هنية: مرحلة التحرر لا تسمح بتدخلات خارجية في شأننا الفلسطيني

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، مساء الأحد (8/10) إلى التعاون بين رئاسة السلطة والحكومة الفلسطينية والمجلس التشريعي، من أجل كسر الحصار الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني. وأكد إسماعيل هنية أنه مع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني “التي اتفق الجميع عليها مع الاستدراكات الثلاث” التي وافق عباس عليها، كما قال هنية، داعياً إلى استكمال الحوار حول الحكومة “من حيث انتهى الجميع”، ومشدداً على “وحدة شعبنا وتماسكه بكل فئاته وتلاوينه وفي كل أماكن تواجده بالداخل والشتات”.

وكان هنية يتحدث خلال “لقاء الوحدة والوفاق” الذي نظمته رابطة علماء فلسطين، بحضور العديد من ممثلي الفصائل والفعاليات والهيئات بغزة، وحشد من شخصيات العمل الوطني والكتاب والمثقفين والنخبة وممثلي المؤسسات والنقابات والفصائل والهيئات المختلفة، الذين اجتمعوا على مأدبة الإفطار، وفي مقدمتهم الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالانابة، وعدد من الوزراء، والأب مانويل مسلم مطران الطائفة اللاتينية، وإبراهيم أبو النجا رئيس لجنة المتابعة.

– مرحلة تحرّر من الاحتلال .. وضمناً مرحلة بناء وإعمار

وأضاف هنية في كلمته “نحن أبناء الشعب الفلسطيني في مرحلة تحرر من الاحتلال، ولكن داخل هذا التوصيف توصيف آخر، هو أننا في مرحلة بناء وإعمار، ومن هنا تداخلت المهمات أمام الشعب الفلسطيني، وتداخلت مهمة استكمال التحرر مع مهمة البناء والإعمار وتوفير إمكانيات الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني، وتخفيف معاناته”، وقال “هذا يتطلب عدة مقتضيات ينبغي العمل عليها”.

وأضاف رئيس الوزراء قوله “أطمئن الشعب الفلسطيني داخل الساحة وخارجها، أنه يمكن أن ننتقد بعضنا البعض وأن تعلو الأصوات في الساحات الإعلامية، ولكن قطعاً، وهذا حرص والتزام ديني؛ أنّ هذه المسألة لن تذهب للشعب الفلسطيني إلى الاقتتال”، وقال “هذا وفاء من الحكومة ومن كل الغيورين من أبناء الشعب الفلسطيني”.

– التناقض الرئيس ينبغي أن يكون مع الاحتلال

وأشار إسماعيل هنية إلى أنّ مقتضيات مهمة التحرر الوطني تكمن في أنّ التناقض الرئيس ينبغي أن يكون مع الاحتلال الصهيوني، ومشكلتنا الرئيسة هي مع الاحتلال، وما دون ذلك من تناقضات نسميها صراعاً سياسياً تحت قبة البرلمان أو في الساحات المختلفة”، مشدداً على أنّ هذا الامر يقتضي “اتخاذ كل الوسائل لتعزيز الجبهة الداخلية وحمايتها، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من مواجهة هذه الأوضاع، بمعنى أنه لا يمكن للشعب الفلسطيني أن ينزلق نحو الاقتتال الداخلي، وهذا الأمر خط أحمر”.

ومضى هنية إلى القول “إنّ الاقتتال الداخلي سيؤدي إلى شطب القضية الفلسطينية، ونحن أمناء على دماء الشهداء والجرحى والأسرى، والحكومة خلال الفترة الماضية تعرّضت للكثير من المعوقات، لكن كان هناك صبر من أجل توفير المناخ الصحي في الحوار الوطني”.

وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني أنّ “المقتضى الثاني يكمن في تأكيد أنّ الحوار وحده هو اللغة التي يجب أن تسود داخل الساحة الفلسطينية”، مشدداً على أنّ الحوارات ما زالت مستمرة بين الفصئل المختلفة.

ولفت إسماعيل هنية الانتباه إلى أنّ “مرحلة التحرر الوطني تتطلب أن نتوقف عند دور الإعلام الذي يجب ألاّ يركز على التشويه والتجريح والخروج عن الحقائق لتحقيق أهداف ليست لها علاقة بالوطن وبخدمة قضية شعبنا”.

– لا يُسمح بالتدخلات الخارجية

وأوضح إسماعيل هنية أيضاً أنّ “مرحلة التحرر لا تسمح يأية تدخلات خارجية في شأننا الفلسطيني”، فيما أنّ هناك “جهات خارجية أمريكية تحاول أن تملي علينا شروطها لقبول حكومة تتفق ومشروعها وسياساتها في المنطقة”، حسب تأكيده.

وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني على أنّ حماس والحكومة لن تسمحا بتدخلات خارجية، “لأنّ هذا ينعكس سلباً على ثوابتنا الفلسطينية، وسنعاني كثيراً (بموجب ذلك) ولن نجني شيئاً لأنّ القوى العظمى لايهمها في النهاية سوى حماية أمن دولة الاحتلال”.

وقال هنية متابعاً “إنّ مرحلة البناء والإعمار تتطلب التكامل بين مكونات العمل الوطني في مواجهة الحصار المفروض علينا”، منتقدا عدم قيام رئيس السلطة محمود عباس باصطحاب وزراء الحكومة معه في جولته أو في لقاءاته مع المسؤولين، وخاصة العرب منهم، الذين يزورون الأراضي الفلسطينية، واخرهم وزير الخارجية البحريني، مشدداً على أهمية تعاون الرئاسة والحكومة والمجلس التشريعي لكسر الحصار المفروض على شعبنا، وقال “يجب أن نواجه الحصار موحّدين متعاونين، وألا تكون بيننا تناقضات”، كما جاء في كلمته.