الشهيد القرا.. ثمانية أيام جمعته مع أحلام

لا تزل صفحته الشخصية على “فيسبوك” شاهدة على زواجه الميمون، بعدما زين دعوة زفافه قبل ثمانية أيام من استشهاده، بأبيات شعرية كانت القدس عنوانها، إذ كتب: “عذراً فلسطين يا قدس اعذرينا.. ما تزوجنا إلا تطبيقاً لسنة نبينا.. عسى أن يكون من نسلنا رجالاً يملأون الأرض عدلاً ودينا.. ليرفعوا راية الحق عالياً.. وليكونوا شوكةً في حلق أعادينا”.
ثمانية أيام كانت كافية، كي تخلد قصة حب “محمد” و”أحلام”، فقبل أن يودعها بأيام، همس بأذنها، سنكمل بقية التفاصيل بالجنة (كأنه يعلم أن الفراق قريب)، هي كانت تعي جيدا من هو زوجها، إذ كانا يتسامران أيام الخطوبة بسير المجاهدين وحجم الخطر الذي يحدق بهم، لكنها أصرت أن تواصل الطريق رفقته، مجهزة نفسها وروحها ليكونا وطنا وملكا له.
حكاية الشهادة والعرس
شهداء “خان يونس” السبعة، لكل منهم قصة، أما “محمد” فحكايته تختلف عن جميع من ارتقوا خلال تصديهم لقوة “إسرائيلية” خاصة توغلت داخل قطاع غزة.
الشهيد محمد ماجد القرا (23 عاما)، تعانقت روحه مع رفيقه القائد القسامي نور بركة، مساء الأحد (11-11) عندما اكتشفت وحدة من القسام كان ضمنها تسلل قوة صهيونية خاصة مستخدمةً مركبةً مدنية في المناطق الشرقية من خانيونس، وثبتوا المركبة وبدؤوا التحقق منها، وإثر انكشاف القوة بدأ المجاهدون بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاد البطلين القائد نور ورفيقه القرا، وقد حاولت المركبة الفرار بعد أن أفشلت عمليتها، وقتل قائدها وأصيب نائبه.

الشهيد محمد ماجد القرا
حكاية عريسنا بدأت في الثالث من نوفمبر الجاري، عندما تزين محمد لعروسه في حفل زفاف على أنغام مسيرات العودة وكسر الحصار، معلنا بدء حياة لطالما رسم معالمها في خطوبته مع عروسه.
كانت تحلم كغيرها من الزوجات أن تنجب “قيس”، عاشوا كالعشاق والأحباب أحلام البسطاء في وجود حصار وظروف صعبة، مؤمنين أن الحياة مهما ضاقت في غزة فلا بد أن يلتقطوا بعض الأيام السعيدة التى تنسيهم الهموم، وتزرع في طريقهم الفرح.
ومن مفارقات القدر أن تعقد شقيقته قرانها ليلة استشهاد شقيقها، الذي كان فرحا لهذا العقد متمنيا لها حياة سعيدة.
طلب الشهادة فنالها
وحسب ما ذكر رفيق دربه “ناصر”، لمراسلنا؛ فإن للشهيد القرا أربعة إخوة هو أصغرهم، واصفا إياه أنه الأقرب إلى روحه والأطيب من بين أصدقائه وإخوته.
ويلفت إلى أن “محمد” كان مواظبا على الصلاة في المسجد، إلى جانب حسن الخلق والمعاملة التي يتمتع بها بين أقرانه، يردد دائما سير الشهداء متمنيا أن يلتحق بهم.
وللشهداء مزايا لا تكاد تكون في غيرهم، يتهامسون ويرحلون بصمت تاركين خلفهم أسرارًا طالما تعاهدوا على حفظها، متقدمين الصفوف غير آبهين بما ينتظرهم فهم متأكدون أن الجنان ستكون محل إقامتهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...