أم الأسيرين أبو صلاح تروي معاناة زيارة ابنيها

بلهفةٍ وشوقٍ كبيرين تتردد أم الأسيرين فهمي وصلاح أبو صلاح، كل يوم اثنين نحو مقر الصليب الأحمر بغزة أملاً في تحديد موعدٍ جديد لزيارة ابنيها الأسيرين في سجن ريمون الصهيوني الصحراوي.
الأسير فهمي أبو صلاح من غزة مواليد عام 1987، متزوج ومحكوم عليه بالسجن 22 سنة، والذي يكبر أخيه صلاح بخمسة أعوام والمحكوم بالسجن 15 عاما، اعتقلا مع والدهما أسعد أبو صلاح (المحرر بصفقة وفاء الأحرار) بتاريخ 19/3/2008 بعد مداهمة منزلهم شمال قطاع غزة.
الفرحة بالزيارة
وتُعبِّر والدة الأسيرين عن فرحتها الكبيرة عند إبلاغها من الصليب الأحمر ببداية التسجيل لزيارة ابنيها، وتقول “نكون فرحين مبسوطين جداً، فأنا وزوجة الأسير فهمي وأحد الأبناء الذين يسمح لنا بالزيارة، ووالدهم ممنوع من الزيارة لأنه أسير محرر بصفقة وفاء الأحرار”.
وتضيف؛ “صار لي 6 أشهر لم أزر أبنائي، وقبل الزيارة بيوم لازم نتصل إحنا على الصليب عشان نعرف هل تمت الموافقة أم لا، ويخبروننا بعد الاتصال بساعة أو ساعتين أو في مساء اليوم، وكثيراً ما نفاجأ بالرفض، فهذا الرفض كالصاعقة تنزل على قلبي لأنني أم لأسيرين وأحلم كل لحظة بهذه الزيارة”.
وتذكر والدة الأسيرين لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن ابنها فهمي عند اعتقاله كان لديه بنت عمرها أربعين يوما، لم تتذوق وتشعر متعة الحنان والأُبوّة والمحبة التي يشعر بها كل طفل مع أبيه.
مضايقات واستفزازات
وتوضح أم فهمي الاستفزازات والمضايقات قبل الزيارة، وتقول: “عندما نذهب للزيارة عن طريق معبر إيرز (بيت حانون)، ممنوع أن نأخذ أي شيء ويفتحون الحقائب التي تحتوي على ملابس للأسرى ويلقون بها جميعها، وتختلط ملابس جميع الأسرى مع بعضها بعد إلقائها، ثم يقومون بالتفتيش الشخصي على ماكينة إلكترونية”.
وتابعت “نواجه صعوبات كثيرة، وعندما نصل السجن ندخل في التفتيش الإلكتروني، وكذلك تفتشنا المجندات، ولكن بمجرد أن نرى أبناءنا الأسرى؛ كله يهون ويزول التعب”.
وعن تفاصيل المكان الذي ترى فيه والدة الأسير ابنيها، تقول “أول زيارة لي لأبنائي الاثنين كانت بعد 5 سنوات من الاعتقال، وكنت اعتقد في خيالي أن أراهما عبر شبابيك الشبك، وأدخل أصابعي وألامس أيديهم، ولكن عندما سمح لي بزيارتهما، رأيتهما خلف ألواح زجاجية، وتحدثت إليهما عن طريق سماعة تلفون كان صوتها رديئا جداً، وحاولت وقتها البحث عن ثقب صغير في اللوح الزجاجي لألامس به يدي أحد أبنائي الأسيرين، ولكن دون جدوى”.
وتقول والدة الأسيرين “مدة الزيارة التي نرى فيها أبناءنا من ساعة إلى ثلاثة أرباع الساعة، وخلالها يتلاعبون بصوت الهواتف وخفضها وتشويشها، ومع ذلك لن ينالوا من عزيمتنا، وستبقى عالية، ونحن صابرون وصامدون”.
شعور بالوجع
وتتحدث الوالدة المكلومة لمراسلنا، بعين يملؤها الحنين والوجع “أنا أُم لأسيرين وأشعر بالحنين لأبنائي، وعند رؤيتهما أمام الألواح الزجاجية أتمنى أن أحتضنهما وأكسر هذا الزجاج وأراهما وجهاً لوجه”.
وعن الحديث الذي يدور بين الأسيرين ووالدتهما أثناء اللقاء، تقول “يسألانني عن والدهم وزوجاتهم، ويسألني فهمي عن زوجته الممنوعة من الزيارة بسبب تهريبه للنطفة، وعن ابنه وابنته وإخوته وأبناء إخوتهم الذين لا يعرفونهم نهائياً لأنهم ممنوعون من الزيارة، وأحدثهم عن البيت الذي هدم في العدوان الصهيوني 2008، ويسألانني عن أصحابهم وعن كل شيء”.
وتقول والدة الأسيرين، عند انتهاء الزيارة “أشعر بأنهم أخذوا روحي عند انتهاء الزيارة؛ لأنني أكون متشوقة كثيراً ومبسوطة وأنا ذاهبة للزيارة، ومن شدة تعلقي بهم أبقى أنتظر آخر زائرة من الزائرات لأخرج بعدهم، ثم أظل أبكي طيلة الفترة التي تلي الزيارة حتى وصولي لغزة؛ لأنهم أخذوا روحي مني وكأني جسد بلا روح، وأظل أتفكر بالحديث الذي دار بيني وبين ابني الأسيرين، ولا أقدر أن أوصف هذا الشعور الذي أشعر به بعد رجوعي من الزيارة”.
وتشير خلال الحديث عن ابنيها أن الأسير فهمي أحد الأسرى الذين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام حقهم في الإنجاب وتكوين أسرة، مستفيداً من فكرة “تهريب النطف المنوية” من داخل السجن إلى زوجته، لتعبر الفرحة والسعادة قلبه بعد إنجاب ابنه أسعد في يناير 2014.
مطالبة ورسالة
وتطالب أم فهمي العالم كله أن “يضع قضية الأسرى في سلم الأولويات ويسهلوا الزيارة لهم كل أسبوعين أو ثلاثة عن طريق شبابيك شبكية لتعطيهم شيئاً من الحنان وتطفئ الشوق الموجود لديهم؛ وليس كل شهرين أو ثلاثة، والتي تواجه غالبها بالرفض”.
وتوجه أم الأسيرين رسالة لابنيها ولجميع الأسرى “بقلكم يَمّا اصبروا وصابروا والفرج قريب الكم ولكل الأسرى، وإحنا صامدين وصابرين ومعنوياتنا عالية، والحمد الله رافعة راسي بأولادي، ومهما حاولوا أن يحطموا من معنوياتنا، سنزداد تحد ونزداد صمود، ونحن الحمد الله أمهات الأسرى صامدات صابرات”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...