خسائر نتنياهو تتوالى

“نتنياهو” كان قد صرح قبل يومين من انه سيقدم أدلة على وقوف حركة حماس خلف عملية الأسر المفترضة؛ إلا انه وحتى اللحظة لم يبرز أي دليل يذكر، وهو ما زال يتخبط، وهذا يعد انتصارا للآسرين المفترضين من الناحية الأمنية؛ ليتفوق الحس الأمني لديهم على أقوى جهاز استخبارات في المنطقة؛ لأنهم بكتمانهم الشديد؛ منعوا طرف خيط من المعلومات يمكن أن يبني عليه “نتنياهو” في الوصول إليهم.
يلاحظ أن حركة ونشاط المستوطنين قد خفت بعد عملية الاسر المفترضة، داخل قرى وبلدات الضفة الغربية، وان المستوطنين بدؤوا يشعرون بالثمن الباهظ الذي سيدفعونه في حالة إصرارهم على الاستيطان في الضفة الغربية.
يسجل للآسرين المفترضين كسر حالة الجمود والركود، ولقنت “نتنياهو” درسا بليغا من أن الفلسطينيين يملكون قوة برغم حالة الضعف الظاهرة، ويملكون بدائل كثيرة وموجعة عن خيار المفاوضات التي تسببت بتسارع غول ووحش الاستيطان بشكل كبير، وان الفلسطيني لا يقبل الذل والعبودية.
مسحت عملية الأسر صدى القلوب والنفوس، وأيقظت الحس الوطني خاصة لدى الجيل الصاعد؛ بعدما اخذ غفوة طالت لعدة سنوات؛ كان المستوطن فيها يسرح ويمرح في الضفة الغربية دون حسيب أو رقيب بتشجيع من “نتنياهو” عبر سياساته الاستيطانية.
تشير تقديرات قادة الاحتلال إلى أن الآسرين تعلموا كثيرا هذه المرة من أخطاء المقاومة الفلسطينية السابقة؛ حيث كان التباهي وإظهار البطولة والتفاخر بالقيام بأي عملية حتى قبل نضوجها هو ديدن المقاومة، ليفشلوا لاحقا؛ إلا أن هذه المرة لا يوجد تبنٍّ ولا أي صوت ظاهر لهم؛ ويبدو أنهم يتبعون استراتيجية أمنية جديدة تعتمد الكتمان المطبق وهو ما يقلق “نتنياهو” بشكل كبير.
الاستهتار الأمني والمفاخرة كانا سببا لتقديم معلومات مجانية وثمينة للاحتلال خلال الانتفاضتين، وطوال مراحل النضال الفلسطيني؛ بتحديد الجهة التي قامت بالعمل المقاوم بشكل مجاني وسريع، وإراحة الاحتلال من مشقة البحث؛ ودفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا نتيجة لها؛ والآن تشير تقديرات الاحتلال إلى أن الخاطفين تعلموا الدرس جيدا.
إن صح أن ما جرى عملية أسر – وليست فبركة من “نتنياهو” – فان الحس الأمني لدى الخاطفين جعل “نتنياهو” في حيرة، وتفوق عليه وعلى مخابراته، حيث يتمنى الاحتلال خطأ بسيطا من الآسرين على شاكلة اتصال هاتفي ..
هناك من الفلسطينيين من يقول إن العملية مفبركة، وهناك من يقول إنها حقيقية؛ لكن الجهتين تتفقان على أنها أدخلت الفرحة لهم؛ وجعلت الشعب الفلسطيني يشعر بالزهو والقوة والخروج من حالة الضعف والإذلال، برغم اعتداءات الاحتلال المتواصلة بعد الخطف، وقتله للأطفال بدم بارد؛ والتي هي أصلا لم تتوقف قبل الخطف؛ بل زادت وتيرتها؛ ولنتأمل في خشية “نتنياهو” من تصعيد الأوضاع خلال شهر رمضان؛ فهو يريد احتلالا مريحا بلا ثمن، وبلا ضجيج.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

6 شهداء وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 6 شهداء على الأقل، وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة، فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر شن طائرات الاحتلال...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...