زيارة البابا والتهويد

صحيفة البيان الإماراتية

قبل أيام من زيارة بابا الفاتيكان لمدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام لم تكف سلطات الاحتلال الإسرائيلي في «الدولة اليهودية» عن اعتداءاتها على ما هو مدني وديني إسلامي أو مسيحي في مدينة «القدس» فقط، بل أيضاً تنتقل باعتداءاتها الخارجة عن القانون الدولي والإنساني إلى بيت لحم أيضاً!

جرائم “إسرائيل” وتحديها للقرارات والقانونين الدولية تضع حلفاءها في مأزق وتحرج المتواطئين مع احتلالها وعدوانها إلى الحد الذي جعلها الآن عرضة للملاحقة بالإدانات والاتهامات والمحاكمات العربية والإسلامية، والدولية أيضاً!

فبعد التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق التي شكلتها الأمم المتحدة والذي يدين بعض جرائم “إسرائيل” خلال عدوانها اللاإنساني على غزة، وبعد إدانات الجرائم والانتهاكات الصهيونية لتهويد القدس تحدياً لكل القرارات الدولية الخاصة بالأراضي العربية المحتلة، والاعتداءات المتعددة الأشكال ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة..

صدر تقرير آخر عن المنظمة الدولية يكشف أن الاحتلال العسكري الإسرائيلي المحيط بمدينة بيت لحم يعرقل نمو المدينة ويقوض اقتصادها ويقضي على مستقبلها، وقال التقرير: «إن ثلاث عشرة بالمائة فقط من إجمالي أراضي بيت لحم هي التي ما زالت مفتوحة للاستخدام من قبل الفلسطينيين، الأمر الذي يحدُّ بشكل بالغ من عملية تنمية وتطوير المنطقة».

وأكد التقرير الأممي «أن المستوطنات الإسرائيلية وجدار الفصل (العنصري) في الضفة الغربية والمناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية كلها عوامل تحدُّ من تطوير المدينة التي تحتل مكانة هامة لدى المسيحيين في كافة أنحاء العالم، كونها مهد السيد المسيح.

وأن هذه الممارسات الصهيونية قد قلَّصت إلى حد كبير مساحات الأراضي المُتاحة أمام سكان بيت لحم، الأمر الذي يعرِّض للخطر عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية في المدينة»، الأمر الذي دفع الصحف البريطانية كالجارديان لانتقاد هذه الممارسات مؤيدة إرغام “إسرائيل” على وقف بناء الجزء المتبقي من الجدار العازل وفتح المناطق العسكرية المغلقة وتجميد الأنشطة الاستيطانية، طبقا لخارطة الطريق الأميركية، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف ليبرمان يستوطن في «نكديم» إحدى المستوطنات المجاورة لبيت لحم شرقي الجدار العازل، والتي تعزل بيت لحم عن أراضي الضفة.

فيما كشفت صحيفة الاندبندنت أن معاناة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية التي لم يرها البابا السابق خلال زيارته السابقة، لن يراها بابا الفاتيكان بندكتوس السادس عشر أيضاً خلال زيارته اللاحقة إلى مدينة بيت لحم، وتلتقط الصحيفة البريطانية المستقلة مشهد طابور من الفلسطينيين في مدينة بيت لحم، ينتظرون في ساعات الفجر الأولى أن تسمح لهم إحدى نقاط التفتيش الإسرائيلية بالتوجه إلى القدس من أجل مزاولة أعمالهم.

وهذا أمر غير متاح لفلسطينيي غزة. قائلة إن «بابا الفاتيكان سيعبر هو الآخر على امتداد الجدار ليدخل المدينة المقدسة هذا الأسبوع، ولكنه حتما لن يرى هذا المشهد. فسيكون العمال قد عبروا والباعة قد انفضوا، ولو أنه بكر بالزيارة ساعتين لوقف عند المعاناة اليومية التي يعيشها أكثر من ألفي فلسطيني في الضفة الغربية في الأيام التي لا تقرر فيها “إسرائيل” إغلاق المعابر».

وإنه «حتى في صفوف المسيحيين الفلسطينيين لا توجد إشارة بأن زيارة البابا ستغير من الأوضاع شيئاً». فإن «الإسرائيليين سيحشدون دعايتهم الزائفة كما يفعلون مع غيره من الزوار الأجانب».!

هذا في الضفة الغربية وفي المدن المقدسة بينما في غزة فمازال الشعب الفلسطيني محاصر وبيوته مدمرة والمعابر مغلقة والسجن الكبير أصغر من الاتساع لمليون ونصف إنسان يعاني العدوان والخوف والجوع بظلم العالم!

[email protected]