فصائل: إجراء الانتخابات دون توافق أضاع فرصة تاريخية لإنهاء الانقسام

أجمع قادة فصائل وقوى وطنية فلسطينية أن قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بإجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون قطاع غزة، أضاع فرصة تاريخية لترميم البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام الداخلي.
وأكد هؤلاء خلال ورشة عمل نظمتها حركة الأحرار الفلسطينية بعنوان “الأبعاد والمخاطر السياسية من إجراء الانتخابات البلدية دون توافق وطني”، أن قرار الحكومة والسلطة في رام الله، سيكرس الانقسام الفلسطيني، ويعمل على زيادة الفرقة الداخلية والعمل لصالح الحزب الواحد “والعقلية الانفرادية”.
ودعا قادة الفصائل خلال الورشة إلى تهيئة الأجواء السياسية والقانونية والاجتماعية والأمنية قبل إجراء الانتخابات البلدية، والعمل على توحيد البيت الداخلي الفلسطيني وتوحيد الأولويات الفلسطينية.
أجواء غير مهيأة
بدروه رأى القيادي في حركة الأحرار الفلسطينية ياسر خلف، أن إجراء الانتخابات في الضفة الغربية دون قطاع غزة، سيحقق مزيدًا من الألم لأهل غزة، متسائلاً: “هل الأجواء في الضفة الغربية مهيأة لإجراء هذه الانتخابات؟!”.
وقال خلف: “أعتقد أنها غير مهيأة في ظل تغييب القيادات الفلسطينية، وانتهاك القانون بتشكيل محكمة للانتخابات، إضافة إلى الملاحقة الأمنية للأسرى المحررين، والطلاب والكوادر الفصائلية”.
وبين القيادي في حركة الأحرار أن السلطة الفلسطينية لن تسمح بممارسة حق الانتخابات للكل الفلسطيني؛ لأنها تريد فوز حركة فتح، وفق قوله.
ويوافق القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان الرأي ما قاله خلف، مؤكدًا أن اتخاذ الرئيس عباس ورئيس حكومته رامي الحمد الله قرار الانتخابات كرّس الانقسام الفلسطيني، ويساعد في تقسيم الوطن.
بدوره دعا القيادي في حركة الأحرار إلى وحدة وطنية تمارس الدور الحقيقي في تهيئة الأجواء وتوحيد الأولويات الفلسطينية، ثم التوجه لتشكيل حكومة وحدة وطنية لتمارس مهامها، والعمل على انتخابات شاملة وعامة، والدعوة إلى عقد لقاء وطني واسع لمواجهة هذا القرار، لرفع الغطاء الوطني عن حكومة الحمد الله التي تعمل لصالح حزب لا لصالح وطن.
فرصة تاريخية
وقال رضوان خلال كلمته إن العقلية الانفرادية التي يتعامل بها عباس والحمد الله أضاعت فرصة تاريخية لترميم البيت الفلسطيني، خاصة أن الانتخابات كانت مدخلاً طبيعيًّا لترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق الديمقراطية التي نؤمن بها ونجريها في مؤسساتنا الداخلية.
وأضاف أن إجراء الانتخابات في الضفة الغريبة وحدها في ظل المرحلة العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتحديات التي تواجه الشعب والقضية الفلسطينية من استمرار الاستيطان وتهويد القدس والحصار على غزة، واستكمال الكيان الصهيوني مشاريعه الصهيونية، “يزيد الوضع الفلسطيني تأزمًا” على الصعيد المحلي والدولي الداعم للاحتلال.
وأشار القيادي في حماس إلى أن حركته لم تعلم بالقرار الأول لإجراء الانتخابات وصدر دون توافق فلسطيني، موضحًا أنه “رغم ذلك حماس قبلت الدخول في العملية الانتخابية، التي أُفشلت بعد الوصول فيها لمراحل متقدمة”.
ودعا رضوان إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقات الفلسطينية وبقانون 2005، والعمل على بيئة سياسية تحترم ميثاق الشرف الموقع بين الفصائل الفلسطينية، محذرًا من العقلية الانفرادية التي لا تؤمن بالشراكة الوطنية، في ظل ما تواجهه القضية الفلسطينية من مشاريع التقسيم والتوطين.
وتساءل: “عباس لا يقبل أن تكون حماس شريكة في الانتخابات، فكيف يريد أن تكون شريكة في الوطن وصناعة القرار؟”.
وأكد رضوان ضرورة توفير أجواء سياسة وأمنية وقانونية تؤمن بفكر الشراكة والعمل على مغادرة مربع التفرد واستعادة الوحدة لمجابهة المخاطر التي تحاك للقضية الفلسطينية، مطالبًا السلطة بوقف الملاحقات الأمنية في الضفة الغربية ضد أنصار حماس والتي أفشلت العملية الانتخابية.
وأكد رضوان أن البيئة القانونية باتت غير مناسبة بفعل مرسوم رئيس السلطة عباس بتشكيل محكمة للانتخابات، والذي يعدّ إلغاءً لقانون الانتخابات عام 2005.
من جانبه، عبر أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن تفاجؤ حركته من قرارات عباس، كما تفاجأت الفصائل الفلسطينية كافة، مؤكدًا أنه نابع عن قرار رئاسي بعدم وجود شراكة وطنية منذ البداية.
وأكد المدلل خلال كلمته أن الوضع السياسي والأمني والاجتماعي يرفض حدوث الانتخابات في الفترة الحالية التي تعمل على تكريس الانقسام، داعيًا إلى أن تكون الأولوية للوحدة الوطنية، وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية لتكون الوعاء الجامع للكل الفلسطيني.
أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسامة الحج أحمد، فقد وصف قرار إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية دون القطاع غزة، بالخطير جدًّا، مبينًا أن حركته درست القرار وقررت المشاركة في الانتخابات.
وأكد الحج أحمد، ضرورة وجود توافق وطني لإجراء الانتخابات، قائلاً: “هو العنوان الوحيد لأي قرار فلسطيني لمواجهة المخاطر المحدقة بالقضة الفلسطينية”.
وأضاف: “قرار المشاركة وعدم مقاطعتها يعني الاستمرار في الحوارات لإجراء انتخابات في غزة مع الفصائل والرئيس، وإفشال كل العقبات التي كانت وراء إفشال الانتخابات سابقًا، والعمل على استعادة الوحدة الوطنية، لتحقيق أي إنجاز فلسطيني”.
ودعا القيادي لإنهاء اتفاق أوسلو وإلغاء المفاوضات التي تعطي الاحتلال شرعية لما يقوم به بحق الفلسطينيين، والعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي.
بدوره رأى نائل أبو عودة القيادي في حركة المجاهدين الفلسطينية أن قرار إجراء الانتخابات يترتب عليه العديد من المخاطر والتي أبرزها تكريس لحالة الانقسام وعدم إعطاء الأولوية لترتيب البيت الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الهيئات الإسلامية في القدس: حفريات الاحتلال قرب الأقصى انتهاك صارخ وخطير
المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت الهيئات الإسلامية في مدينة القدس في بيان أعمال الحفر والتوسعة التي أجرتها طواقم بلدية الاحتلال الإسرائيلي في "حوش...

شهيد بقصف الاحتلال مركبة بصيدا جنوب لبنان
المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية صيدا جنوب لبنان. وأفادت الوكالة...

تفجير حقل ألغام .. القسام يوقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح شرقي خانيونس
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، تفجير حقل ألغام في قوة صهيونية شرقي خانيونس، وإيقاعها...

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...