الأحد 04/مايو/2025

ليبرمان وبيت حانون

ليبرمان وبيت حانون

صحيفة الخليج الإماراتية

لا علاقة لأفيغدور ليبرمان بالمذبحة المتواصلة في شمال قطاع غزة إلا بمقدار علاقة كل وزير في عصابة إيهود أولمرت الحاكمة في تل أبيب بها، وإن استأثر في الأيام الماضية بنعوت اليمينية المتطرفة بمناسبة انضمامه إلى العصابة المذكورة، ف “غيوم الخريف” في بيت حانون وحواليها موصولة ب “أمطار الصيف” وكل جرائم القتل والاغتيال والقصف وهدم المنازل والاستهداف العشوائي للفلسطينيين التي ما توقفت حكومة أولمرت يوما عن إطلاق يد الجيش “الإسرائيلي” لاقترافها.

ولأن الأمر كذلك، يَحسن ألا نغفل عن هذه المسلّمة، على الأقل لئلا يحسب أولمرت نفسه الأم تيريزا ونحن ننخرط في لعن فاشية ليبرمان وقد صار وزيراً ونائباً لرئيس الحكومة وزميلاً لعمير بيرتس الذي وعد ناخبيه بأن يتسلم وزارة اجتماعية، ثم صار مجرم حرب في لبنان وغزة .

لا تندرج محدلة القتل في قطاع غزة، وقد انضم فيها نحو 50 شهيداً في الأيام ال 5 الماضية إلى أكثر من 300 قضوا في 5 شهور فقط، فيما هو استراتيجي، إنها مجرد أحد واجبات “جيش الدفاع” في حماية “الإسرائيليين” من صواريخ “الإرهابيين”. ولذلك لا تنال من وقت ليبرمان شيئاً، وهو الذي بات يتولى مسؤولية “الشؤون الاستراتيجية” في الحكومة، مثل البرنامج النووي الإيراني وتزايد العرب في الدولة التي يجب أن تكون “يهودية نقية” وتسلح مصر الذي قد يستوجب الرد عليه ضرب السد العالي. وفي البال أن هذه المسؤوليات هي من قضاياه الشخصية أصلاً، وكان قد طالب بتدمير السلطة الفلسطينية وضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، وانسحب من “ليكود” الذي “يتساهل” بشأن أمن “إسرائيل”، وسخر مرات من أي “هرطقة” تأتي على موضوعي القدس واللاجئين واتفاق أوسلو وما شابه من “بدع” .

العدوان المتواصل على بيت حانون امتداد لسياسة عسكرية لم يجهر أي من وزراء أولمرت بغيرها، قبل وبعد أن تسلمت الحكومة الفلسطينية “حماس” المطالَبة باحترام الاتفاقات السابقة التي يعمل الائتلاف الحاكم في “إسرائيل” على إقامة حقائق جديدة تلغيها. ولهذا يصير توزير ليبرمان تفصيلاً طبيعياً، وفزع المعلقين العرب منه نافلاً، وصمت المسؤولين العرب حكيماً(!)، لا سيما وأن هذا “المخلوق الخطير” بحسب نبيل شعث لا فضّ فوه تولى وزارتين في مرتين سابقتين ولم يُصَب الفلسطينيون بغير المقدّر والمكتوب .

يفتتح وزير الشؤون الاستراتيجية “الإسرائيلية” المرّة الجديدة باقتراحين، يقضي الأول بالبحث عن عقلاء فلسطينيين (يقصد عملاء) ليتولوا سلطة مسؤولة في الضفة الغربية وقطاع غزة قادرة على الإمساك بزمام الأمور، كما فعل الروس في الشيشان. أما عرب “إسرائيل” فنموذج قبرص هو الحل بشأنهم، انفصل اليونانيون عن الأتراك فتحقق السلام والأمن. لم يقترح شيئاً فيما يتعلق بفلسطينيي بيت حانون وحواليها، لأنه لا يجوز أن يدسّ أنفه بهذا الأمر غير الاستراتيجي، كما أنه شرح لخافيير سولانا أن برنامجه أكثر شمولية من أي برامج أخرى .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات