ليبرمان وبيت حانون

صحيفة الخليج الإماراتية
لا علاقة لأفيغدور ليبرمان بالمذبحة المتواصلة في شمال قطاع غزة إلا بمقدار علاقة كل وزير في عصابة إيهود أولمرت الحاكمة في تل أبيب بها، وإن استأثر في الأيام الماضية بنعوت اليمينية المتطرفة بمناسبة انضمامه إلى العصابة المذكورة، ف “غيوم الخريف” في بيت حانون وحواليها موصولة ب “أمطار الصيف” وكل جرائم القتل والاغتيال والقصف وهدم المنازل والاستهداف العشوائي للفلسطينيين التي ما توقفت حكومة أولمرت يوما عن إطلاق يد الجيش “الإسرائيلي” لاقترافها.
ولأن الأمر كذلك، يَحسن ألا نغفل عن هذه المسلّمة، على الأقل لئلا يحسب أولمرت نفسه الأم تيريزا ونحن ننخرط في لعن فاشية ليبرمان وقد صار وزيراً ونائباً لرئيس الحكومة وزميلاً لعمير بيرتس الذي وعد ناخبيه بأن يتسلم وزارة اجتماعية، ثم صار مجرم حرب في لبنان وغزة .
لا تندرج محدلة القتل في قطاع غزة، وقد انضم فيها نحو 50 شهيداً في الأيام ال 5 الماضية إلى أكثر من 300 قضوا في 5 شهور فقط، فيما هو استراتيجي، إنها مجرد أحد واجبات “جيش الدفاع” في حماية “الإسرائيليين” من صواريخ “الإرهابيين”. ولذلك لا تنال من وقت ليبرمان شيئاً، وهو الذي بات يتولى مسؤولية “الشؤون الاستراتيجية” في الحكومة، مثل البرنامج النووي الإيراني وتزايد العرب في الدولة التي يجب أن تكون “يهودية نقية” وتسلح مصر الذي قد يستوجب الرد عليه ضرب السد العالي. وفي البال أن هذه المسؤوليات هي من قضاياه الشخصية أصلاً، وكان قد طالب بتدمير السلطة الفلسطينية وضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، وانسحب من “ليكود” الذي “يتساهل” بشأن أمن “إسرائيل”، وسخر مرات من أي “هرطقة” تأتي على موضوعي القدس واللاجئين واتفاق أوسلو وما شابه من “بدع” .
العدوان المتواصل على بيت حانون امتداد لسياسة عسكرية لم يجهر أي من وزراء أولمرت بغيرها، قبل وبعد أن تسلمت الحكومة الفلسطينية “حماس” المطالَبة باحترام الاتفاقات السابقة التي يعمل الائتلاف الحاكم في “إسرائيل” على إقامة حقائق جديدة تلغيها. ولهذا يصير توزير ليبرمان تفصيلاً طبيعياً، وفزع المعلقين العرب منه نافلاً، وصمت المسؤولين العرب حكيماً(!)، لا سيما وأن هذا “المخلوق الخطير” بحسب نبيل شعث لا فضّ فوه تولى وزارتين في مرتين سابقتين ولم يُصَب الفلسطينيون بغير المقدّر والمكتوب .
يفتتح وزير الشؤون الاستراتيجية “الإسرائيلية” المرّة الجديدة باقتراحين، يقضي الأول بالبحث عن عقلاء فلسطينيين (يقصد عملاء) ليتولوا سلطة مسؤولة في الضفة الغربية وقطاع غزة قادرة على الإمساك بزمام الأمور، كما فعل الروس في الشيشان. أما عرب “إسرائيل” فنموذج قبرص هو الحل بشأنهم، انفصل اليونانيون عن الأتراك فتحقق السلام والأمن. لم يقترح شيئاً فيما يتعلق بفلسطينيي بيت حانون وحواليها، لأنه لا يجوز أن يدسّ أنفه بهذا الأمر غير الاستراتيجي، كما أنه شرح لخافيير سولانا أن برنامجه أكثر شمولية من أي برامج أخرى .
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...

جماعة أنصار الله: واشنطن تجاهلت تحذيراتنا لأنها لا تأبه بحياة الصهاينة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت جماعة أنصار الله اليمنية، الأحد، إن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تأبه بحياة الإسرائيليين رغم توجيه تحذير لها...

مدير المستشفيات الميدانية بغزة: المجاعة قادمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة بقطاع غزة، مروان الهمص، إن أغلب سكان قطاع غزة يعيشون تجويعاً ينفذه...

إصابة 43 فلسطينيًا باقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 3 فلسطينيين بينهم طفل، برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي و40 آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، إثر اقتحام...