ابحيص: القدس عاصمة الانتفاضات والمستوطنون يعدّون لاقتحامات واسعة
أكد زياد ابحيص، الباحث في شؤون القدس والقضية الفلسطينية، أن الاحتلال :الإسرائيلي: والمستوطنون الإسرائيليون يبيتون أهدافاً خبيثة، من وراء دعواتهم لاقتحام المسجد الأقصى في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
وقال ابحيص في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن “الاقتحام المزمع يأتي في ما يسمى صهيونياً بـ “يوم القدس” الذي صادف يوم ٢٨ رمضان الماضي وشهد اقتحاماً مهيناً للأقصى بحماية مئات من عناصر شرطة الاحتلال نكلوا خلاله بالمرابطين، وأفسحوا المجال للمتطرفين لاقتحامٍ دام ساعتين رددوا خلاله صلوات تلمودية علمية”.
وأضاف: “هذا العام يصادف هذا العيد المزعوم، يوم الجمعة ٢٩ رمضان الموافق ٢٢-٥-٢٠٢٠، ويبدو أن منظمات الهيكل تضع عينها على اقتحام فيه يحقق مجموعة من أهدافها الخبيثة”، داعياً إلى فتح المسجد الأقصى أمام المصلين ببساطة يعيد للأقصى سياجه ودرعه الذي لطالما كان يحميه.
الأهداف “الإسرائيلية”
وأوضح ابحيص أن الأهداف “الإسرائيلية” الخبيثة تتلخص في “أن يكون المستوطنين أول من يدخل الأقصى بعد إغلاقه الطويل بسبب جائحة كورونا، وأن يكرسوا أن قرار فتحه وإغلاقه بيد شرطة الاحتلال وحدها”.
وأضاف: “من هذه الأهداف أيضاً، أن تقتحم جماعات المستوطنين المسجد الأقصى في يوم جمعة وهو يوم يغلق فيه باب الاقتحام عادة أمام المتطرفين، وهذه إن تمت ستكون سابقة تسمح لهم بالمضي في المطالبة بفتح الأقصى للاقتحام في كل جمعة”.
وطالب المختص في شؤون القدس، بفتح المسجد الأقصى أمام المصلين، قائلاً: “هذا الفتح، ببساطة يعيد للأقصى سياجه ودرعه الذي لطالما كان يحميه، فإن كانت الحجة أن الإغلاق يمنع الاقتحامات فذلك مربع خطير ننجر إليه وتسليم بالمنطق الصهيوني، وكأن صلاتنا في الأقصى هي مصدر المشكلة، فنوقفها لعل الاقتحامات تتوقف!!”
وأكد ابحيص، أن دعوات المقدسيين وكل المدافعين عن المسجد الأقصى لفتحه وسط الانتهاكات والمخططات “الإسرائيلية”، محقة، قائلاً: “هذه الدعوات محقة ومبنية على تجربة ووقائع، فالحضور الجماهيري في الأقصى لطالما كان هو طوق الحماية الأهم والأبرز للأقصى”.
وتابع: “اليوم وهو مجرد منه فهذا يفسح المجال للاحتلال كي يتحكم بالمئات القليلة من موظفي الأوقاف ويفرض عليهم ما يريد وقد باتوا بلا ظهير، كما أن أجهزة أمن الاحتلال مغتبطة من هذا الإغلاق المريح، بعد أن كان رمضان شهر استنفار لها وعمل بكل طاقتها خوفاً من بحر البشر الذي يوفد على الأقصى ومن الاحتكاك مع الحواجز ومن العمليات الفردية”.
وأردف بالقول: “ما دام مسجدنا محمي بأهله، فانكشافه عنهم خطر عليه لا بد أن يزول سريعاً، والأقصى في معظم مساحته ساحة مفتوحة تصل إلى ١٣٠ ألف متر مربع، وهي تتسع لـ ١٣ ألف مصلّ لو أخذ كل منهم ١٠ أمتار مربعة للأخذ بأقصى درجات التباعد والاحتياط”.
وأشار إلى أنه من الممكن للناس أن يأتي كل منهم بسجادة صلاة وكمامة بشكل يحمي صحتهم ويحمي الأقصى المهدد وجودياً بسرطان الاحتلال.
قيود وسط جائحة كورونا
وبين أنه منذ بداية جائحة كورونا، وخلال هذه الأزمة تصرفت سلطات الاحتلال كعادتها انطلاقاً من دوافعها للتخلص من المقدسيين، “فتعمدت قصر الفحوصات على من يطلب فقط، ولم تجر فحوصات عشوائية حتى ١٥-٤-٢٠٢٠، وكذلك لم تفتح في القدس عيادة لأهلها العرب حتى ذلك التاريخ”.
وأكد أنه في الوقت عينه، حرصت سلطات الاحتلال على إجهاض المبادرات المقدسية لتعقيم الشوارع والمساحات العامة فاعتقلت القائمين عليها وأغلقت المركز الوحيد للفحص في سلوان، وهو الحي المنكوب بأكثر من ٤٩ حالة كورونا بين ١٩٠٠٠ من أهله.
وقال: ” بحلول يوم ٥-٥ كانت هناك ١٧٢ إصابة مشخصة بوباء كورونا في مدينة القدس المحتلة بحسب وحدة كورونا في القدس، و ١٤٠ في ضواحي للقدس وقراها، ما يجعل الإصابات في القدس عموماً ٣١٢ إصابة، مقابل ٢٣١ إصابة في بقية محافظات الضفة الغربية والقدس؛ والاحتلال يستخدم الوباء ضد المقدسيين وضد الأقصى كعادته في كل مفترق”.
سياج الأقصى ودرعه
ووجه المختص في شؤون القدس، رسالة إلى أهلها الصامدين بأنهم سياج الأقصى ودرعه، قائلاً: “ثقتنا بهم بعد الله رغم الآلام والجراح، فالأقصى في عام ٢٠١٥ حمته انتفاضة السكاكين من التقسيم الزماني التام، وفي ٢٠١٧ حمته هبة باب الأسباط من البوابات الإلكترونية”.
وتابع: “في ٢٠١٩ ، لم يكن يحميه التنسيق ولا السياسة ولا عقلانية المحتل، وجميعنا شهدنا اقتحام المستوطنين في عيد الأضحى العام الماضي وما كان فيه من خديعة”، متسائلاً هل نسمح لأنفسنا لأن ننخدع وفي الأقصى مرتين؟.
وأوضح إلى أن هناك واقعاً تكرس منذ تأسيس السلطة الفلسطينية واتفاق أوسلو يقول: إن القدس بأقصاها عاصمة الانتفاضات والهبات والأزمات.
وفي 22 آذار/مارس الماضي، أغلقت الأوقاف الإسلامية بالقدس المسجد الأقصى، تحسبا لتفشي “كورونا”، قبل أن تمدده خلال شهر رمضان، ضمن تدابير منع تفشي الفيروس.
وتعد هذه المرّة الأولى التي يغلق فيها المسجد الأقصى لهذه المدة من الزمن.
وقبل ذلك أغلق المسجد ليوم واحد، بعد إحراقه عام 1969، ثم أغلقته شرطة الاحتلال، أكثر من مرة في السنوات الأخيرة الماضية، بداعي تنفيذ عمليات طعن وإطلاق نار قرب بواباته، ولكن هذه الإغلاقات كانت لساعات أو يومين على الأكثر.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
معسكر جباليا .. صمود ملحمي رغم الهولوكوست الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دمار كبير وإرادة بقاء وتحدٍّ .. هكذا يبدو المشهد في معسكر جباليا شمال قطاع غزة إثر انسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي"...
قنابل الاحتلال تحرق عشرات المحال التجارية في السوق المركزي برام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تسببت اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، باندلاع حريق كبير في السوق الرئيس لمدينتي رام الله والبيرة....
تراجع كبير لمساعدات غزة وتنديد بهجمات الاحتلال على المستشفيات
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن كمية الغذاء والمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة انخفضت...
أطباء بلا حدود تطالب بإنهاء حملة الموت والدمار التي يشنها الاحتلال على غزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام ندّدت منظمة أطباء بلا حدود بـ "حملة الموت والدمار" التي تشنّها إسرائيل على غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في...
الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء وفجر اليوم، حملة دهم واقتحامات في أنحاء متفرقة من الضفة...
حماس: عملية الدهس البطولية في نابلس امتداد لحالة الغضب ومدّ المقاومة المتصاعد في الضفة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أنّ عملية الدهس البطولية التي نفذها أحد أبطال شعبنا مساء اليوم قرب حاجز عورتا جنوب...
لليوم الـ 236.. القسام ينفذ عمليات مركبة وكمائن نوعية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب الشهيد عز الدين القسام لليوم الـ 236 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي...