فلسطين في الأمم المتحدة

صحيفة الخليج الإماراتية

في جلسة افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة وقف المندوب الفلسطيني يلقي كلمته، فاستهل الكلمة بطرفة أضحكت العالم بأسره قال فيها إن سيدنا موسى عندما ضرب الصخرة وانفجرت اثنتا عشرة عيناً فكر أن يسبح قليلاً في الماء، فنزع ملابسه ووضعها على الصخرة، وبعدما انتهى عاد يبحث عنها فلم يجدها، واكتشف أن “إسرائيلياً” سرقها. ووقف مندوب “إسرائيل” غاضباً وقال: هذه القصة غير صحيحة تاريخياً، لأنه لم يكن في ذلك الحين شيء اسمه “إسرائيلي”، فابتسم المندوب الفلسطيني وقال: “الآن، وقد اتفقنا على هذه النقطة أستطيع أن ألقي كلمتي”.

والإحراجات التي تتعرض لها “إسرائيل” في هيئة الأمم كثيرة. ويقول أحمد الشقيري إنه “مرغ وجه “إسرائيل” في التراب” في عشرات المناسبات في هيئة الأمم، عندما كان مندوباً للسعودية في المنظمة الدولية، ومن ذلك أن جولدا مائير ألقت كلمة في المنظمة الدولية تحدثت فيها عن حاجة “إسرائيل” إلى مهاجرين جدد، فطلب أحمد الشقيري التعقيب وقال: “لا أدري لم تبحث “إسرائيل” عن مهاجرين جدد من كل مكان في العالم، بين أشخاص لا يعرفون شيئاً عن فلسطين، بينما في الدول العربية المحيطة بها مئات الآلاف من الفلسطينيين الذي ولدوا في فلسطين وعاشوا فيها يحنون إلى العودة لأراضيهم ومدنهم وقراهم فلا تسمح لهم “إسرائيل” بالعودة، أليس في ذلك مفارقة تثير السخرية؟” وضجت القاعدة بالضحك.

ومن المفارقات أن المندوب الفلسطيني لفت نظر مندوبي الدول الأخرى إن كل أعضاء الوفد الفلسطيني الذين تزعم “إسرائيل” أن لا حق لهم بالعودة لفلسطين هم من مواليد فلسطين وطردوا منها، بينما ليس بين أعضاء الوفد “الإسرائيلي” شخص واحد من مواليد فلسطين.

وعندما صوتت الجمعية العامة على قرار بحل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً، وشعر الشقيري أن القرار سيمر، لأن الولايات المتحدة والدول الغربية تسانده، انتزع قداحة السجائر من جيبه وأشعلها، وبدأ يبحث تحت المقاعد، وكأنه فقد شيئاً، ولاحظ أمين عام الأمم المتحدة داغ همرشولد ذلك فقال: “يبدو أن السيد مندوب السعودية أضاع شيئاً، فعم تبحث يا سيد شقيري؟ ربما نستطيع مساعدتك” فوقف الشقيري وقال: “إنني أبحث عن العدالة التي ضاعت في أروقة الأمم المتحدة التي تحتل سعادتك منصب أمينها العام، فهل يسعفني الحظ بإيجادها؟” وأطرق داغ همرشولد خجلاً.

والشقيري يقول في مذكراته إن الديبلوماسيين العرب في الأمم المتحدة مرغوا وجه “إسرائيل” بالتراب وكشفوا عنصريتها في كل مناسبة أثيرت فيها أزمة الشرق الأوسط في هذه المنظمة الدولية، ولكن، ما الفائدة، و”إسرائيل” تمرغ جباهنا في التراب في ساحات المعارك؟