غزة تصدّر منتجاتها الزراعية إلى أوروبا للمرة الأولى عبر شركة فلسطينية

حظيت شركة فلسطينية وللمرة الأولى منذ عشرات السنين بتصدير المنتجات الزراعية لقطاع غزة من محصول التوت الأرضي “الفراولة” إلى الأسواق الأوروبية، الأمر الذي اعتبره مزارعو غزة بمثابة إنجاز غير مسبوق، خاصة وأن غزة اعتادت قسرًا على مدار السنوات الماضية تصدير منتجاتها الزراعية عبر شركة “اجريسكو” الصهيونية.

وتمكنت شركة “هارفست” الفلسطينية من تصدير المحاصيل الزراعية -الأحد الماضي- منفردة، وقد كانت كامل الشحنة الأولى من هذا المنتج تقدر كميتها بنحو ثلاثة أطنان، لتواصل مهمتها في تصدير نحو 30 في المائة من الشحنة الثانية من المنتوج نفسه، فيما ستشارك ثلاث شركات صهيونية بتصدير النسبة المتبقية.

وأكدت “هارفست” في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء (29-11) حرصها على خدمة ورعاية مصالح مزارعي غزة ومساعدتهم في تسويق منتجاتهم في الأسواق العالمية كواحد من أبرز أهداف الشركة.

وتوقعت أن تدفع تجربتها في تصدير منتجات الموسم الزراعي الحالي بالقائمين على الجمعيات الزراعية في غزة لاختيارها كشركة وحيدة لتصدير إجمالي منتجاتهم من المحاصيل التصديرية المختلفة معربة عن أملها في أن يعوض هذا الموسم المزارعين عن خسائرهم في المواسم السابقة إثر العراقيل الصهيونية التي حالت دون تصدير هذا المنتوج الزراعي في مواعيده المحددة خلال الأعوام الماضية.

من جهته؛ اعتبر جميل أبو حميدة، نائب رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية، أن تصدير هذا المحصول عبر شركة فلسطينية وباسم منتج فلسطيني يعد بمثابة إنجاز للقطاع الزراعي في غزة، موضحًا أن شركة هارفست ستعمل على تصدير نسبة كبيرة من منتج محصول التوت الأرضي الذي سيصدّر للمرة الأولى في صناديق كرتونية كتب عليها اسم المنتج ومنشأ زراعته وإنتاجه في غزة، منوهًا بأن المنتج نفسه كان يصدر في السنوات السابقة في صناديق كتب عليها باللغة العبرية دون الإشارة إلى أنه منتج فلسطيني.

ولفت إلى أن هذه الشركة ستعمل، أيضًا، اعتبارًا من الخامس من الشهر المقبل على تصدير ما نسبته 50 % من إجمالي كمية الفلفل حلو المذاق، كما ستقوم بتصدير النسبة نفسها من محصول البندورة الكرزية اعتبارًا من الثاني عشر من الشهر المقبل.

وأشار إلى ملاءمة موعد تصدير هذه المحاصيل مع قيمة الأسعار المجدية في السوق الأوروبية، معتبرًا في ذات الوقت أن تصدير هذه المنتجات إلى أسواق الضفة يشكل أيضًا ضرورة قصوى كي يحقق مزارعو هذه المحاصيل الفائدة المرجوّة؛ حيث إن أسعار التوت الأرضي في أسواق الضفة تتجاوز 25 شيكلاً (نحو سبعة دولارات) للكيلوغرام الواحد، وأن مواصلة الاحتلال منع تصديرها للضفة يعني خسارة المزارعين لنحو ثلث إنتاجهم الذي سيضطرون إلى تسويقه في أسواق غزة بأسعار منخفضة.

وأوضح أن الأسبوع الحالي سيشهد تصدير ثلاث شحنات من التوت الأرضي، فيما سيشهد الأسبوع المقبل تصدير شحنة في كل يوم ومن ثم سيرتفع العدد وصولاً إلى حمولة 14 شاحنة في اليوم الواحد من مختلف أصناف منتجات المحاصيل التصديرية.

يذكر أن ميزة تصدير المنتجات الزراعية المحلية إلى السوق الأوروبية باسم فلسطين تأتي تنفيذًا لاتفاقية تصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية التي أقرها البرلمان الأوروبي أخيرًا.