السبت 10/مايو/2025

قادة الأجهزة الأمنية… البحث عن البقاء

يامن صلاح

الحديث الذي كان يدور عن أن هناك سلاحا ومن أحدث الأنواع وبكافة الأشكال قد وصل للأجهزة الأمنية الفلسطينية وخاصة حرس الرئاسة كان يقابل بنفي وتكذيب واستنكار من قبل دعاة الوطنية وحماة المشروع الوطني الذين تناسوا أن سلاحهم الذي بحوزتهم مختوم بأرقام صهيونية وجاء بموافقة ضباط التنسيق معللين الأمر بأنهم لا يتلقون السلاح لمواجهة شعبهم ، مع أن الدلائل تقول غير ذلك.

قامت الدنيا ولم تقعد عندما تصدى المجاهدون والمواطنون لقوافل القتل القادمة من معبر رفح أو تلك التي مرت عن معبر المنطار أو التي كانت تدخل إلى المنتدى سرا وتحت جنح الظلام ، بل وكالوا الاتهامات الباطلة للمجاهدين ومن وقف معهم من أبناء الشعب الفلسطيني المخلص الذي أدرك بحسه ما الذي تعنيه هذه القوافل عندما تصدوا بصدورهم وأجسادهم يمنعون مرورها حيث كان التحضير لمعارك يتم التجهير لها بعناية كبيرة وعلى أعلى المستويات وبمتابعه ضباط خارجيين يوجهونهم ويرسمون لهم الخطط بعدما فتحوا لهم مواقع التدريب الداخلية والخارجية .

دخل السلاح وأصبح في حوزة عصابات مضللة تم اختيارهم بحرص شديد من صغار السن الذين لا يتجاوزون العشرين عاما ومن طلاب مدارس الثانوية الفاشلين الذين لا يجيدون فك الخط ولا يعرفون القراءة والكتابة، بعد أن استغل القتلة الظروف الاقتصادية التي نعيشها وانقطاع الرواتب وقلة العمل والمستقبل المجهول الذي ينتظر الجميع ، حيث وعدوهم بالتفريغ والمستقبل الآمن والراتب الذي يزيد عما يأخذه المتخصصون وحملة الشهادات والدراسات العليا، مما سهل عليهم عناء البحث عن جنود لا يناقشون أو يترددون في تنفيذ الأوامر وان كانت بإطلاق النار على أبناء شعبهم واعتقالهم وتعذيبهم ، ففرصة حمل السلاح والتلاعب بمشاعر الناس والتحكم بهم غريزة تدعو الشباب المراهقين الذين كانوا يختارون بعناية فائقة للقبول بهذه الإغراءات دون تفكير وهي فرصة قد لا تتكرر لهم في ظروف أخرى بعد ان اثبتوا فشلهم في مدارسهم وأصبح مصيرهم مجهولاً، الأمر الذي حدا بمئات طلاب الثانوية الى الالتحاق بدورات مكثفة أقيمت خلال الأشهر الماضية تحضيرا لمثل هذه الأيام .

الملاحظ في ذلك ان هؤلاء المخدوعين لم يجدوا من أهلهم من يردعهم عن المشاركة في هذه الدورات الممولة صهيونيا وأمريكيا رغم معرفتهم بأنهم اختاروا طريقا سهلا لقتل أبناء شعبهم وهنا كانت الطامة الكبرى التي استغلها قادة الأجهزة الأمنية أسوأ استغلال وبأسلوب رخيص .

وزادت الأمور تعقيدا بالتعبئة الموجهة لهؤلاء الشباب المخدوعين حيث أوهموهم بالقول : إنكم تقاتلون عدوا استراتيجيا سلب الحكم منا ويريد القضاء على فتح والمشروع الوطني .. انه عدو أخطر من الصهاينة فأولئك تقاسمنا معهم جوائز نوبل للسلام وهم الذين جاؤوا بنا من الخارج لنبني دولتنا في يوم لا نعرف متى سيأتي ولكن ما نعرفه أنهم وعدونا وستأتي الدولة طال الزمان أم قصر ولهذا يجب محاربة عدونا الحقيقي ( حماس ) …هذه هي دروسهم وثقافتهم التي يحاولون تعزيزها في نفوس المراهقين الفاشلين غير عابئين بالنتائج الخطيرة المترتبة على ذلك والتي ظهرت في المواجهة الحقيقية .

وبهذه التعبئة الباطلة وبهذا السلاح المشبوه وبهذه الأموال السوداء ، يخرج الملثمون بتبعية الأجهزة الأمنية بصدور ملتهبة حاقدة لمواجهة العدو اللدود من أبناء المساجد وأنصار حماس بل وتعدى الأمر لمتابعة الملتحين والسؤال عن التنظيم والهوية في ظاهرة من أخطر ظواهر تعامل أبناء الشعب الفلسطيني مع بعضه البعض وهم كما يدعون باطلا رفقاء السلاح والدم وأبناء الشراكة السياسية والوحدة الوطنية والحريصين على حرمة الدم …. إعلاميا .

وعندما يتاح لك أن تسأل هؤلاء لماذا تقتل ؟ ومن أعطاك الأوامر ؟؟لا يرد إلا بكلام ملقن ( إنهم قتلة أو حتى شيعة وقد أرحنا الناس من شرهم ) ..

هكذا إجابات تعبر عن غباء وحقد وتعبئة مقيتة من أناس باعوا أنفسهم للشيطان وهنا يبرز السؤال الأهم.. ما الذي يريده قادة الأجهزة الأمنية وضباطهم الذين يعملون تحت إمرتهم؟؟؟ ولماذا هذه التعبئة الموجهة ضد حماس وأبنائها ؟ هل فعلا ينفذون أجندة خارجية ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه شكلا من أشكال الحفاظ على الكرسي والرغبة في البقاء على رأس هذه الأجهزة ؟ أم الخوف من الملاحقة والمتابعة لجرائمهم ومحاسبتهم عليها جعلهم يختارون طريقا يصطدم بحركات المقاومة ويجعلهم في مواجهة مستمرة معهم .

الحقيقة أن هذه الأمور جميعها تجعل قادة الأجهزة الأمنية يواجهون حماس بهذه الندية وهذا العنف الشديد وبدون محرمات أو خطوط حمراء وهم أساسا أدوات ضاربة للعدو الصهيوني بعد انسحابه من القطاع ومن قبل عند دخولهم إلى غزة عبر قطار أوسلو فكان وجودهم ودعمهم بموافقة ورعاية صهيونية وفي حال خروجهم عن النص كثيرا يتم محاسبتهم بالاعتقال او التصفية أو التهميش والملاحقة ، فكانت مجازر عام 96 الدامية وما تبعها من ملاحقة متواصلة للمجاهدين ، وتعذيب وقتل واعتقال لم يتوقف إلا بعد أشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى، وعادت من جديد بأشكال وصور مختلفة بعد وصول حماس للحكم حيث شعر هؤلاء القتلة أنهم في دائرة الملاحقة والمحاسبة القانونية والشرعية وهذا ما جعلهم يطلبون المساعدة والعون مرة ثانية من عدو الشعب الفلسطيني ، وعندها التقت مصالحهم عند نقطة واحدة … بأن حماس هي العدو الذي يجب أن يخرج عن دائرة التأثير، وسهل ذلك عملية المساعدة والدعم المباشر لهم .

هؤلاء الذين يزعمون أنهم قادة للأجهزة الأمنية الفلسطينية يشعرون بأنهم في دائرة الاستهداف من كل فلسطيني وعائلة قتل ابنها بسلاحهم أو بأوامر منهم فجمعوا كلمتهم الباطلة وتوحدوا مع عدونا وبحثوا عن الوسائل التي تعيد لهم القوة والهيبة والسلاح ولم يطل الأمر كثيرا حيث فتحت الحدود والمعابر لقوافل القتل القادمة من الكيان أو من بعض الدول العربية أو حتى من الولايات المتحدة الأمريكية وفك الحصار عن البحر لتدخل قوارب محملة بالسلاح والذخيرة ورفع الحظر عن حساباتهم بالبنوك لتجد الأموال طريقها إليهم بعد أن منعت عن الفقراء والعمال .

هذه أبرز العوامل التي تجعل قادة الأجهزة الأمنية يتشبثون بمواقعهم القيادية ولا ينفذون أوامر قيادتهم السياسية المشتتة التي يتبعون لها خوفا على مصالحهم وأرواحهم بعد أن تم تصفية البعض وبعد أن شعروا أنهم ليسوا بعيدين عن اللحاق بهم ،ليكونوا عبرة لغيرهم ولكل من تسول له نفسه أن يعبث بأرواح الآمنين والموحدين، تنفيذا لأجندة خارجية لم يجيدوا كثيرا التعامل معها بعد أن وجدوا أنفسهم أمام أناس فشل العدو الصهيوني في ثنيهم عن طريقهم وجهادهم وبأنه ما لم يحققه العدو بكل ما امتلكه من عتاد وقوة لم يستطيعوا تحقيقه بجبنهم وضعفهم وحقدهم .

أخيرا ..سيتواصل دخول السلاح والعتاد وبأشكال جديدة كما حدث عندما سلم باليد قبل يومين في المنطار لحرس الرئاسة بعد أن تمكن المجاهدون من إحكام السيطرة على خطوط الإمدادات القادمة من الغرب لتأتي من الشرق !! من العدو الصهيوني الذي غدر بهم وأطلق بعد دقائق رصاصه وقذائفه نحوهم لسوء التنسيق بينهم ولسوء النوايا من قبل ، فيقتل 9 من الأمن الوطني… وسيواصل قادة الأجهزة الأمنية البحث عن وسائل جديدة تطيل أمد عمرهم وتبعدهم عن المحاسبة القانونية والشعبية لهم ، وسيبقى المغرر بهم موجودين طالما أن المال يغدق عليهم والسلاح يدخل إليهم وعقولهم مغلقة بالغباء والجشع والتبعية السوداء …. وسيبقى الحق أيضا موجودا وصوته سيعلو ويعلو حتى يعلن الباطل هزيمته ( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا ).

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات