مازن بدوي.. دينامو الأنفاق الذي رحل خادماً لأهله ووطنه
كعادته مع كل صباح، وبرفقة نسمات الفجر النقية، يستيقظ الشاب مازن يوسف بدوي (29 عاماً)، ليصلي الفجر في جماعة، ويتوجه لعمله المفضل، حيث الخلوة في باطن الأرض ليحفر الأنفاق مستعداً لمواجهة الجيش الصهيوني، في أي لحظة تنذر بذلك.
الشاب بدوي والذي تمنى الشهادة، منذ صغره، حيث تميز على رفاقه، ليلتحق بالعمل في صفوف كتائب القسام مع بداية انتفاضة الأقصى، ليبدع في دوراته ومحاضراته المختلفة وليكون من أوائل من التحقوا بسلاح المدفعية بكتيبة الزيتون، لما يتصف به من سرية وكتمان.
العمل في الأنفاق
ومع عمل الشهيد في سلاح المدفعية والذي أبدع في استخدامه، أحب العمل في الأنفاق ليكون أحد الجنود والمقاتلين الذين يحفرون بأظفارهم أنفاق المقاومة الهجومية، وأنفاق الصواريخ المتطورة، ليطلق عليه إخوانه لقب “دينامو الأنفاق”.
وتوفي الشاب بدوي من حي الزيتون بمدينة غزة، مساء الخميس الماضي، بعد أن أنهى عمله في حفر الأنفاق بنصف ساعة، ليعود لبيته لخدمة أهله عصر ذلك اليوم، ليسقط من فوق سطح البيت أثناء إصلاحه للسخان الكهربائي، ليلقى ربه بعد مسيرة طويلة من العطاء التضحية.
ويقول رفيق درب الشهيد أبو مالك لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن إخوانه كانوا اذا استصعب عليهم شيء في حفر الأنفاق استدعوا الشاب مازن، صاحب القامة الطويلة، والجسم القوي، ليلقبوه بـ “دينامو وباقر الأنفاق”، ليكون أحد حافري الأنفاق المميزين نهاراً، ويكمن في مرابض الصواريخ ليلاً.
محاولات الاغتيال
وتعرض المجاهد القسامي مازن لمحاولات الاغتيال عدة مرات، أثناء قيامه بمهام إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، ليرتقي من يكون برفقته، ويبقى هو يكمل المسير على خطاهم، حسبما يقول رفيقه.
ويوضح المجاهد أن مازن خاض ثلاثة حروب، متتالية، قدم فيها كل الجهد في مواجهة الأعداء، وكان أبدع الشاب، قدم روحه في طريق العزة والكرامة وطريق الدفاع والتصدي لمن يحاول اغتصاب هذه الأرض المقدسة.
ويقول رفيقه: “رحل مازن إلى ربه بعد حياةٍ مباركةٍ حافلةٍ بالعطاء والجهاد والتضحية والرباط في سبيل الله، لنحسبه من الشهداء الأبرار الأطهار ولا نزكي على الله أحداً”.
وبثت كتائب القسام مقطع فيديو للشهيد خلال حفل تأبينه، حيث كان له بصمات واضحة في إطلاق دفعة كاملة من الصواريخ المتطورة، خلال معركة العصف المأكول، عدا عن وجود بصمات مميزة في الحروب التي تعرض لها قطاع غزة، بإطلاقه الصواريخ وقذائف الهاون، على المستوطنات والمغتصبات الصهيونية وتجمعات الجنود.
مجدي شقيق الشهيد، عاد بذاكرته إلى حياة الطفولة التي عاشها رفقة الشهيد مازن ليقول: “طول عمره مازن ملتزم بالدين والصلاة، ليطلق عليه إخوانه لقب الشيخ وهو ملتزم في المساجد، عدا عن تميزه في الدراسة”.
ويشير إلى أن مازن قضى حياته في حلقات المساجد منذ الصغر، وكان يكسب حب كل من يلتقي به بابتسامته المرسومة على وجنتيه، وبطيبة قلبه، وبإخلاصه في عمله.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يُعلن مقتل ضابط وجندي من لواء جفعاتي شمال قطاع غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الخميس، مقتل قائد فصيل في لواء "جفعاتي"، وجندي من اللواء ذاته، وإصابة 3 آخرين،...
الموساد: تسلمنا من الوسطاء رد حماس على مقترح الهدنة وسندرسه
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قال جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، إن الوسطاء نقلوا لفريق التفاوض رد حركة حماس على مقترح...
هنية يجري اتصالات مع قطر ومصر وتركيا بشأن وقف إطلاق النار بغزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، ليلة الخميس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى خلال الساعات الأخيرة...
لليوم الـ 271.. القسام يوقع قوة صهيونية في كمين محكم ويفجر دبابتين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 271 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور من قطاع...
مسؤولة في إدارة بايدن تستقيل رفضا لسياسة أمريكا بدعم العدوان على غزة
واشنطن – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت المساعدة الخاصة بوزارة الداخلية الأمريكية مريم حسنين، استقالتها من منصبها، تنديدًا بسياسات إدارة الرئيس جو...
خبيرتان أمميتان: محاكم الاحتلال في الضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت خبيرتان بالأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن "النظام المزدوج للمحاكم الإسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة،...
أونروا: أطنان من النفايات تحاصر خيام النازحين وسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الأربعاء، إن أطنانا من النفايات باتت تحاصر خيام النازحين...