السبت 05/أكتوبر/2024

هل نسي حكامنا جرائم الكيان الصهيوني…؟

محمد النويني

هل يعقل أن تسمح السلطات المغربية للكيان الصهيوني أن يشارك في أشغال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 22 المنعقد بمدينة مراكش.

هل يعقل أن يسمحوا لعلم الكيان الصهيوني أن  يرفرف في سماء وطن خرج أبناؤه وبناته بمئات الآلاف في مسيرات ووقفات ومهرجانات، إلى جانب إخوانهم وأخواتهم بفلسطين تضامنا واحتجاجا على ما يرتكبه ذلك الكيان الغاصب، في حق أبنائه وبناته بدون رأفة ولا رحمة.

هل نسيتم أن هذا الكيان الخبيث عمد في حربه الأخيرة على غزة، حسب عدة  تقارير دولية وفلسطينية، إلى تدمير 5250 وحدة سكنية بالكامل خلال الشهر الأول من العدوان، وتسبب في استشهاد أكثر من 1842 فلسطينيا، وجرح 9320 شخصا، وتشريد حوالي عشرة آلاف أسرة بقيت في العراء بدون مأوى. 

كيف تسمحون لكيان لا نعترف به، أن يشارك في مؤتمر من أجل البيئة وجيشه ارتكب جرائم بشعة في حق البشر والشجر والحجر.

يا سادة إنكم تطبعون رسميا مع من سفك دماء أبناء أمتنا، ورمَّل نساءها وحرق أطفالها، ودمر مساكنها ومدارسها ومساجدها ومزارعها.

إنكم تضعون أيديكم في يد من جرب جيشه المجرم  أسلحته الفتاكة الكيماوية والنووية والفسفورية في حق كل مقدرات أمتنا الإنسانية والطبيعية والبيئية.  

 أنسيتم الوضع الكارثي الذي يعيشه الآن إخواننا في غزة المحاصرة،  حيث لا ماء ولا كهرباء ولا دواء ولا طعام ولا حليب، و أنهم ما زالوا يعيشون في العراء جراء تدمير بيوتهم على رؤوسهم، وأنهم لم يجدوا مواد  للبناء بسبب الحصار الظالم  المفروض عليهم.

كيف تقبلون لكيان المشاركة في ملتقى أممي  للبيئة، وهو لا يحترم المواثيق والعهود الدولية التي تجرم ارتكاب أفعال ضد الإنسانية و البيئة؛ حيث سمم الماء والهواء والتربة ونقل أمراض الكوليرا والسيدا وغيرها من الأوبئة الفتاكة إلى الأوطان العربية.

يا عقلاء هل نسيتم مجزرة خان يونس، ومذبحة الحرم الإبراهيمي، ومجازر جنين والشجاعية وصبرا وشاتيلا.

هل غاب عن أذهانكم مشهد مقتل الطفل محمد الدرة والطفلة إيمان حجو ابنة الأربعة أشهر؛ حيث اخترقت جسديهما رصاصات غادرة أسقطتهما شهيدان، ومشهد تصفية المجاهد الشيخ المقعد أحمد ياسين وهو عائد من المسجد بعد صلاة الفجر، وتسميم عرفات و تفجير بطل المقاومة البهجري و القسام. 

يا سادة إن مشاركة الكيان الصهيوني بكوب 22 بمدينة مراكش، نعتبره جريمة تطبيع لا تغتفر مع كيان غاصب، وبناء عليه  نحمل المسؤولية لكل العلماء والساسة والمثقفين والحقوقيين لشجب وإنكار هذا الأمر، والوقوف سدا منيعا حيال هذا التطبيع، ونطالب الدولة المغربية أن تستجيب لمطالب الشعب المغربي، وتنصت لنبضه وخياراته، وتتراجع عن قرارات لا شعبية من شأنها أن تخلق توثرا بين الشعب والدولة، ونحن ما زلنا نعيش على هول وصدمة سحق وطحن سماك الحسيمة محسن فكري شهيد الحكرة.

 ختاما نتمنى بأن لا نُرمَى مرة أخرى بتهمة إثارة “الفتنة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات