الجمعة 09/مايو/2025

فلسطين دولة لا محالة

فلسطين دولة لا محالة

حالالقضية الفلسطينية في الخارج أفضل منها في الداخل؛ فبينما تصارع القوى السياسيةعلى الساحة الفلسطينية للتغلب على انقساماتها وخلافاتها، بدأ العالم الخارجي ينظربتقدير لنضال الشعب الفلسطيني، وحقه في التخلص من الاحتلال وبناء الدولة المستقلة.

بريطانياالتي لعبت دور القابلة في ولادة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين، تسعى وبعد نحو100 عام على وعد بلفور المشؤوم، إلى التكفير عن خطيئتها التاريخية بحق الشعبالفلسطيني. تصويت مجلس العموم البريطاني لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، وعلى رمزيته،يجسد لحظة تاريخية مهمة في مسيرة الفلسطينيين من أجل التحرر والاستقلال.

لمينس العالم فلسطين وقضية شعبها العادلة، وسط أهوال المنطقة وانشغالاتها بالحرب علىالإرهاب. لا بل إن ما تشهده المنطقة من ويلات، أيقظ ضمير دول كثيرة، بدأت تدركالترابط الموضوعي بين التطرف والظلم الواقع على الشعب الفلسطيني؛ فقد ثبت بالوجهالقطعي أن غياب العدالة في فلسطين هو المولد الرئيس للعنف والتطرف في المنطقة.

وفيأوروبا على وجه الخصوص، بدأت دول عديدة بالتململ من وضع “إسرائيل” كدولةفوق القانون؛ يحق لها ارتكاب ما يحلو لها من الجرائم، بدعوى أن الآخر إرهابي يقوضالسلم العالمي. لم يعد هذا المنطق مستساغا في الغرب؛ فثمة شعور متزايد بأن سياسات “إسرائيل”الرافضة للسلام القائم على قرارات الشرعية الدولية، هي لب المشكلة في المنطقة.

السويدكانت أول دولة تطلق صرخة التمرد على السياسة القديمة للغرب، تبعتها بريطانيا، وهاهي فرنسا تمهد لخطوة مماثلة تعترف بموجبها بفلسطين دولة.

عقدالدعم الأوروبي الذي كان يطوق عنق “إسرائيل” ويمنحها القوة والأمان،ينفرط تدريجياً. وقد لا نطوي العقد الثاني من الألفية الجديدة، إلا وتكون معظمالدول الغربية قد اعترفت بدولة فلسطين.

ستصبحالدولة الفلسطينية في غضون سنوات قليلة أمراً واقعاً، وأقوى من “الفيتو”الأميركي في مجلس الأمن. ما يزيد على 130 دولة في العالم ستتعامل مع فلسطين بوصفهادولة، تقع تحت الاحتلال. هذا تطور تاريخي وانتصار لقضية الشعب الفلسطيني، لا يمكنل”إسرائيل” وأميركا تجاهله. بعدها، لن يكون أمام الاحتلال الإسرائيلي منخيار سوى الرحيل.

ليسمهما اليوم قول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بأن تصويت مجلس العموم لنيغير سياسة حكومته تجاه النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي. المهم أن ممثلي الشعبالبريطاني قد صوتوا بأغلبية ساحقة إلى جانب الاعتراف بدولة فلسطين.

تصويترمزي؟ هذا صحيح. لكن قيمته الحقيقية في رمزيته التاريخية. فالفلسطينيون اليوم ليسلديهم دولة بالفعل، ولن يكونوا كذلك قبل رحيل الاحتلال. لكن عند اللحظة التي تعترففيها الأغلبية الساحقة من شعوب العالم بدولة فلسطين، لن يعود للاحتلال قيمة أومعنى؛ لأن الدولة الفلسطينية تكون قد قامت بالفعل.

يفاخرالإسرائيليون بالقول إنهم لم يحتاجوا لأكثر من ثلاثين عاما بعد “وعدبلفور” ليقيموا دولتهم الغاصبة. الشعب الفلسطيني سيفتخر بعد سنوات بكسر الرقمالقياسي الصهيوني بعد “وعد” مجلس العموم البريطاني؛ عندما يعلن العالمكله الاعتراف بدولة فلسطين قريباً.

 صحيفة الغد الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...