عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

خطة عمل صهيونية ترسم معالم المرحلة القادمة مع حماس في غزة

خطة عمل صهيونية ترسم معالم المرحلة القادمة مع حماس في غزة

قالت “بينيديتا برتي” زميلة أبحاث في معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني، وزميلة لدراسات ما بعد الدكتوراه بجامعة “بن غوريون”، أن المفاوضات القادمة بين حماس و”إسرائيل” غير المباشرة برعاية مصرية، هي عبارة عن “لقاءات استكشافية”، بهدف تسوية المسائل العالقة بين الطرفَين، والانتقال لمرحلة من الهدوء أكثر استمرارية في المدى الطويل، لكن نظراً للالتباس الذي يحيط بمصير هذه العملية، فليس واضحاً إذا كان الهدوء سيسود في نهاية المطاف، وإذا كان كل طرف سيتمكّن من تحسين موقعه في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار.
وأضافت: يبقى التحدّي الأساسي بالنسبة لحركة حماس ترجمة المكاسب التكتيكية والشعبوية التي حقّقتها من الحرب في المدى القصير لإنجازات أكثر استدامة في المدى الطويل، مثل وضع حد للقيود الاقتصادية على غزة، حيث كانت حماس في موقع ضعف عند بداية الحرب، إذ واجهت عزلة دولية متزايدة، وضغوطاً مالية شديدة، وتصاعد التشنّجات الداخلية، ولم يؤمّن لها اتفاق الوحدة مع فتح الإغاثة الاقتصادية السريعة التي سعت إليها، في حين أن الحملة الواسعة التي شنّتها “إسرائيل” لضربها في الضفة الغربية إبان خطف المستوطنين زادت من تعقيدات الوضع بالنسبة للحركة. 
وأوضحت: هكذا رأت حماس أنه من شأن الدخول في تصعيد عسكري قصير المدى أن يتيح لها انتزاع تنازلات من “إسرائيل”، وتحسين سمعتها في الداخل، وإبعاد شبح الصراع الداخلي، وقد حقّقت حماس بعض المكاسب كما تمنّت.، على النحو التالي:
1-على الصعيد العسكري: تمكّنت حماس من إظهار قدرات أفضل بكثير مقارنة مع عملية الرصاص المصبوب في 2008-2009، إذ استخدمت كتائب القسام تكتيكات غير تقليدية، وخططاً للمواجهة تنطوي على مجازفة أعلى، وأدّى تحسّن الأداء العسكري أيضاً لسقوط عدد أكبر من الجنود في صفوف الجيش. 
•انتصارات تكتيكية
وأتاح ذلك لحماس، بجانب انتصارات تكتيكية صغيرة أخرى، مثل:
أ‌-إغلاق مطار بن غوريون الدولي مؤقتاً، 
ب‌-تأثير الأنفاق تحت الأرض، 
ت‌-القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ حتى نهاية النزاع.
كل ذلك جعل حماس تعتبر أن عملياتها العسكرية تكلّلت بالنجاح، كما أنّ رفضها المتكرّر للقبول باقتراحات وقف إطلاق النار منحها الدور الأساسي في عملية إنهاء الحرب، وقد استشهدت بكل هذه العوامل لتصوير أدائها بأنه انتصار للفلسطينيين، وتلقّت شعبيتها اندفاعة كبيرة مباشرةً بعد التوصل لوقف إطلاق النار.
2-خارج ساحة المعركة: تمكّنت حماس من مقاومة الضغوط التنظيمية، فرغم أن النزاع تسبّب بصدامات متكرّرة بين القيادة السياسية في غزة وكتائب القسام والقيادة الخارجية وعلى رأسها خالد مشعل حول مسألة القبول بوقف إطلاق النار، أو إطالة أمد القتال، لكن الحركة تمكنت من الحفاظ على تماسكها الداخلي، وقد التزمت كل الفصائل باتفاق وقف إطلاق النار، ودعمته في نهاية المطاف، علاوةً على ذلك، ورغم تصاعد التشنّجات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلم ينفرط عقد حكومة الوحدة مع فتح، وسوف توسّع سلطتها مؤخراً لتشمل غزة.
بيد أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في 26 آب/أغسطس الماضي لم يحقّق الكثير من المكاسب الملموسة لحركة حماس، فقد نص وقف إطلاق النار على المبادرة فوراً على:
أ‌-التخفيف من القيود عند المعابر الحدودية، 
ب‌-زيادة الأميال البحرية التي يُسمَح لصيادي الأسماك في غزة بالصيد فيها، 
ت‌-توسيع المنطقة العازلة بين غزة و”إسرائيل”، لكن هذه الإجراءات ليست كافية لإعطاء اندفاعة للاقتصاد في قطاع غزة. 
أما في ما يتعلق بمطالب حماس الأساسية، فقد أدّى وقف إطلاق النار لإرجاء المفاوضات غير المباشرة حول هذه المسائل:
أ‌-الإفراج عن سجناء الحركة المعتقلين في الضفة الغربية منذ حزيران/يونيو 2014، 
ب‌-إنشاء مطار وميناء في غزة. 
ورغم أن كل هذه المسائل ستُطرَح على الأرجح على طاولة البحث في المحادثات غير المباشرة، إلا أن فرص تقديم تنازلات لحماس ضئيلة، لأن “إسرائيل” ومصر لا تزالان تأملان بالضغط على الحركة لحملها على الخروج من حكم غزة.
موقع ويللا الإخباري

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات