعابر والتي لم تكن مصر طرفاً فيها، واتهامها للمقاومة باستفزاز “إسرائيل” وبأن رفضها تجديد التهدئة هو ما تسبب في الكارثة.. أمثلة توضح الدور الخدماتي المصري لصالح المعتدي الإسرائيلي. ومع كل هذه الخدمات وجهت “إسرائيل” صفعة سياسية لمصر من خلال عقد ليفني اتفاقية مع كونداليزا رايس حول تهريب السلاح وتشديد المراقبة على حدود سيناء، في غياب كامل للطرف المصري وتجاهل لمصالحه وسيادته.

وحين أراد أبو الغيط الرد على تلك الإهانة قال مغضباً «إن تلك الاتفاقية لا تلزم مصر، فبإمكانهم الاتفاق حول ما يمكن أن يفعلوه في أعالي البحار وفي أدغال إفريقيا ولكن ليس على الحدود المصرية».

الرد المصري كان باهتاً وبارداً، فهو عدا عن كونه لفظياً من غير إجراءات عملية ومواقف جدية، فإنه اعتبر أن من حق “إسرائيل” التوغل في إفريقيا وهو ما يهدد الأمن القومي المصري. ويسلم ل”إسرائيل” بدور القوة الإقليمية الرئيسية في المنطقة.

آخر الصفعات السياسية الإسرائيلية لمصر ما أعلنه المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر، بأنه صادق على اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية مع مصر لضمان عدم تهريب الأسلحة إلى القطاع. وقالت مصادر إسرائيلية إن الإجراءات تتضمن إقامة نقاط تفتيش في سيناء، ومنع قوارب التهريب من أن ترسو في ميناء بورسعيد، فيما أشارت وسائل إعلام عربية أن عاموس جلعاد قد اتفق على تلك الإجراءات خلال محادثاته الأخيرة في القاهرة مع المسؤولين المصريين.

مصر والتي أحرجها الإعلان الإسرائيلي لم تجد بداً من النفي، غير أن نفيها أيضاً شابه وهن وضعف مزعج. فقد قال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي إن محادثات عاموس جلعاد بالقاهرة تركزت على ترتيبات التهدئة بغزة، وعلى المعابر وفتحها، وتأمين الحدود بناء على المبادرة المصرية، مشدداً على رفض بلاده السماح بوجود أي أجنبي على أراضيها. وألمح زكي إلى احتمال أن تكون التصريحات الإسرائيلية مجرد محاولات لكسب الجبهة الداخلية في “إسرائيل”، مشيراً إلى أن الحديث عن ذلك الاتفاق جاء مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية وانتهاء الحرب على قطاع غزة.

كان من المفترض بالقاهرة تقديم احتجاج ل”إسرائيل” على نشرها أخباراً غير صحيحة، والإعلان عن عدم الترحيب بعاموس جلعاد بمصر رداً على الاستهتار الإسرائيلي، غير أن القاهرة اكتفت بالتلميح على اعتبار أن الساسة الإسرائيليين يستخدمونها ومواقفها كوسائل انتخابية.

القاهرة والتي لا تجرؤ على الرد على الإساءات الإسرائيلية المتعددة، غير مؤهلة لتلعب دوراً وسيطاً في أية مصالحة فلسطينية. فهي تعادي المقاومة نهجاً وفكراً وسلوكاً، ولا تملك القدرة أو الرغبة أو الأمرين معاً في مواجهة الإملاءات الإسرائيلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...