عاجل

الأحد 06/أكتوبر/2024

الدقائق الأخيرة لشاليط في قبضة القسام

الدقائق الأخيرة لشاليط في قبضة القسام

ما أن وصل الجندي الصهيوني جلعاد شاليط إلى صالة الوصول المصرية في معبر رفح الحدودي صباح الثلاثاء برفقة القائد القسامي أحمد الجعبري، حتى تسلمه الوفد الأمنى المصري فتناول شاليط كوبًا من الماء وبدأ يلتقط أنفاسه، بعد أن شعر بالفعل أنه في طريقه الى منزله.

ورافق الجعبري، شاليط إلى المعبر برفقة 15 مقاتلا من كتائب القسام، وشوهد في سيارة بيضاء من نوع تويوتا “ماغنوم” بعد أن أخرج من مكان احتجازه الذي لم يكشف عنه، وهو يتجه إلى الجانب المصري من المعبر.

وبينما كان التوتر سيد الموقف في اللحظات الأخيرة لوصول شاليط كان وكيل جهاز المخابرات المصرية اللواء رأفت شحادة بصحبة اللواء نادر الأعصر والعميد أحمد عبد الخالق، في استقبال شاليط، فاصطحبوه إلى مكتب يتبع للأمن القومي المصري على المعبر.

ونقلت “وكالة فرانس برس” عن مصدر فلسطيني مطلع قوله إن المسؤولين المصريين الثلاثة تسلموا رسميًّا شاليط فور وصوله في حوالى الساعة العاشرة صباحًا إلى الجانب المصري من المعبر الذي خلا من موظفيه استثنائيًّا، بينما لم ينقطع الاتصال بين الجانبين المصري والصهيوني خلال مراحل تنفيذ عملية الاستلام.

ويقول المصدر نفسه إن الجعبري أمر بعد وصوله إلى الجانب الفلسطيني من المعبر بكوب من الماء وقطعة بسكويت لشاليط الذي كانت تبدو عليه علامات الاستغراب والتعب. وبعد أن شرب شاليط قال الجعبري “الحمد لله ..نريده بصحة جيدة” في إشارة إلى حرصه على تسليم شاليط بصحة جيدة للتمكن من استكمال الصفقة.

وأوضح صحفي في وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية شاهد جزءًا من عملية تسليم شاليط أن مندوبين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر قاموا بفحص شاليط طبيًّا، ووجهوا له أسئلة عدة “للتأكد من أنه بصحة جيدة” ثم سمح لمراسلة التلفزيون المصري بحضور مراسل الوكالة المصرية بإجراء مقابلة صحافية قصيرة مع شاليط.

ولما وصل موكب شاليط كان متواجدًا على الجانب المصري من المعبر وفد من حماس برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة لاستقبال الأسرى المحررين. وهم شاهدوا شاليط إلا أنهم لم يصافحوه.

وكشف المصدر أن ضابطًا صهيونيًّا كبيرًا يعتقد أنه ديفيد ميدان مبعوث رئيس الوزراء الصهيوني “تمكن من مشاهدة شاليط شخصيًّا ومصافحته في منطقة (لم يحددها) تقع بين معبري رفح وكرم أبو سالم (كيرم شالوم) الحدوديين”.

ونقلت “فرانس برس” عن الصحفي المصري صلاح جمعة قوله إن مسؤولا سياسيًّا في حركة حماس “أكد أن اسرائيل اشترطت رؤية شاليط قبل نقل أي أسير للأراضي المصرية، واشترط الجانب الفلسطيني أن يكون في المكان للاطمئنان”.

وأوضح مصدر فلسطيني مطلع أن شاليط “نقل إلى الجهة المصرية من معبر رفح في عملية معقدة وسرية فيها الكثير من التمويه” دون مزيد من التفاصيل.

وخرج شاليط من السيارة وإلى جانبه الجعبري بلباس مدني، فسلمه بيده إلى المسؤولين المصريين الأمنيين الكبار في منطقة المعبر، وكان مصور فيديو ملثم بزي عسكري مع عناصر القسام يوثق كافة التفاصيل المتعلقة بنقل شاليط وتسليمه.

وذكر المصدر أن الاحتلال بدأ بنقل نصف الأسرى الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية عبر كرم أبو سالم وإلى الضفة الغربية بعد رؤية الضابط لشاليط مباشرة، فيما تم استكمال العملية عندما أصبح شاليط في أيدي الجانب المصري الذي بدوره سلمه للمسؤولين للصهاينة عند النقطة الحدودية، وبعد أن اتصل الضابط الصهيوني بمسؤوليه في الكيان الصهيوني غادر الجعبري ومساعدوه ومرافقوه المكان.

وقال المصدر المطلع إن الهواتف النقالة عطلت تمامًا خلال عملية تسليم شاليط. فيما كانت سيارة إسعاف مصرية تقف في المكان إلى جانب عناصر لفرقة كوماندوس مصرية مدججين بالسلاح انتشروا على المعبر.

وتنص صفقة التبادل بين حماس و”إسرائيل” التي رعتها مصر على إطلاق شاليط مقابل إطلاق “اسرائيل” سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًّا من بينهم 27 أسيرة، على أن يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين على دفعتين؛ الأولى وقد تمت الثلاثاء وتشمل 477 أسيرًا، في حين يفترض الإفراج عن الدفعة الثانية التي تضم 550 أسيرًا في غضون شهرين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات