الثلاثاء 13/مايو/2025

خسائر نتنياهو تتوالى

خالد معالي
لا يختلف اثنان على أن هيبة وغرور وعنجهية ” نتنياهو” قد وصلت الحضيض؛ بعد فشل أجهزة استخباراته المتطورة تكنولوجيا والتي تعد على الفلسطينيين أنفاسهم؛ في العثور على الجنود أو الثلاثة المفترض أسرهم بحسب الرواية (الإسرائيلية) منذ أكثر من 12 يوما دون طرف خيط، وتصريحات مسئولين وقادة الاحتلال صباح أمس تؤكد ذلك بقولهم: نتائج البحث حتى الآن هي صفر.

“نتنياهو” كان قد صرح قبل يومين من انه سيقدم أدلة على وقوف حركة حماس خلف عملية الأسر المفترضة؛ إلا انه وحتى اللحظة لم يبرز أي دليل يذكر، وهو ما زال يتخبط، وهذا يعد انتصارا للآسرين المفترضين من الناحية الأمنية؛ ليتفوق الحس الأمني لديهم على أقوى جهاز استخبارات في المنطقة؛ لأنهم بكتمانهم الشديد؛ منعوا طرف خيط من المعلومات يمكن أن يبني عليه “نتنياهو” في الوصول إليهم.

يلاحظ أن حركة ونشاط المستوطنين قد خفت بعد عملية الاسر المفترضة، داخل قرى وبلدات الضفة الغربية، وان المستوطنين بدؤوا يشعرون بالثمن الباهظ الذي سيدفعونه في حالة إصرارهم على الاستيطان في الضفة الغربية.
يسجل للآسرين المفترضين كسر حالة الجمود والركود، ولقنت “نتنياهو” درسا بليغا من أن الفلسطينيين يملكون قوة برغم حالة الضعف الظاهرة، ويملكون بدائل كثيرة وموجعة عن خيار المفاوضات التي تسببت بتسارع غول ووحش الاستيطان بشكل كبير، وان الفلسطيني لا يقبل الذل والعبودية.

مسحت عملية الأسر صدى القلوب والنفوس، وأيقظت الحس الوطني خاصة لدى الجيل الصاعد؛ بعدما اخذ غفوة طالت لعدة سنوات؛ كان المستوطن فيها يسرح ويمرح في الضفة الغربية دون حسيب أو رقيب بتشجيع من “نتنياهو” عبر سياساته الاستيطانية.

تشير تقديرات قادة الاحتلال إلى أن الآسرين تعلموا كثيرا هذه المرة من أخطاء المقاومة الفلسطينية السابقة؛ حيث كان التباهي وإظهار البطولة والتفاخر بالقيام بأي عملية حتى قبل نضوجها هو ديدن المقاومة، ليفشلوا لاحقا؛ إلا أن هذه المرة لا يوجد تبنٍّ ولا أي صوت ظاهر لهم؛ ويبدو أنهم يتبعون استراتيجية أمنية جديدة تعتمد الكتمان المطبق وهو ما يقلق “نتنياهو” بشكل كبير.

الاستهتار الأمني والمفاخرة كانا سببا لتقديم معلومات مجانية وثمينة للاحتلال خلال الانتفاضتين، وطوال مراحل النضال الفلسطيني؛ بتحديد الجهة التي قامت بالعمل المقاوم بشكل مجاني وسريع، وإراحة الاحتلال من مشقة البحث؛ ودفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا نتيجة لها؛ والآن تشير تقديرات الاحتلال إلى أن الخاطفين تعلموا الدرس جيدا.

إن صح أن ما جرى عملية أسر – وليست فبركة من “نتنياهو” – فان الحس الأمني لدى الخاطفين جعل “نتنياهو” في حيرة، وتفوق عليه وعلى مخابراته، حيث يتمنى الاحتلال خطأ بسيطا من الآسرين على شاكلة اتصال هاتفي ..

هناك من الفلسطينيين من يقول إن العملية مفبركة، وهناك من يقول إنها حقيقية؛ لكن الجهتين تتفقان على أنها أدخلت الفرحة لهم؛ وجعلت الشعب الفلسطيني يشعر بالزهو والقوة والخروج من حالة الضعف والإذلال، برغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة بعد الخطف، وقتله للأطفال بدم بارد؛ والتي هي أصلا لم تتوقف قبل الخطف؛ بل زادت وتيرتها؛ ولنتأمل في خشية “نتنياهو” من تصعيد الأوضاع خلال شهر رمضان؛ فهو يريد احتلالا مريحا بلا ثمن، وبلا ضجيج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات