الثلاثاء 06/مايو/2025

تسهيلات غزة.. عروض دولية تؤنسن الأزمة وتلتف على الثوابت

تسهيلات غزة.. عروض دولية تؤنسن الأزمة وتلتف على الثوابت

مرةً أخرى وفي أسابيع قليلة، عادت غزة لتفرض نفسها على طاولة البحث السياسي والنقاش الإعلامي بعد أضخم مسيرة قادها القطاع المحاصر ضد الإغلاق المطبق عليه منذ سنوات.
 
مسيرات العودة الكبرى لم تحرك المياه الراكدة فقط، لكن اضطرب معها ضمير الإنسانية وأقطاب السياسة الذين شاهدوا نكبة فلسطين قبل سبعين عاماً ويراقبون حالياً اغتيال الأبرياء في قطاع غزة المحاصر.
 
ومنذ مارس الماضي بدأت أمريكا تطرح “حلاًّ إنسانياً” لأزمات غزة التي تتصدر منذ سنوات عنوان القضية الفلسطينية فهل يرفع الحصار أولاً ثم تبدأ مرحلة سياسية جديدة، أم يحاول الاحتلال وأمريكا الالتفاف على تضحيات غزة لإجهاض الحقوق الفلسطينية؟
 
إنسانية لا سياسية!
وفيما كانت حماس ولا زالت تقود أبرز الحراكات الداعية لإنهاء الحصار، فهي لم تعط ردًّا نهائيًّا على مقترحات نشرتها وسائل الإعلام، منها تتحدث عن رؤية لحل أزمة غزة بوساطات عربية ودولية.

وكشفت وسائل إعلام عربية وغربية قبل أيام عن تحركات أمريكية، لصياغة مبادرة دولية وإقليمية لمعالجة أزمات قطاع غزة الإنسانية.
 
وقالت صحيفة الحياة اللندنية، إن شخصيات رفيعة المستوى من الإدارة الأمريكية، زارت مؤخرا عدة دول عربية، من أجل إقامة لجنة مستقلة، مكونة من شخصيات غير محسوبة على التنظيمات بغزة، لتولي إدارة القطاع، ويتم تمويلها بشكل مباشر من أوروبا وأمريكا.

ويحذر محمد مصلح الباحث في الشئون الإسرائيلية من أن تتحول القضية مع غزة لمسألة إنسانية بعد أن أعادت مسيرة العودة الحديث عن جوهر القضية.

ويضيف: “تحاول أطراف دولية الالتفاف على غزة، فيتحدثون عن قضايا إنسانية بعروض عربية والمراد من كل ذلك سلاح المقاومة في محاولة لانتهاز تبعات الحصار ضمن نظرية خنق غزة حتى تستسلم”.

وقبل أيام اجتمع المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط “جيسون غرينبلات” مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وناقشا تقديم المساعدات الإنسانية لغزة.

وفي ذات الإطار اقترح منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الميجر جنرال “كميل أبو ركن”، سلسلة تسهيلات في غزة منها فتح المعابر لدخول العمال إلى “إسرائيل”، وتوسيع مناطق الصيد البحري، ومنح رخص تتعلق بتزويد المياه والكهرباء والوقود.

وذكرت صحيفة معاريف بأن “إسرائيل” ترى أن عدم تمكين الفلسطينيين من تحقيق تطلعاتهم باجتياز الجدار الحدودي قد تكون مؤقتة، لأنه من دون أفق سياسي معهم فإن الانفجار قادم، ويتحمل المستوى السياسي في “إسرائيل” عدم القدرة على تحويل الإنجاز الميداني لمحصلات سياسية، كما قالت.

ويقول د. عبد الستار قاسم المحلل السياسي، إن غزة نجحت في صناعة أزمة قوية لـ”إسرائيل” في حراك مسيرة العودة، بينما أوقع الاحتلال نفسه في أزمة بعد ارتكابه المجزرة، لذا العالم الآن يبحث عن حل.

ويتابع: “مسيرات العودة لفتت نظر العالم لمشكلة اللاجئين، وهذا إنجاز. ولإجهاض نجاح غزة الآن يطرحون حلولا إنسانية للقفز عن حق العودة”.

التفاف سياسي
ونجحت غزة المثقلة بالأزمات والهموم في إثبات قوتها، بل أدارت عجلة التفكير الدولي لمحاولة وقف جرائم الاحتلال وحصاره.

ويؤكد محمد مصلح أن “الاحتلال يخشى من تعزيز قوة حماس،  وأن كافة العروض الدولية هدفها نزع سلاح المقاومة”.

وتعتزم إدارة “دونالد ترمب” الرئيس الأمريكي الكشف عن خطة السلام للشرق الأوسط التي عُرفت بـ(صفقة القرن) بعد فترة قصيرة من نهاية شهر رمضان المبارك حسب صحيفة “نيويورك تايمز”.

ويرى عبد الستار قاسم أن أطروحات أمريكا و”إسرائيل” كافة، هدفها نزع سلاح المقاومة، وأن قبول غزة بحلول دولية وعربية ستعقد مستقبلها، وخير دليل هي الأزمة السورية الحالية.
 
ويتابع: “ما لم تخضع حماس للضغط الداخلي بغزة، مطلوب أن تصمد وترفض رفع الحصار عبر حلول دولية، لأن أي رعاية دولية ستلتف في النهاية على سلاح المقاومة، لأن تلك الأطروحات جزأت القضية”.
 
المخرج في رؤية المحلل قاسم هو رفع الحصار أولاً دون شروط، ثم طرح القضية دفعةً واحدة، والثبات على الحق الفلسطيني السياسي مهما اتهم بالتشدد.
 
الخشية التي يحذر منها مراقبون، هي من وقوع حماس وفصائل المقاومة بغزة في فخّ وقعت فيه منظمة التحرير الفلسطينية من قبل ثلاثة عقود حين دخلت في حل سياسي برعاية دولية وعربية أدى للفشل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...