كان إيماننا بالمقاومة جديا

ما دمنا نعرف أن المقاومة قدر علينا ، فإن هذه المعرفة توجب سلسلة من المتطلبات والترتيبات المناسبة التي تنقل المجتمع كله إلى صورة تنسجم مع غايات المقاومة . فإذا لم نفعل كنا مهيئين للخسائر .
· فلنعزز الإيمان بضرورة الصمود والثبات على الرغم من صعوبة ذلك الخيار واحتمال تراجع الروح المعنوية على المدى البعيد .
· ونساعد على مواجهة المصاعب وتقليل الخسائر ونعبئ الجهود الشعبية وننظم تعاون الناس فيما بينهم .
· ونسهر على تمتين عرى الوحدة الوطنية فصائليا وعشائريا وجهويا .
· ونعمل على توفير الاحتياجات الأساسية للناس ولو في أضيق الحدود.
· ونحرس الجبهة الداخلية من الطابور الخامس غير النادر عندنا. وهو لا يستطيع أن يتحرك وينفث سمومه إلا إذا وجد فراغا يناسبه.
والمقاومة لا تعني العمليات القتالية بالضرورة. وإنما تعني موقفا غير مستسلم على وجه القطع .. موقفا مضادا للعجز وقلة الحيلة .. قادرا على التسيير الذاتي وعلى عدم الارتباك وعلى تحمل الخسارة مهما كانت الظروف .. مترقبا فرصة أفضل وظرفا أكثر مواتاة .
وليكن مفهوما أن هذه النقلة التي نتحدث عنها لتغيير صورة المجتمع نقلة مطلوبة مهما كانت المرحلة التي تجتازها المقاومة ، بالنضال أو بالسياسة ، أو بهما معا ، أو بهذا تارة وتلك تارة أخرى ، فالمقصود هو تصليب الوضع في ظل جميع الاحتمالات .
وليكن مفهوما كذلك أننا مقبلون على هذا التغيير سواء بإرادتنا أو رغما عنا ، وسواء على طريقتنا أو على طريقة العدو . أعني أن عوامل موضوعية باتت تحتم هذا الذي نلاحظ شدة حراكه في أيامنا هذه .
لقد تفاعلت المؤثرات الإيجابية والسلبية في نفوس الناس تفاعلا حرجا بعد أن بلغ الصراع بيننا وبين العدو هذه الدرجة. وكل طرف يقرأ الوضع بطريقته : العدو وعملاؤه يظنونها اللحظة المناسبة لإحداث الانهيار الكامل في نظرية المقاومة وفي قواها . وفريق المرابطين يشعر أنها اللحظة التي صرخ الطرف الآخر فيها وجعا من العض على إصبعه ، فما علينا إلا أن نصبر لننتصر
والشباب المستهدفون بالإعلام من كل جانب ، يمكنهم وحدهم أن يقلبوا الصورة على أي من الصورتين الاجتماعيتين : صورة المجموع المنهار المستسلم ، أو صورة المجموع الصابر المرابط
وهؤلاء الشباب هم الترمومتر الحساس الذي يسجل في داخله ما دعوناه ( التفاعل الحرج ) . وهذا التفاعل الحرج هو ( طاقة ) بلغت مرحلة الاحتدام : يريد العدو أن يفجرها باتجاه صرفها إلى حيازة المال وممارسة الانحراف الخلقي والبلطجة ، في قالب لا يخلو من المسحة والقشرة الوطنية ، تمهيدا لتفريغها من أي هدف وطني . ويبغي العدو لنا إقامة دولة المافيات التي تستولي على كل موارد الوطن بالقانون وليس بالقوة فقط حتى لا يقع عليها ملام ، ودون أن يقول لها أحد من أين لك هذا ، ودون أن يطالها قانون الكسب غير المشروع ( الذي كان المجلس التشريعي السابق قد أقره منذ عدة سنوات ونشر في الجريدة الرسمية ، ولكن لم يقدم أحد إلى المحاكمة بموجبه)!
وفئة الشباب هي بطبيعة الحال قاعدة مشروع المقاومة والرباط . وببلوغ الأمور هذا الحد من التفاعل الحرج ، أصبحت بحاجة إلى تصريف طاقتها المعنوية في مشروع اجتماعي يضم المجموع . فيجب أن يكون لديها ما تفعله خلاف الانتظار وخلاف حفظ النصوص .
يحتاج مجتمع المقاومة إلى تنظيم قاعدي للأحياء وللحارات في المدن وفي القرى ، وإلى مجالس شعبية فعالة جادة من الفصائل ومن جمعيات المجتمع المدني ومن الأكثرية المستقلة ، تصبح بمثابة سلطة لامركزية ، تساعد مجلس الوزراء ووزاراته المختلفة في الشؤون الخاصة بالحياة اليومية وحاجات المواطنين وبالمصاعب الناجمة عن أعمال العدو وطابوره الخامس من الهماسين الذين أوكل إليهم أمر التشكيك في كل عمل مقاوم وفي كل رجل أو امرأة من المقاومين . ويجب حفر خندق بجوار كل شارع للتقليل من خسائر الطيران ، وحفر ملاجئ في كل حي وحارة . ويجب تدريب الجميع على أعمال الإسعاف والدفاع المدني ، وتوفير الحد الأدنى من الأدوات والخدمات لهذا الغرض .
الوضع بحاجة إلى المشاركة الواسعة لجميع الأطياف ، بحيث يكون لكل مواطن ما يفعله ويكون كل مواطن موضع عناية مجلس الحي أو الحارة أو الزقاق .
وبعض الفصائل المهمة للغاية يشوبها عيب انغلاقها عن الناس واعتياد كوادرها على العلاقات المغلقة وعلى لغة ومصطلحات بعيدة عن الآخرين. وأظن أن الوقت قد حان لتغيير هذا المنحى . فنحن كما أرى في سياق تغيير اجتماعي شامل دقيق ومفصل تاريخي يمكنه أن يقدم وأن يؤخر . وأفراد تنظيم الفصيل ليسوا خزان قوة وأمان للفصيل ، ولكنهم ـ كما يفترض أن يكونوا ـ قادة للآخرين الذي هم في أشد الحاجة إلى القادة في الزمن العصيب.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

رفض حقوقي للخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام عبر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن رفضه التام للخطة الجديدة التي تروج لها الولايات المتحدة الأميركية، بالتنسيق مع دولة...

33 شهيدًا و94 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهيد انتشال)، و94 إصابة، إلى مستشفيات غزة خلال...

أبو عبيدة: الإفراج عن الجندي الأسير عيدان ألكساندر اليوم الاثنين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قرارها، الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل...

16 شهيدا بينهم أطفال بمجزرة إسرائيلية في مدرسة تؤوي نازحين في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مجزرة فجر اليوم الاثنين، بعدما استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال غزة،...

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...